لا.. لسنــا وحـدنـا!!
بقلم / عبدالحفيظ حسن الخزان
لا أقصُدُ بالطبع أنا والقارئ.. وإنما الذي أقصدُه.. هل في هذا الكون الفسيح مخلوقاتٌ أُخْرَى مفكرة مثلنا؟ أم نحن وحدنا فقط الذين فيه؟ سؤال يطرحه كُلُّ عقل مفكر ويردّده كُلّ لسان حائر وتتوق النفس شوقاً وقلقاً لمعرفة الإجابة الشافية عليه..
ومن الثابت أن الحياةَ التي نشأت على الأرض إنما نشأت تحتَ ظروف هذا الكوكب الخاصة والتي جعلت منه مهداً لمنبت الحياة وازدهارها، وما دام الأمر كذلك فما الذي يمنَعُ أن تنشأَ في كوننا الفسيح حياةٌ أُخْرَى تحت نفس الظروف أَوْ ظروف أُخْرَى؟
يكادُ يجزِمُ الكثيرون من العلماء بأن الإنْسَان ليس هو صاحبُ العقل المفكر الوحيد في هذا الوجود، فشبيه الإنْسَان يوجدُ على بعض الكواكب الأُخْرَى التي لا يقل عددُها في مجرتنا وحدَها عن (2000000) كوكب، حسب تقديرات الاحتمال الرياضي. وليس معنى هذا أننا إذا قصدنا كوكباً بالذات وجدنا عليه شبيهَ الإنْسَان، وإنما المعنى أننا إذا رحنا نجوبُ أغوارَ المجرات فسوف نجدُ من حينٍ لآخر كوكباً عليه شبيهُ الإنْسَان.
ومن وجهة نظر الدين الإسْلَامي هناك شبيهٌ بالفعل للإنْسَان انظر إلى قوله تعالى: (بل أنتم بشرٌ ممن خلق)، كما أن مسألةَ وجود مخلوقات أُخْرَى على كواكب أُخْرَى في هذا الكون الفسيح مسألةٌ يقرُّها القرآنُ الكريم بوضوح وتصريح، يقولُ سبحانه في سورة الشورى: (ومن آياته خلْقُ السمٰوات والأرض وما بث فيهما من دآبة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير)، وفوق كُلّ ذي علم عليم.