سعد الحريري يعلن تراجعه عن الاستقالة التي كان أعلنها تحت ضغط النظام السعودي
أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري اليوم الثلاثاء تراجعه عن الاستقالة التي كان قد أرغم سابقا على إعلانها أثناء تواجده في السعودية تحت ضغط النظام السعودي وذلك في ختام جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في قصر بعبدا برئاسة ميشال عون .
وذكرت الوكالة الإعلامية الوطنية اللبنانية أن سعد الحريري تلا بيانا أكد فيه أن مجلس الوزراء بإجماع القوى السياسية أكد التزام البيان الوزاري قولاً وفعلاً وأن الحكومة ملتزمة بكل مكوناتها بالنأي بالنفس عن كل الصراعات.
ونقلت الوكالة الإعلامية اللبنانية الوطني عن الحريري قوله: “سنواصل تأكيد الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وتؤكد الحكومة التزام القرار 1701 والدعم لقوى الأمم المتحدة العاملة في لبنان”.
وشكر الحريري رئيس الجمهورية على “إدارته الحكيمة للأزمة الأخيرة والجهود التي شاركت فيها مكونات الحكومة لحماية الاستقرار”، وعرض لعودته إلى لبنان يوم عيد الاستقلال ولقائه بالرئيس عون وعرضه عليه الاستقالة، ثم طلب منه التريث فتجاوب للإفساح في المجال أمام الجهود لحماية البلد.
وقال الحريري: “نحن، كحكومة، مسؤولون أولا وأخيرا عن حماية البلد من المخاطر التي تواجهه”، آملا أن تشكل هذه الجلسة فرصة جديدة للتعاون وحماية لبنان ولا سيما أن المنطقة تغلي لافتا إلى أن هذا الأمر يحتاج منا أن نتحمل المسؤولية”، مؤكدا أننا رفضنا جميعا السير وراء شعارات تستهدف جر الفوضى إلى لبنان”.
ودعا الحريري إلى “العمل لتجنيب البلاد صراعات المنطقة والمحافظة على الاستقرار”، لافتا إلى “ضرورة عدم التدخل في شؤون دول صديقة أو شقيقة أو التهجم عليها في وسائل الإعلام، وعلينا أن نضع مصالح لبنان واللبنانيين أولا، وأن نعلن قرارنا بالنأي بالنفس قولا وفعلا”.
وقال: ”إذا كنا نرفض أن تتدخل أي دولة في شؤون لبنان فلا يجوز بالتالي لأي طرف لبناني أن يتدخل في شؤون الدول العربية، وخصوصا دول الخليج، إذ أن مصلحتنا تكمن في حماية علاقاتنا التاريخية مع كل الدول”.
وأضاف الحريري “لن أقبل أن يضحي أحد باستقرار البلاد مهما كانت الظروف، وحماية لبنان تبقى فوق كل اعتبار”، مؤكدا أن “الموضوع ليس موضوع سعد الحريري بل مصلحة لبنان، والمسألة ليست صحة سعد الحريري بل استقرار لبنان ووحدته ومنعته”.
وأفادت الوكالة الوطنية انه كان في مستهل جلسة مجلس الوزراء عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالتفصيل المراحل التي قطعتها الأزمة التي نشأت بعد إعلان الرئيس سعد الحريري استقالته من الخارج، شارحا بالتفصيل المواقف التي اتخذها والاتصالات التي قام بها سواء داخليا أو مع السلك الدبلوماسي في الخارج، مشيرا إلى “أن الهم كان استيعاب الوضع في الداخل وتأمين عودة الرئيس الحريري من الخارج للاطلاع على الملابسات التي رافقت موقفه”.
إلى ذلك تحدث الرئيس عون عن ما وصفها بالمروحة الواسعة للتشاور التي قام بها مع جميع الإطراف وعدد من قادة دول العالم، مؤكدا بالقول “إن موقفنا من الأزمة الأخيرة انطلق من عدم قبولنا بأن تمس أي سلطة في العالم كرامتنا، لأننا نعتبر أن لا وطن صغيرا ولا وطن كبيرا بل الكل يجب أن يكون متساويا في العزة والكرامة”، معتبرا أن “موقف لبنان كان موقف مواجهة لما حصل مع رئيس الوزراء، ووحدة اللبنانيين تبقى الأساس لحماية الاستقرار في البلاد”.