الخبر وما وراء الخبر

التحالف وخلق الجحيم في جنوب اليمن…التوتر الأمني وانهيار ملامح الحياة

56

ان الصراع بين مايسمى الحزام الأمني الممول اماراتياً وبين الأطراف المسلحة المنظوية منها تحت عبائة الشرعية المزعومة يأخذ منحاً تصاعدياً والنتيجة خلال اليومين الماضيين اغتيالات ممنهجة في عدن طالت خطبائ مساجد وتفجيرات انتحارية تضرب محافظة ابين، على الرغم من مزاعم تحريرها من عناصر القاعدة وداعش لأكثر من مرة.

وفي التفاصيل شن مسلحون هجوماً عنيفاً بسيارة ملغومة على المعهد التقني بمديرية مودية وهو المبنى الذي تتخذه الجماعات المسلحة الموالية للإمارات مقراً لها ما ادى الى مقتل اربعة منهم على الأقل وإصابة اكثر من ثمانية أخرين.

واعقب الهجوم تبادل لإطلاق النار واشتباكات عنيفة اسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

وكغيرها من المدن الجنوبية لا تملك ابين اية ملامح تبعث عن وجود الحياة فيها فقد اظهرت مواجهات مودية عن دمار اخر مبانيها الحكومية ضمن حملات يبدوا ان سيناريوهاتها في بدايتها ولن ترى المدينة العيش الهنيئ قريباً، والحديث لبعض الأبواق التي لطالما تغنت بما يسمى عاصفة الحزم وانتظرت كثيراً حتى ترى عدن دبي الأخرى.

وعلى النقيض من هذه الفوضى وفيما تتموضع القوات الغازية في الموانئ والسواحل الممتدة من حضرموت شرقاً الى تعز غرباً لا يزال الموت يلاحق ابناء الجنوب في كل مكان ومن لم يمت في منطقته بالسيارات الملغومة والأحزمة الناسفة فخطوط الإشتباك التي رسمتها قوى العدوان في المخا وجبهات الحدود كفيلة بإكمل مخطط القتل والتدمير المنظم.

وفي هذا السياق نقلت وسائل اعلمية مقربة من قوى العدوان عن مصادر طبية تأكيدها وصول جثث 14 عشر مرتزقاً من ابناء الجنوب الى محافظة عدن على متن ثلاجة طبية لحفظ الموتى قادمة من السعودية بعد ان قتلوا خلال المعارك الدائرة في جبهات الحدود بمحاذات منفذ الخضراء بنجران.

واللافت في الأمر امام هذا الواقع المأساوي هو ان ما يفرق الأطراف الموالية للعدوان في داخل المحافظات الجنوبية يجمعها خارجها اذا ما تعلق الأمر للقتال نيابة عن الجيش السعودي وعن اجندات اماراتية امريكية تجاهر العداء للشرعية المزعومة، وفي الوقت ذاته تتمترس خلفها لتبرير توسعها وتدخلاتها العسكرية وهذا ما يجري في مختلف المحافظات اليمنية.
*النجم الثاقب