الخبر وما وراء الخبر

شدو الزمان…للشاعر محمد القعمي

138

ولد الحبيب فأشرقت دنيا الورى
وشدا الزمان بذكره وتعطر
وتبددت ظلم الحياة بنوره
وتنفس الصبح البهي وأسفرا
واخضرت الصحراء بعد جفافها
والحب أورق في القلوب وأزهرا
نبض القلوب أعاده من بعدما
قد كان فيها جامدا متحجرا
وأبان للإنسان درب حياته
إذ كان قبلا تائها متحيرا
يشكو من الظلمات همًّا جاثمًا
حتى أنار له الطريق فأبصرا
يا أيها المبعوث فينا رحمة
ما زلت غيثا بالحياة مبشرا
بشرى خلاص من كروب أرهقت
وأحالت الدنيا لهيبا أحمرا
لما أتيت إلى الوجود تنفست
بعد اختناق دام فيها أعْصُرا
واعذوذبت من بعد طول مرارة
وصفت وكان بهاؤها متكدرا
وكسوتها حلل السعادة والهنا
ورسمت بسمتها فصارت أنضرا
وأتيت والإنسان أرخص سعلة
عبدًا يساق لكي يباع ويُشترى
فهدمت سجنا ظل فيه معذبا
أطلقته من غله فتحررا
ومنحته كل الحقوق مكرما
لولاك ما عرف الحقوق ولا درى
ورفعته من قاع جب حالك
حتى غدت غياته فوق الذرى
وهو الذي ماكان يعرف همُه
غير التصعلك إن غزا أو أصحرا
حيران طول زمانه متخبطا
يبغي من الصحراء عشبا أخضرا
يفنى له وعليه يفني قومه
هو هكذا حتى يموت ويقبرَا
حتى إذا ألهمته وبعثته
ماعاد يرضى الإلتفات إلى الورا
بل صار أمضى العزم حتى أنه
ترك العوالم خلفه وتصدرَا
وسمتْ به هممٌ إلى عليائه
حتى علا كسرى وأرغم قيصرا
وجرت على أقوامهم أحكامه
وغدا عليهم حاكما ومؤمرا
من بعد أن كان المُسيّرَ دهره
فإذا به يعلو وصار مخيرا
نهل العلوم وصار فيها سابقا
وهب الحياة جنى العلوم وعمّرَا
هذا بفضلك ياحبيب قلوبنا
ياخير من صلى وسار على الثرى
ومسحت عن وجه البرية بؤسها
وكشفت عنها يوم نحس أغبرا
طابت بطيبك طيبة وتشرفت
وجمالك ازدانت به أم القرى
بل أنت نور حياتنا وجمالها
وأريج أنفاس النسيم إذا سرى
أنت الضمير الحي فيها رأفة
وأمانها لولاك ماطاب السُرى
خلفت فينا العروة الوثقى إذا
نُقضتْ فقد نقضت بها كل العُرى
فهي النجاة لمن أراد تمسكا
بعرى النجاة ومن أبى لن يُعذرَا
وتركت قرآنا ومن يهدي به
هم أهل بيتك في الصحيح بلا امترا
ما ضل من بهما تمسك صادقا
من بعد أحمد، خاب ضل من افترى
صلى عليك الله ياعلم الهدى
والآل خير الناس ما برق شرى
أزكى صلاة طيبها لاينتهي
يبقى تجددها إلى أن نحشرا