الخبر وما وراء الخبر

دعوة”الجبير” بين الحرب ضد اليمن والسلام مع إسرائيل

42

بقلم / أحلام عبدا لكافي

تناقلت الأنباء مؤخرا تصريحاً عن “الجبير” وزير خارجية مملكة الشر على ضرورة السعي للسلام مع إسرائيل في المنطقة بل وتحدث عن ذلك بكل انبطاح بجعل إسرائيل واقع مفروض يجب التطبيع معها والاستسلام لها…. أوليس المدعو الجبير هو نفسه من أعلن من واشنطن شن حربهم الوحشية ضد اليمن بل وشدد على ضرورة التدخل العسكري كون اليمن تشكل خطرا على المنطقة!!”؟ أي إن إسرائيل ليست خطرا على الأمة واليمن هي الخطر…

وهنا ترجع بنا الذاكرة قليلا لشهور مضت حين تناقلت الأنباء عن “رويترز ” خبرا ذكر فيه (بموجب الاقتراح والاتفاق بين إسرائيل والسعودية ،،، يمكن نقل السلع بواسطة السكك الحديدية من ميناء حيفا إلى ميناء الدمام السعودي عبر الأردن)…وأكد ذلك تصريح وزير النقل في حكومة العدو الإسرائيلي بقوله بدأت العمل بشأن ربط سكك حديدية مع الأردن والسعودية .

أما عن لقاءات لمحمد بن سلمان مع قيادات إسرائيلية وبشكل علني طيلة الفترة الماضية فحدث عنها ولا حرج ،، حيث كانت إسرائيل تسارع بالحديث عنها وتشدو بتلك العلاقات بالثناء المستمر بالدور السعودي في التعاون مع إسرائيل في المنطقة. … أما عن الزيارات المتكررة لمحمد بن سلمان لأمريكا الحليف المخلص لإسرائيل لا تكاد تخفى على أحد ولعل آخر زيارة له “وتبركه بتشجنات ترامب” هي خير دليل على العلاقات الأخوية النابعة من عمق التعاون بين البلدين……

وتجدر الإشارة هنا ونذكركم أيضا بكل تلك التصريحات المتكررة لأنور عشقي الضابط السعودي الفاضحة لطبيعة العلاقة بين الكيانين السعودي والصهيوني و حديثه المستمر بضرورة إقامة علاقات دبلوماسية ومشاريع قومية عربية مع إسرائيل و دعوته الملحة للسلام معها في تصريحاته الأخيرة زاعما أن العنف لايولد إلا عنفاً وكل تلك التلميحات الصريحة بضرورة الاستسلام لإسرائيل عبر تلك الإشادة لقيادات حربية إسرائيلية بالحنكة والحكمة والقوة ..إنها الصورة الحقيقية لمكامن التحالف الصهيو سعودي التي تتجلى لنا بسعيها لإخضاع حكومات ورؤساء المنطقة للهيمنة الصهيونية وأن تظل مكتوفة الأيدي حيال الجرائم الصهيونية في فلسطين بل ومباركة وتبرير حقها في كل تلك التدخلات التدميرية في الدول العربية بقيادة أمريكية صهيونية يأتي في خضم كل تلك العلاقة الحميمة لإسرائيل نجد تضاد العلاقة تماما من قبل المملكة مع اليمن حين أعلن الجبير وزير خارجية السعودية عن بدء العدوان على اليمن ومباركته الدائمة لهذا العدوان والقيام بتشكيل ما سمي بدول التحالف العربي التي صرح آل سعود تكرارا ومرارا أن هذا التحالف ستكون له أهداف كثيرة ليس في اليمن فقط وإنما في جميع دول المنطقة.

إنها تلك الشوكة التي غرست في قلب الأمة العربية وتتقارب مع الكيان الصهيوني في توقيت المنشأ وفي كمية الحقد على العروبة والإسلام ،، تلك الأسرة المسماة آل سعود من عمّدت ملكها بسفك دماء الآلاف الأبرياء من سكان نجد والحجاز وسعيها مباشرة لتوسيع رقعة ملكهم من خلال الاحتلال والتوسع في شبه الجزيرة العربية بنفس العقلية الصهيونية التي زرعت هي الأخرى لنفس الأهداف عبر الاحتلال البريطاني آنذاك .

يالها من طبخة مسمومة تحاك ضد هذه الشعوب بقيادة خائن الحرمين لا يريدون العنف ضد إسرائيل من هي العنف نفسه ورأس كل الإرهاب والشر في المنطقة العربية…ويرتكبون في الوقت نفسه أبشع الجرائم بحق الشعب اليمني منذ ثلاثة أعوام من العدوان البربري حين دمروا ما عمّرته اليمن منذ مائة عام بفعل صواريخهم وقنابلهم التي استهدفت كل العمران وكل البنى التحتية بل دمرت كل ما هو حي بكل وحشية منقطعة النظير ثم يتوعدون بأن تتوجه عاصفتهم عبر تلميحات مختلفة لسوريا والعراق ولبنان التي تعتبر من وجهة نظر الأسرة السعودية دول تستحق تدميرها والتحالف لتمزيقها لأن المخطط الصهيو أمريكي أراد ذلك..

لا يخفى على الجميع داعش وخبايا التأسيس والأهداف،،ذلك التنظيم السعودي المنشأ وصهيوني الأهداف من عاث في الأرض الخراب والذي أطلق عليه محللون سياسيون (داعش الاستعمار الجديد ) كيف لا وهو يتوغل في الأوطان ويحتل البلدان ويحارب جيوشها الوطنية ويستنزف قدراته ويعمد لإحلال الفوضى ثم ما يلبث أن يكون ابنا مطيعا أمام القوات الأمريكية التي تأتي هي الأخرى بدعاوى التحرير من السيطرة الداعشية لتكتمل فصول المسرحية باحتلالها واستطيطانها في أماكن تدخلها في الوطن العربي.

إن تداعيات المواقف السعودية المعادية للشعوب العربية وتمويلاتها المستمرة للجماعات الإرهابية في جميع أنحاء العالم وتنصيب نفسها العصى الغليظة للمخطط الصهيو أمريكي التي تضرب بها الأمة المسلمة يميناً وشمالا لتعيث في الأرض الخراب لهو السقوط بعينه نحو الانهيار والتسارع الحتمي نحو شراك مؤامرتهم الدنيئة التي لربما كان أول مؤشر له هذه الحرب العدائية ضد اليمن ومالها من تداعيات خطيرة على المملكة سياسيا واقتصاديا ..أما عن الصراع في البلاط الملكي فحدث ولا حرج ،،لكن ما تغفل عنه المملكة المتشبثة بأحبال القوة الصهيو أمريكية في المنطقة أن وقت التخلص منها من قبل تلك القوى الاستغلالية قد شارف على البدء بعد كل تلك الإستنزافات وأن عقارب الساعة تمضي نحو سحق الأسرة الحاكمة وتفكيك السعودية بعد أن ألبّت عليها كل الأمة إن لم يكن العالم بأن المملكة هي رأس الإرهاب والإجرام في العالم .