الخبر وما وراء الخبر

الجامعة العربية والسقوط إلى الصفر

53

ذمار نيوز| تقارير خاصة | 20 نوفمبر | المسيرة نت – إبراهيم الوادعي: يوم “إسرائيلي” بامتياز شهدته أروقة الجامعة العربية رغم عدم مشاركة الجانب الصهيوني جسديا إلى جانب وزراء الخارجية العرب إلا أن وزير الطاقة الصهيوني كان حاضرا بتصريحات جريئة حول ما سماه العمل المشترك ضد إيران وقال يوفال شتاينيتس إن كيانه يعمل مع السعودية لما أسماه “كبح جماح إيران في المنطقة”.
وقال شتاينتس لإذاعة جيش الاحتلال الصهيوني إنه “عندما حاربنا من أجل تحسين الاتفاق النووي (بين الدول الكبرى وإيران)، قدمت لنا مساعدة من دول عربية معتدلة. بعض الدول العربية هي صديقة لإسرائيل، ولكنها تخفي هذه العلاقة”.

وتابع: “العلاقات مع العالم العربي المعتدل، بمن فيهم السعودية، تساعدنا في كبح إيران”.

إلى هنا انتهى كلام الوزير الصهيوني، وقابله امين الجامعة العربية أحمد أبو الغيط بالتأكيد على احترام الرغبة “الإسرائيلية ” مع طلب التأجيل وقال إن الدول العربية ليست بصدد الدخول في حرب مباشرة مع إيران أقله في الوقت الراهن.

دول عربية عدة قاطعت أو تغيبت عن الاجتماع الوزاري العربي الذي دعت إليه الرياض، ومن خلف ستار أبوظبي، لبحث قضية الصاروخ اليمني الذي دك مطار الملك خالد في العاصمة الرياض، وكان واضحا في لغة البيان والمؤتمر الصحفي لأمين الجامعة أبو الغيط الذي سكت قبل زمن على إعلان تسيبي لفني من جواره بدء الحرب على غزة، استخفاف الحاضرين بقدرات اليمنيين على خوض غمار التكنولوجيا العسكرية. وفي ذلك ثمة ثلاث قضايا ينبغي الإشارة إليها:

القضية الأولى: دول عربية أضحت تشعر بالحرج من كون اليمن الفقير والمحاصر تمكن من تحقيق تقدم ملموس في الصناعات العسكرية، بموازاة دول مستقرة وتنعم بالمال قضت سنيها في احراز النقاط بداخل موسوعة جينتس بأكبر صحن أرز وأطول أوتار للجيتار، وهي تندفع لمجاراة ممالك الخليج الهشة أملا في البقاء “أم الدنيا”.

والقضية الثانية إن مفاعيل الصاروخ اليمني إلى الرياض لم تنته بعد، ومحاولة الاستخفاف بالقدرات اليمنية، ومحاولات الاستخفاف لم تعد تجد – تحدث وزير الخارجية السعودي عن مايزيد عن مائتي صاروخ باليستي أطلقت على السعودية ،إعلان يتعارض بشكل صارخ مع إعلان الرياض أنها دمرت مخزون الصواريخ اليمنية في أول أيام الحرب.

والقضية الثاني: وهو هنا موضع التساؤل إلى أي مدى يقف العرب في خانة الجهوزية لتلبية رغبة واشنطن بمواجهة حزب الله، من خلال ذريعة الصاروخ اليمني، نستبعد دخول العرب في مواجهة مباشرة مع إيران دون أن يكونوا في إطار جيش أمريكي يتقدم المعركة، لكن المؤكد أن السعودية والإمارات اللاهثتين وراء تل أبيب يسعيان لبناء تهديد وهمي ومظلة عربية لإظهار التطبيع مع الكيان الصهيوني بكونه خيار بقاء لا مفر منه.
وبالعودة إلى كلام وزير الطاقة الصهيوني على أن “لإسرائيل علاقات سرية مع دول إسلامية وعربية كثيرة”، وان “المعني بإخفائها هو الطرف الثاني، من ناحيتنا لا مشكلة لدينا، لكننا نحترم رغبة الطرف الثاني، سواء مقابل السعودية أو مقابل دول أخرى” حسب قوله، فقد نقل جزءا من الحقيقة الماضية ، لكن “اسرئيل” باتت تشترط على حلفائها العرب، نقل العلاقات الى فوق الطاولة ،فقد سئمت العلاقات “غير الشرعية” إن كان هؤلاء الحلفاء يريدون مزيدا من الدعم العسكري الإسرائيلي في حربهم على اليمن، وغدا في مواجهة حزب الله وايران.

أفضل تعليق ربما حظي به الاجتماع الوزاري الخليجي اتى من قبل رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، وقال في تغريدة على حسابه بتويتر، الأحد “‏كالمتوقع كانت النتيجة صفرا لاجتماع الوزراء العرب، وفقط ذهبت السعودية لتقول (لن نبقى مكتوفي الأيدي) لافتا إلى أنها لم تكتف بعد باليمن وسوريا والعراق.

وأضاف “كان المفترض أن يكون هناك بحث للتهديدات الأخرى، كتهديد الكيان الغاصب بما يملك من سلاح نووي، وأيضا كان المفترض إعلان هذا الكيان إرهابيا” بدلا من إعلان إرهابية حزب الله، واصفا الإعلان بأنه مجرد محاكاة لتغريدات الرئيس الأمريكي ترامب.

وبالنظر إلى مجمل المشهد العرب تحت سقف الجامعة العربية أمس الأحد فإن حقيقة واحدة ماثلة، وهي أن العرب يأتون في الوقت الضائع وتزج بهم أمريكا في مواجهات نهايات المعارك الخاسرة املا في جني بعض المكاسب لصالحها، ويعيد ذلك إلى الأذهان سوق آلاف الجهاديين إلى أفغانستان لقتال السوفييت في وقت كان الاتحاد السوفيتي ينهار، ولم يكن هناك داع لتسريع انهياره غير تقديم الخدمة لواشنطن ، واليوم قد تعاد الكرة وتتقدم دول “الاعتدال العربية” الميدان بوجه حلف المقاومة لحصد بعض المكاسب لواشنطن وتل أبيب الخاسرتين بشكل واضح في الميدانين السوري والعراقي.

و في ظل إعلان تأجيل التعامل مع قطر تحت ذريعة تلبيتها بعض مطالب دول المقاطعة ضدها، وهو لم يحصل بالمرة بالاستناد إلى تصريحات سعودية وإماراتية وتغريدات مسئوليها وهو تأجيل التعامل مع قطر تحت ذريعة تلبيتها بعض مطالب دول المقاطعة ضدها، وهو لم يحصل بالمرة بالاستناد الى تصريحات سعودية واماراتية وتغريدات مسئوليها،، السؤال الأهم في ظل استمرار العدوان على اليمن منذ 3 سنوات لصالح استبقاء واشنطن واستحكام تل أبيب على البحر الأحمر، إلى أي مدي ينوي الخليجيون بعد تجديد الدعم العربي غير الكامل – خمس دول عربية قاطعت الاجتماع – وباستثناء مصر والسودان – لايزال موقف باقي الدول العربية الأخرى غامضا وفي المقدمة دول المغرب العربي، قتل مزيد من اليمنيين بالصواريخ الأمريكية والحصار ، وغير ذلك لن يأتي أصحاب الأسمال البالية – كما يحتقرهم مشغلوهم – بالانتصار، فمن استقوى بالعاجز هو أعجز أن يصنع شيئا، ولو كان لتحقق في غير جبال اليمن.