وعد بلفور 2: وعد بني سعود للصهاينة
بقلم /صلاح الداودي*
سيظهر وعد الزوال مباشرة فور الدحر والخروج الذليل من أرض اليمن المقدسة. ولن يطول زمن انتظار وعد النصر اليمني المؤزر. ولن يطول أمد وعد بني سعود للصهاينة. في بضع سنوات سندخل عصر الزوال، وتدخل الانسانية عصر تنظيف الأمة من كل أثر لما فعله الغرب الاستعماري الصهيوني بفلسطين وبالمنطقة بأسرها منذ مطلع القرن 18 على أقل تقدير. ويتم تطويق الجيوسياسة الصهيوهابية بجيوسياسية مقاومية من كل الجهات. هذا ليس استشرافا هلاميا ولا قصصا سوريا مستقبليا مقطوعا عن الواقع، بل من قلب صلب الواقع نبني قوس هذا السيناريو. من الممكن أن يصيبنا الخطأ في أي تفصيلة ولكن، ليس في أصل الزوال.
يقود بني سعود أبطال حركة التطبيع التصهينية، هذه الأيام خاصة ونحن نبلغ مئة عام على وعد بلفور وقرنا من الزمان على اتفاقية سايكس-بيكو و70 عاما على ما يسمى دولة إسرائيل غير القابلة للاعتراف وغير القادرة على الوجود، غير القابلة للحياة وغير القادرة على الاستمرار، يقودون حملة قديمة متجددة عطفا على العصابات الصهيونية وتعزيزا لثكنتهم الوظيفية الإرهابية الاستيطانية الاقتلاعية والتهجيرية. ويشاركون الحركة الصهيونية العداء للمقاومة ويزيدون عليها. وبذلك يلعبون دورهم التاريخي كوكلاء عرابين للإمبريالية العالمية والاستعمار الغربي والحركة الصهيونية. يعمل هؤلاء في الليل وفي النهار وفي السر وفي العلن على مد أذرع الصهاينة في كل مكان برا وجوا وبحرا في المنطقة العربية وفي أوروبا وآسيا وافريقيا… عن طريق مزاعمهم التطبيعية ومشاريعهم التسووية وبرامج خدمتهم للكيان الإسرائيلي وشركات الصهيونية العالمية واذرعها المالية والعسكرية والإعلامية، وما مشاريع الجزر والمدن والبنى الاستراتيجية الا أكبر دليل على ذلك.
ولذلك نتوقع أن يمروا أكثر فأكثر إلى حملات تظهير اعترافهم بالعدو الصهيوني وعداوتهم لقوى المقاومة. اننا نتوقع اقدامهم على تجريم عدم الاعتراف بالصهاينة وتجريم المقاومة ومزيد انزال العقوبات على كل من ينتصر لها. ونتوقع مزيد حشدهم للعدوان الدولي على محور المقاومة بكل الأشكال وعلى جميع المستويات. وأكثر من ذلك، إن الحقد والعنصرية والطائفية والخيانة التي جعلتهم يفرخون ثم يكلفون ويسهلون بكل أنواع الدعم والتوجيه، استيطان العصابات الارهابية العراق وسوريا واليمن وليبيا…، ستجعلهم، عند المعارك الوجودية الحاسمة، أول من يسهل استيطان الصهاينة في بعض مناطق الخليج كوطن انتقالي بديل للعصابات الصهيونية، إلا اذا استطاع محور المقاومة أن يقطع عليهم الطريق رحمة بشعب نجد والحجاز. سيستقبلون الصهاينة قطعا ويقضون على انفسهم في حملة صهيوهابية أهلية طاحنة. وينتهي بني سعود عند ذلك الحد هم والصهاينة على حد السواء ويتحرر شعب فلسطين وشعب شبه الجزيرة العربية والهلال الخصيب عامة عند ذلك الوقت.
*تونس