السعوديون يعرقلون (جنيف2) مع استمرار عسكرة الجنوب وتدمير الشمال. 24-10-2015
ذمار نيوز : حصاد اليوم
رشحت منذ الأمس أخبار تؤكد أن النظام السعودي الذي رحب بلقاء الأطراف اليمنية على طاولة المفاوضات مجددا في (جنيف2) أواخر الشهر الجاري، عاد لممارسة عرقلة الجهود المبذولة أمميا للتوصل إلى حل سياسي.
وكان السعوديون قد تجاهلوا الدعوات التي أطلقها الرئيس السابق علي صالح، بشأن التفاوض المباشر معهم، كما فضلوا أن يكون اللقاء يمنيا، مع حرصها على أن يكون حليفها عبدربه منصور هادي معبرا عن وجهة النظر السعودية، ومترجما بمواقفه موقف المملكة.
صحيفة «الأخبار» اللبنانية نقلت عن مصادر دبلوماسية وصفتها بـ”المطلعة” أن «السعودية طلبت بنفسها تأجيل مؤتمر جنيف مشترطةً تنفيذ القرار 2216 من دون شروط قبل الدخول في أي مفاوضات»، على أن تبحث المفاوضات في «استسلام أنصار الله وتسليم سلاحهم وقطع علاقتهم بإيران”.
وبرغم عدم التفاؤل بما سيتمخض عنه «جنيف 2»، إلا أن لقاء الأطراف اليمنية بعيدا عن عيون السعوديين، يبعث مخاوف الرياض من رضوخ هادي وبحاح لضغوط قد تأتي من حلفاء السعوديين قبل أعدائهم. وهذا سيدفع السعودية إلى البحث عن مبررات جديدة لمواصلة ضرباتها الجوية، والعمليات العسكرية التي تشرف عليها وتمولها.
مقترح أو مطلب التأجيل، إن صح، يعني أن الرياض تلعب على الوقت؛ لتحقيق المزيد من الأهداف المنظورة بالنسبة لها، مع استمرار تجييش وعسكرة الجنوب، واقتسامه مع الإماراتيين والجماعات المتطرفة، وتواصل المعارك والضربات الجوية في المحافظات الشمالية.
كما أن السعوديين لا يزالون يأملون في تحريك القوات الموالية لها نحو جبهات جديدة، ورفد الجبهات المشتعلة بالمزيد من المقاتلين والأسلحة، كما في محافظتي الجوف والبيضاء.
ونقلت الأخبار اللبنانية عن “مسؤول سياسي رفيع المستوى” أن “المفاوضات التي دعا إليها المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ مطلع الأسبوع الماضي” وحظيت بقبول كل الأطراف، لن تعقد آخر الشهر الجاري مثلما هو معلن.”
وأفاد المسؤول بأن “السعودية طلبت التأجيل أسبوعين أو ثلاثة، وأن هناك حديثاً عن أن التأجيل سيستمر حتى منتصف الشهر المقبل.”
وستتضح النوايا السعودية من هذا التأجيل؛ خصوصا مع تباين المواقف في الساحة اليمنية إزاء الحوار مع “الحوثيين وصالح”، واستمرار التصعيد العسكري والتدهور المني، وتفاقم آثار الحصار في عموم المحافظات.