الخبر وما وراء الخبر

كيف أستطاع السيد عبدالملك الحوثي نسف آخر أوراق العدوان “الفتنة”

266

بقلم / د.يوسف الحاضري

تابعت قنوات عديدة ومختلفة التوجه والإنتماء أهداف اليمن الأخيرة بكل رغبة ورهبة من أن تنجح الفتنة التي أشعلوها بقيادة زعيم المليشيا عفاش ، حيث لجأ العدوان السعودي الأمريكي خلال 1000 يوم من العدوان إلى عدد من الأوراق في عدوانه مستخدما اسلحة القتل ثم التدمير ثم القصف بالقنابل ثم جند عشرات الآلاف من ابناء اليمن تحت قيادته ثم الإرجاف الإعلامي ثم الحصار الأقتصادي وقطع الراتب وفي كل مرة ينكسر ويتلاشى ويتقهقر  منقهرا ، فلجأ إلى آخر اوراقه وهي أشدها وأقواها وأكثرها حسما للأحداث (حسب دراساته وتقديراته) وهذه الورقة هي (إثارة الحرب الداخلية بين ابناء اليمن “الفتنة”) فأشهرت أقوى سلاحا لها سيتكفل بذلك وهو (علي عبدالله صالح عفاش) الذي أبقوه خلال الفترة كاملة (ما قبل2 ديسمبر2017م) في اليمن يدير لهم العدوان على اليمن من باب وقوفه ضد العدوان (ولن نخوض في كيفية ذلك الان) فتحرك عفاش (زعيم المليشيا)في ظهر السبت 2ديسمبر2017م ليعلنها لدول العدوان أنه معهم وضد أنصار الله ودعا كل جماهيره الغفيرة جدا للأنتفاضة ضدهم في كل بيت وفي كل قرية وفي كل عزلة وفي كل مديرية وفي كل محافظة ومدينة بقوة السلاح ، وقد كان قبلها خلال اليومين السابقين اي الخميس والسبت قد حرك مليشياته بقيادة أبن اخيه طارق عفاش لقنص المارة والنساء والأطفال في عدد كبير من شوراع صنعاء عوضا عن تحركاتهم

فأسقطوا عددا من معسكرات العاصمة صنعاء واسقطوا ايضا عدد من الدوائر الحكومية وعدد من المحافظات الأخرى وقطعوا كل طريق الأمداد للجبهات و بين العاصمة صنعاء خاصة طريق صرواح مأرب وطريق ميدي حجه وطرق الجوف ، وأنتشر مئات المسلحين داخل العاصمة صنعاء فأسقطوا عدد من الحارات والشوارع الكبيرة ، بجانب تحرك الإعلام العالمي ليؤيد تحركه وتوجهه فضخت (عواجل) كثيرة وغذت الأعلام بمئات منها (عاجل سقط شارع كذا وسقط معسكر كذا وقتل القيادة الحوثي فلان وهرب القائد العسكري علان وهكذا) حتى أصبحت الصورة العامة عند الجميع ان اليمن سقطت تماما بأيديهم ولم يعد أمام الحوثيين (أنصار الله) الا امر من اثنين (إما التسليم للامر الواقع وتسليم رقابهم للواقع الجديد وأعلان الهزيمة او الاستمرار في المقاومة وعندها يعني حربا أهلية نظرا لأن مناصري زعيم المليشيا ومناصري أنصار الله كثيرون جدا ،وفي كلتا الحالتين سينكسر التصدي للعدوان الذي أستمر 1000 يوم وتسقط اليمن تحت الأحتلال السعودي الأمريكي الإماراتي (كأهم أهداف الورقة هذه) ، ولكن لم يحدث شيء من ذلك بل أندثرت هذه الورقة بأسرع مما كان يتصوره الجميع بل لم يلجأ انصار الله لأي من الطريقتين التي وضعا أمامها كتسليم لا ثالث لهما ، فأنتصر السيد في أقل من 48 ساعة بفضل الله على زعيم المليشيا ، ولكن كيف انتصر وماهو السلاح الذي  استخدمه ؟

نعلم جميعا ان هناك مئات المحللين السياسيين والعسكريين والدينيين والخبراء والمفكرين والمتابعين خاضوا في هذا الأمر وكل واحد يأتي بتحليل يناقض الآخر وكل مرة يأتي المحلل نفسه يناقض نفسه سواء في نفس البرنامج او برنامج اخر فكان حالهم مضحك وفاضح لأي مدى عقلي ورؤى وتحليل يمتلكون ، فالكل خاض ومعظمهم اخطأ وعجز ومازال الجميع حتى اللحظة محتارا ، لذا تحركت في كتابة هذا المقال لأخرجهم جميعا من حيرتهم والذي ادرك تماما انه لن يستوعبه الا الواعيون أما الأعراب فمستمرون في المكابرة والعناد .

يعلم الجميع أن السيد عبدالملك الحوثي يمتلك منهجية قرآنية يتحرك وفقا لها ووفقا لتوجيهات الله فيها والتي وضحت كل شيء حتى الأعمال العسكرية والقتال وكيفية مجابهة أعداءك في كل مرحلة من مراحل الصراع ، ومن هذه المراحل مرحلة (خيانة العهود والمواثيق ) والتي يهدفون من خلالها لحروب داخلية وفتن ومحن ، مستخدما في ذلك الآيات القرآنية من سورة التوبة او ما يطلق عليها سورة الفاضحة التي فضحت النفاق والمنافقين من الآية 7 إلى الآية 15 والتي تتحدث عن الإلتزام بالعهود والمواثيق وكيف تتعامل مع من يخونها أمثال الخائن عفاش زعيم المليشيا وذلك كالتالي :-

– استوعب السيد استيعابا كاملا لضرورة الالتزام بتوجيهات الله في العهود والمواثيق دون خيانة او نفاق مستقيما لهم ماداموا مستقيمين فيه وحاول بقدر الاستطاعة تجاوز كل العثرات التي كان منافقوهم يضعونها امامهم وصبروا على اكاذيبهم وإرجافهم وتحركاتهم جميعا (فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين).

– ثم اهتم السيد بأخذ الحذر والحيطة من اي محاولة خيانة يقوم بها زعيم المليشيا عفاش لأنه يدرك انهم لو يظهروا على المجتمع اليمني لن يرقبوا فيهم إلا ولا ذمة وسينتهكون المحرمات وينهبون الممتلكات ويبطشون ويقتلون (كما حصل في بعض المنازل والمناطق في 2ديسمبر2017م) لذا كان مستعدا لكي لا يحصل ما يمكن ان يحصل منطلقا من نفسية المليشيات وزعيمها الذين أمتهنوا الإفساد في الأرض عقودا من الزمن، ولم

يلتفت بتاتا إلى اكاذيب ونفاق زعيم المليشيا عندما كان يقول كلاما ناعما لطيفا بأنه ضد العدوان وبأنه يدعو الجميع للتحرك للجبهات وبان مخزون صالح يعجبك وبأنهم من يطلقون الصواريخ (يرضونكم بأفواههم) يعني عبارات لفظية فقط لا تمثل حقيقة الواقع فقلوبهم ترفض التصدي للعدوان وتأباه لذا لم نجد لهم مجاهدا واحدا في الجبهات خلال 1000 يوم وإذا ارسل بعضهم يرسلهم ليمارسوا عمله في المدن من خلال تحديد الأحداثيات والأهداف لطيران العدوان عن تواجد المجاهدين وهذا كله نتيجة نفسيتهم الفاسقة (وأكثرهم فاسقون)

– أدرك السيد الحوثي من وقت مبكر ان زعيم المليشيا أمتهنت نفسيته العبودية للخارج وأنه لا يستطيع الحياة بعيدا عن استنشاقه لهواء الذل والهوان فادرك ان امثال هؤلاء لا يؤتمنون على شيء فهؤلاء يشترون بآيات الله ثمنا قليلا مما تجود به عليهم أمراء الخليج لذا أدرك تماما ان هذه النفسية صآدة عن سبيل الله وستستمر طول حياته في هذا الصد لذا كان متوقعا منه ان يقوم بما قام به ،وانه سينقض العهد والميثاق وسيعتدي هو اولا فأعد العدة القرآنية البشرية لمجابهة ماقد سيحدث وفقا لمؤشرات ودلالات إلهية موجودة في القرآن الكريم .

لتأتي بعد ذلك مرحلة العمل الحقيقي بعد الأستعدادات النفسية والعتادية السابقة وهذه المرحلة هي نقض زعيم المليشيا للعهود والمواثيق واعلانه ذلك الموقف العار والمخزي والمذل ويحصل ما اشرنا إليه أعلاه من سيطرة شبة كاملة على كل شيء فقضى عليها السيد الحوثي في اقل من 48 ساعة وذلك من خلال ارتكازة على التوجيه الرباني في كيفية التعامل مع امثال هذه الأحداث والتحركات وذلك في الآية 12 من سورة التوبة ( وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم “فقاتلوا أئمة الكفر “) ،

نعم تتلخص المعركة كاملة في جملة (فقاتلوا أئمة الكفر) … وهنا يأتي سر النصر الذي تحقق والدماء التي حقنت ، فأصدر التوجيهات لعدم الانخراط في اي مواجهات عسكرية لي اي قرية او مديرية او عزلة او حارة او مدينة ليجهض بذلك هدف زعيم المليشيا عفاش التي دعا انصاره ومليشياته لان يقاتلوا في تلك المناطق ، وركز السيد الحوثي فقط على قتال أئمة الفتنة تنفيذا لأوامر الله وتوجيهاته العسكرية في مثل هذه الأحداث فتركزت قوات السيد الحوثي حول مناطق أئمة الفتنة عفاش زعيم المليشيا وإبن اخيه طارق عفاش بقية أئمة الفتنة والعمالة والنفاق.

سقطت بعض المدن والمديريات والشوارع على ايدي مليشيا عفاش ولم يتحرك انصار الله لردعهم بل تركوهم لشأنهم فأنخمدت فتن تلك المناطق وحقنت الدماء ، وبالمقابل أشتدت المعارك في محيط أئمة النفق والفتنة بقوة كون التخطيط في هذه الاحداث يجب ان تكون مركزة على الرؤوس دون غيرهم لأن أنقطاع الرأس يؤدي لتلاشي بقية اعضاء الجسد وتلاشي الفتنة وخمدها في مهدها وبالفعل هذا الذي حصل ، فتم قتل زعيم المليشيا وبعضا من أئمة العمالة والفتن والإرتزاق والإمساك بمن امسكوا لتسقط الورقة وتنتهي الفتنة فيتساقط أولئك الذين سارعوا مستجيبين لنداء الفتنة التي اطلقها زعيمهم عفاش ليفروا من الاماكن التي سيطروا عليها وتعود المياة إلى مجاريها ويظهر الباطل عيانا بيانا للمجتمع اليمني ككل ويسطر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أعظم قيادة لأعظم مسيرة على الأرض واعظم ادارة لأخطر مؤامرة كادت ستعصف باليمن واليمنيين عشرات السنين من الأقتتال والثارات والدماء والدمار والخراب كما كان يرجوه اعداء اليمن من الصهاينة والماسونية والوهابية عبر عبدهم الذليل زعيم المليشيا عفاش الذي لم يرقب في يمني إلا ولا ذمة فأنتصرنا عليه بعد أن أخزاه الله وأخزى كل من معه (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ) (ويخزيهم) واي خزي أشد وأنكى وأهون من الخزي الذي عاشه عفاش وهو مطاردا هاربا من شارع الى شارع ليسقط اخيرا برصاصة الله الذي وصف انه قتله هو (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم) لأن الله يصف ذلك (قاتلوهم يعذبهم الله) وعند ذلك وبهذا النصر شفيت صدور كل مؤمن (ويشف صدور قوم مؤمنين) والذين استبشروا بهذا الخبر وبهذه الإدارة الربانية للمعركة التاريخية الاسطورية التي لا يمكن لأحد ان يدريها هكذا دون ان يستند على الثقافة القرآنية السليمة ، أما اولئك المنافقون مرضى القلوب الذين مازال متشرأب في قلوبهم زعيم المليشيا فسيموتون في غيظهم وبعضهم سيذهب الله غيظه (ويذهب غيظ قلوبهم) ولكن التوبة والمغفرة من الله لن تشملهم جميعا الا اولئك الذين سيعقلون ويدركون خطورة موقفهم واستمرارهم في عبادة زعيم المليشيا المتشرأب في قلوبهم بعد ان اخزاه الله وفضحه وعراه وبين للناس حقيقته .

يحق لنا أن نعتز ونفتخر بهذا القائد القرآني السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي فكم هو شرف لنا ان يكون مثيل له في زماننا وان يكون يماني وأن يوفقنا الله لنهتدي بهديه ونتوجه بتوجيهاته التي كلها من منطلق القرآن الكريم.