الخبر وما وراء الخبر

صافرة البداية لمقاومة الجنوب تطلق من تعز

60

ذمار نيوز| تقارير خاصة | 14 أكتوبر | المسيرة نت – إبراهيم الوادعي: خطوة لافتة أن تحتفل صنعاء بالذكرى الرابعة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر في تعز التي كانت منطلقا لعمليات تحرير الجنوب من أيدي المحتل البريطاني في الأربعينيات وظلت كذلك حتى نال الجنوب استقلاله بعد اندلاع ثورة 14 أكتوبر ونيل الجنوب اليمني استقلاله في العام 1967م.

إحياء ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر في محافظة تعز والزيارة التي قام بها رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي لعدد من مناضلي ثورة الرابع عشر من أكتوبر في العاصمة صنعاء إشارة غاية في الأهمية بأن الجنوب المحتل حاضر في قلب ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وهي لن تترك قطعة عزيزة من الوطن تحت الاحتلال.

إحياء ذكرى ثورة 14 أكتوبر في تعز وإقامة حفل استقبال رئاسي في صنعاء، دليل قوى بأن الشمال الحر حاضر للعب دوره التاريخي في احتضان ثورة أبناء اليمن من المحافظات الجنوبية ضد المحتل البريطاني اليوم العائد إلى جنوب الوطن عبر أدواته في المنطقة الإمارات والسعودية وهو كما كان حاضنا ورافد لثورة 14 أكتوبر سيكون الحاضن والرافد للانتفاضة القريبة ضد المحتل كما يؤكد ذلك مناضلي ثورة 14 أكتوبر والمفكرين.

في احتفالية الذكرى الــ 54 لثورة 14 أكتوبر أكد معظم المتحدثين بأن إحياء الاحتفالية في محافظة تعز إشارة للاستعداد للعب هذا الدور التاريخي لشمال الوطن في دعم مقاومة أبناء المحافظات الجنوبية للاحتلال، رغم ما يعانيه من ويلات الحرب والحصار، لافتين إلى أن الجنوب يحتضن اليوم وعيا كبيرا لن يترك للمحتل أن يجثم على صدر جنوب اليمن ردحا طويلا من الزمن كما فعل الاحتلال البريطاني.

وهو الأمر عينه الذي أشار إليه الدكتور سيف صائل خلال استقباله رئيس الثورية العليا محمد علي الحوثي والوفد المرافق له مهنئا بذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة في أن الجنوب اليوم يغلي تحت الاحتلال وهو يمتلك مخزونا عميقا من الوعي كفيل بقلب الطاولة على المحتلين.

وفند الدكتور سيف صائل ما تدعيه قنوات العدوان من احتفاء الجنوب بالمستعمر الجديد وسكونه إلى الوضع الجديد الناشئ، مؤكدا بأن ذلك لا يعكس الحقيقة مطلقا، وهناك حرص على التحرر والانعتاق من الذل والاستعباد في دولة عادلة تضمن حقوق اليمنيين جميعا.

صنعاء التي تجاوزت الصدمة التي اعتقدت قوى العدوان انها كفيلة بإسقاط ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر الوليدة، تطلق من تعز في ذكرى ثورة 14 أكتوبر مرحلة جديدة من التحدي عمادها إطلاق مرحلة العمل الشعبي في الجنوب لاستهداف المحتل وادواته المرتبطة به من القاعدة وداعش وغيرهما، باستلهام النهج الذي اتخذته ثورة ال14 من أكتوبر في مواجهة المحتل البريطاني على مدى اربع سنوات منذ انطلاقتها كعمل عسكري من جبال ردفان وصولا إلى نيل الاستقلال وجلاء آخر جندي بريطاني عن الأرض اليمنية.

وقال الصماد مخاطبا أبناء محافظة تعز والمحافظات الجنوبية في الكلمة التي ألقاها في الاحتفالية التي أقيمت في محافظة تعز احتفاء بثورة الرابع عشر من أكتوبر: أن مسئوليتنا اليوم تتمثل في السير لتطهير مناطقنا ممن لا يمثلون الوطن، ونحن ندعو أبناء تعز والمحافظات الجنوبية لمواجهة المحتل والجماعات المتوحشة المرتبطة به، فالوقوف في وجه العدوان هو الموقف المحق والموقف الوطني.

انتقال صنعاء إلى خيار مشاغلة المحتل في الجنوب ورقة رابحة ستحسب له الرياض وأبوظبي ألف حساب خصوصا وأن البيئة في المحافظات الجنوبية اليوم قابلة للاشتعال بوجه المحتل الذي عاث في الجنوب سلبا للثروة والأرض، وسط ظروف اقتصادية صعبة يعيشها أبناء المحافظات الجنوبية وامتهن كرامة أبنائها عبر القتل على الطرقات والزج بهم في المعتقلات السرية.

وهو خيار يبدو أن الشمال الحر حاضر للعبه مجددا، واحتضان المقاومة الجنوبية للمحتلين الجدد، كما كان الحال إبان السنوات التي كانت تعز فيها منطلقا لمواجهة المحتل البريطاني حتى نيل الاستقلال في نوفمبر من العام 1967م.