الخبر وما وراء الخبر

أي شرف لكم ايها المرتزقة

38

بقلم / فاتن الفقيه

يعتقد التحالف حين يغلق المنافذ أنه يصنع إنجازاً على ساحة الصراع، لكن هل ما يقوم به حماقة أم أنه يقصد استغباء اليمنيين!
هو لم يأت بجديد، ففرض الحصار على ما هو محاصر أصلاً وأغلق ما قد أغلق سابقاً .

العالم بأسره وليس فقط اليمنيون يعلم أن الحصار أطبق على اليمن منذ بداية الحرب.

بالنسبة للمحافظات الواقعة تحت أيدي الجيش واللجان الشعبية الأمر لا يشكل لديهم أدنى خطر، عدا ما يقوم به تجار الحروب من إشعال للأسعار واستغلال الظروف ، واستنزاف لصبر وصمود الشعب اليمني ، بغية إهلاكه وإخراجه من عرينه ، وإحداث قلقلة داخلية تنتهي بإسقاط السلطة ، وهذا تماماً ما يخدم العدو ، وربما كان له أيدٍ فيما يقوم به هؤلاء التجار وتغذية الأزمة الخانقة الآنية .

أما بالنسبة لمن يقعون تحت سيطرة العدوان ومرتزقته فما يحدث لهم منذ بداية العدوان حتى اليوم كفيل بإلحاق شتى أنواع المذلة والاسترقاق .

في بداية العدوان وعندما أدرك التحالف بقيادة السعودية عجزهم عن التقدم في قلب بوصلة الصراع لصالحه ، قام بعدة تحركات ومخططات عله يعيد لنفسه هيبته بين دول العالم .

فمن يكون اليمن بالنسبة لدولة عظمى في الشرق الاوسط كالسعودية ، بالإضافة الى 17 دولة منها أمريكا وإسرائيل ، فكان لا بد إيجاد حل عندما لم تستطع الطائرات تركيع هذا الشعب العجيب في صموده ، و عندما أدرك أن التدخل العسكري بإنزال قوات برية لم يجد نفعاً ، خاصة بعد الهزائم التي طالتهم بقتلى الجنود الإماراتيين في مارب ، وقوات البلاك ووتر في المخا ، وغيرهم من المرتزقة المجمعين من أقطار العالم لحرب اليمن ، فلم يكن لديهم خيار سوى استرزاق اليمنيين وقتالهم لأبناء جلدتهم ، بعد أن ثبت لهم أن القوة الموجودة في المقاتل اليمني لا تضاهيها قوة لأي مقاتل آخر ، فهل من المعقول أن تسقط أسطورة بلاك ووتر تلك المنظمة الأخطر والأكثر سرية والتي تستخدم في المهمات الخاصة على يد مقاتل حافِ ؟!

وبالفعل أعد التحالف الخطط والاستراتيجيات لعلمه بوجود نفوس تشترى بالمال للأسف ، وأقيمت المعسكرات وجند الآلاف من أبناء اليمن لصالح العدوان ، لكن ما حدث في سير المعارك وهو ما لم يدركه العدوان أن الباطل لابد مغلوب ، وقضية المال محال أن تقارن بقضية الدفاع عن الأرض والعرض فشتان ما بينهما ، لذا لم يكن من العدوان إلا أن يقصف ويصفي المعسكرات المؤيدة له ،وبدأت ألوان الإهانات والشتائم تنهال على المرتزقة .

ثم يتطور الوضع المزري ليقيم سجوناً سرية في المناطق الواقعة تحت سيطرة الاحتلال ، وآخر ما فعله بعملائه هو إغلاق المنافذ عليهم.

لم تكن معاركهم سوى بطولات تسطر على قنواتهم الإعلامية ، بقوا ورقة ظنها التحالف رابحة بأيديهم ، فلولاهم لما تم جر السعودية مع بقية دول العدوان لتبقى الحرب على أوزارها لثلاثة أعوام ، لكن بمجرد عدم جدوى هؤلاء العملاء فسيتم مسحهم عن بكرة أبيهم !

أي مستنقع غرق فيه المرتزقة ؟ وأي صلية إهانات يتلقونها بين الفينة والأخرى ؟

فتارة تصفية ، وأخرى قصف خاطئ ، وتارة سجون سرية ، وتارة إغلاق للمنافذ وإطباق للحصار وما خفي كان أعظم !!
ماذا يتوقعون أن يكون التعامل معهم وهم من باعوا وطنهم بثمن بخس ؟

لابد أن يكون الخطاب محتقراً ومذلاً له فهو بالنسبة له عبد مملوك بدراهمه ، مجرد التفكير بهذا يجلب الاشمئزاز فما بالك إن كان هذا حال كل خائن وعميل !!

طوال التاريخ واليمني شامخ رافع رأسه ، وكما قال أحد الكتاب : لقد عبد اليمنيون الشمس دون غيرها حتى يبقون رافعي رؤوسهم ، ثم رفعوا رؤوسهم أكثر بعبادة الله بعد رسالة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

لم يُسمع عن اليمنيين في وقت ما ارتهانهم وعمالتهم للخارج ، بل كانوا أباة أعزاء ، فقديماً لم يقبلوا أن يطأ الأحباش على أرضهم ، وحديثاً طردوا الأتراك والبريطانيين ، ومستقبلاً سيطردون الغزاة من الخليجيين والأمريكان ..

أما من قبل بأن يكون رهناً لهم فقد تبرأ من يمانيته الأصلية التي رفضت الهوان على مر التاريخ .