الخبر وما وراء الخبر

( شهيــد الطـف )

103

مَـدَدتُ الـروحَ قبـلَ الكـف
بهـا صافحـتُ أهـلَ الـطف

ومِـن نـزفِ الـوريـدِ كتبـ
ـتُ مـرثاتـي فحـبري جَـف

حُسـينٌ غائـرٌ جُـرحـي
وجفنـي سـاهدٌ والطّــرف

حُسـينٌ آهـتـي الحـرّى
كَـوَت إحسـاسـيَ المُـرهـف

حسـينٌ مُتعـبٌ قلـبـي
حـزينٌ مُـرهـقٌ مُـدنـف

بكيـتُكَ سيّـدي أسَفَـاً
علـيكَ وكـيفَ لا أأسـف ؟

وكـيفَ عسـايَ لا أبكـي
إمـامـاً طالمـا أنصـف

إمـامـاً طاهـراً ورعـاً
إمـامـاً للعِـدى أتلـف ؟

بكـيتُ الطُّهـرَ والتقـوى
بكـيتُ الهـديَ والمُصحـف

بكـيتُ الـبِرَّ والإحسـا
نَ حامـي كلَّ مُستضعـف

بكـيتُ علـى ذبيـحِ اللّـ
ـهِ سبـط المصطفـي الأشرف

بلـى ذبحـوهُ باسـمِ الديـ
ـنِ ديـنِ أمُيّـةَ الأجـوف

لقـد ذبحـوا ابـنَ سيّـدةِ الـ
ـنسـاءِ إمـامنا الأحـصـف

ألا تعسَـاً لمـن قتـلَ الـ
حسـينَ وللهـدى حـرّف

أرادوا الثـأرَ مـن طـه
وحيـدرةَ الفتـى الأعـرف

حسـينٌ إنّ مـن قتلـو
كَ جـاؤوا اليـومَ فـي معطـف

يزيـدُ الأمـسِ عـادَ اليـو
مَ يا ابـنَ مُحمّـدٍ يزحـف

أتـى ليُبيــدَ أُمّـتنـا
ليجعـلَ أرضنـا مقصـف

يخـــالُ بأننــا شعـــبٌ
يخـافُ الظـالـمَ الأخـوف

وكيـفَ يخـافُ شعـبٌ في الـ
ـوغـى باللّـهِ قـد أشـرف ؟

مـنَ الطغيـانِ لا نخشـى
لأنّـا بالـــردى أألــف

يقولـوا : صِفْ حسيناً قلـ
ـتُ مثـل حُسـين لا يُـوصف

لأنَّ حُسـينَ نـورٌ مُسـ
ـتطـيلٌ شامـلٌ مُــترف

حُسـينٌ عـرّفَ الدنيـا
معـانٍ لم تكـن تُـعـرَف

بثـورتهِ أحـالَ الليــ
ـيلَ صُبحاً للورى أتحـف

يزيـدُ العصـرِ مهــزومٌ
ومن أطفالنـا أضعـــف

ويـومُ الفتـحِ قـد أضحـى
قـريبـاً واللـوا رفـــرف

بُـروقُ النصـرِ قـد لاحـت
علـى قـرنِ الغبـا المُـترف

**

– علي أحمد الغرباني
أبو نزار