الخبر وما وراء الخبر

“الأمم المتحدة لاتقوم بدورها في اليمن” بين فشل الامم المتحدة إنسانياً وفشل المجتمع الدولي سياسياً يستمر العدوان و تتضح الحقيقة للمجتمع اليمني

153

بقلم/ علي السراجي

لقد كانت النظره العامه للشعب اليمني عن المجتمع الدولي بصوره عامه وعن المؤسسات الدوليه بصوره خاصة وعن الدول العربيه والاسلاميه بالذات نظره ذات أبعاد الاخوه والانسانيه والمصداقية والسلام، ونظره يحدوها الأمل والصدق وحب الخير للعالم أجمع، فالمجتمع اليمني مجتمع مسالم ولا يشكل خطر على أحد ولا يكن العداء لطرف أو مجتمع أو جهه وهذا السلوك هو من طبائع وصفات أهل اليمن ولكم بالتاريخ عبره وعظة أن كنتم تجهلون عن قيم هذا الشعب وليس ببعيد عنكم ماذكره القرآن الكريم وكذلك الرسول الكريم عن اليمن وأهل اليمن. واليوم يجد المجتمع اليمني نفسه محاصرا ووحيدا ومخذولاً من قبل الجميع دون استثناء بل تحول بكل ما يملكه من ارث تاريخي وحضاري واسلامي انساني واجتماعي وثقافي وسياسي يشكل خطر على الأمن القومي العربي والدولي في مفارقة عجيبة لم تحدث على مدى آلاف السنين من عمر اليمن واليمنيين، لقد اكتشف المجتمع اليمني في هذه الأحداث أن الأمم المتحدة منحازة إلى القوي وصاحب الثروة والأموال وأنها والمجتمع الدولي يغلبوا تحقيق المصالح والاسترزاق بالرشوات وبيع الاسلحه على حل المشاكل والنزاعات أو دعم ومساعدت المجتمعات التى لطالما سعى المجتمع الدولي الى إثبات هذه الصوره عنه، وفعلا لا أنكر أن هذه الصوره كانت قد تكونت وتجذرت لدى اليمنيين بالذات، لكنهم اليوم مصدوميين من الصوره الحقيقية الوحشيه المتجردة عن كل القيم والمعايير التى ظهرت خلال العدوان السعودي الامريكي المدعوم دوليا على اليمن ليجد اليمنيين صورة مختلفة تمثلت باستغلال معانات الشعوب وتغليب حالة التدمير والقتل والتشريد للشعوب وخذلانها، وهي صوره ما كان للمجتمع البسيط أن يكتشفها لولا هذه المواقف الدوليه الاخيره. وعليه فهل من المعقول أن اليمن تعيش هذا الوضع الإنساني الكارثي بكل المقاييس والمعايير الانسانيه والقانونية ونجد الأمم المتحدة عاجزة وضعيفه بل متعاونه أو تغض الطرف عن كل ما يجري في اليمن من مجازر جماعية وتدمير واستهداف ممنهج لكل شي دون استثناء وحصار خانق وقاتل لم يشهد له التاريخ مثيل منذ أكثر من سبعه أشهر، بل وتأكد الشواهد أن الأمم المتحدة عازمه على الاستمرار بغض الطرف والتعاون مع العدوان لفتره قادمة ليكون الشعب اليمني عرضه لمزيد من المجازر واﻻستهداف والحصار، وقد كان هذا واضحا في توضيح مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن والذي ما فتى عن الدفاع والتبرير للمعتدي و التغاضي عن الوضع الكارثي التى تعيشه اليمن ليكون ولد الشيخ أحد أدوات ووسائل العدوان وافشال التسويات والمبادرات ما يدفع إلى تازيم الوضع العسكري وافشال الحلول السياسيه بين الأطراف اليمنيه. وفي ظل رسالة انصار الله والمؤتمر الشعبي الى الامم المتحدة التى أكدت على التزام القوى الوطنية بقرارات مجلس الأمن وبالذات القرار 2216 وكذلك الالتزام بتنفيذ النقاط السبع المتفق عليها في مسقط مع مبعوث الامم المتحدة ولد الشيخ كحزمة واحده، سقطت كل المبررات والعوائق امام إيقاف العدوان على اليمن والذهاب فورا الى طاولة الحوار للاتفاق على الآليات المناسبة للتنفيذ، وهي خطوة فاجأت الجميع وأكدت للمجتمع اليمني ان هذه القوى الوطنية تغلب مصلحة الوطن وتسير نحو التسويه والحلول السياسية، لكن الغريب وليس المفاجئ هو موقف المعتدي وكذلك الداعمين له وكذلك الامم المتحدة عبر مبعوثها او حتى الأمين العام للأمم المتحدة الذين لم يستجيبوا لهذه الجهود التى أثمرت عنها مشاورات مسقط، وهو أمر محزن يؤكد ما اصبح المجتمع اليمني مقتنع به وما لمسه خلال الفترة الماضيه. اخير أجد أن الخلاصه باتت واضحه في الداخل والخارج للجميع دون استثناء وان الموضوع قد تجاوز كل المفاهيم التى نشاء من أجلها هذا العدوان، لتكون الحقيقة الاستهداف بالقتل والحصار والتدمير والتشريد فلا شرعيه ولا غير شرعيه ولا حزبيه ولا غير حزبيه ولا الشعور بخطر جماعه تهدد أو تشكل خطر ولا غيره من هذا الكلام والمبررات الواهية التى كشفتها المفاوضات السياسية خلال العدوان من مسقط إلى جنيف إلى مسقط والسبع النقاط إلى تأجيل جنيف مؤخراً وتحاشي ذكر النقاط السبع بل و التأكيد على وجود اشتراطات أخرى من قبل المعتدي عرقلت وأفشلت التوصل إلى حلول سياسيه تنهي الحرب على اليمن وكذلك استمرار المعتدي بحشد المرتزقة من دول العالم لفتح جبهات جديده، وفي ظل هذا الفشل والخذلان والتحالف والتآمر الدولي ضد اليمن يجد الشعب اليمني انه قد اصبح امام خيار واحد لا حياد عنه للدفاع عن ارضه وعرضه ووجوده واستقلاله وسيادته وحريته، غير مكترثاً بكل هذه المواقف والتحالفات وهي حالة من الوعي تنامت خلال الفترة الماضيه، لتكون الغلبه والنصر حليف للقيم والمعايير اليمنيه الأصيلة بفضل الله وبفضل صمود هذا الشعب.