حقّقوا في إنْسَانيتكم!
بقلم / يحيى الشامي
المطلوبُ وقْفُ العدوان، وليس تشكيل لجنة للتحقيق في انتهاكات العدوان..
يعني أيش؟
عادكم ما قد صدقتوا أن تحالف العدوان ارتكب زيادةً عن 400 مجزرة, من 2015 وحتى آخر مجزرتين تزامن وقوعهما مع انعقاد مجلس حقوق الإنْسَان بجنيف، الأولى مغرب الخميس في سوق بمحافظة حجة، والثانية نهار الجمعة في طريق بمحافظة صعدة.
ثم هل الموضوع يحتاجُ تحقق وتأكّد من كُلِّ هذه الأرقام التي تقولون عنها أنتم إنها رصيد لأكبر كارثة إنْسَانية في العالم، (حرب وحصار وَوباء).
عقب كُلّ جريمة ومجزرة تتحدثون بلغة مشككة، وحين يحاصرُكم الضحايا وأهاليهم بالحقائق، تبدأون الحديثَ عن ضرورة الدعوة إلى التفكير بتقديم مقترح لتشكيل لجنة تحقيق في المجزرة الفلانية..!!!!
وهكذا عند كُلّ مجزرة وانتهاك وجريمة يرتكبها الطيران.
ليتكم شكّلتم لجنة تحقيق واحدة وباشرت عملها!!
واليوم تقولون لنا باستخفاف وبطريقة ما: لا يمكننا التفكيرُ حالياً باتخاذ موقف قد يساعد في وقف العدوان، إذ ليس مسموحاً لنا أن نسمح لكم بالجلوس على طاولة التفاوض الذي يقر الجميع بأنه السبيل الأوحد للحل.
وتقولون أيضاً:
سنحاول التأكد مِمّا إذا كان التحالف قد انتهك القانون الدولي، في مجازره ضدكم وحربه التي يشنها عليكم “من أجلكم”!!
وتمنحونه المزيدَ من الوقت؛ لارتكاب المزيد من الانتهاكات والمجازر والفظائع، بينما تواصلون أنتم نقاشَ فكرة التحقيق وتعرضونها للتصويت في ياخوت عالمكم اللا إنْسَاني، وتقرّرون تأجيلَها؛ طمعاً بالمزيد من المال مقابل الدم.
ثم ما الذي يضمَنُ لنا أنكم لا تتلاعبون بنتائج التحقيق وتمرّروا عبره ما يريدُه منكم العدوان، فتحملون الضحايا المسؤوليةَ، وتكلّفون الشعبَ بسداد فاتورة إعادة “الشرعية”، طالما ومواقفكم تتنازعها معاييركم المزدوجة.
في الواقع نحن لسنا وحدَنا ضحايا تحالف العدوان، فأنتم أيضاً ضحايا أسوأ منا، تخسرون إنْسَانيتكم مقابل شرائنا حريتنا بدمائنا، وهذه ليست خسارة.
أجل.. أنتم قد تفعلونها وقد فعلتم من قبلُ ما يشبهُها حين أخرجتم السعوديةَ من قائمة (قتلة الأطفال)؛ خوفاً من أن (يجوعَ الأطفال)؛ بسبب تهديد السعودية قطْعَ تمويلها بعض منظماتكم!!
في الواقع نحن مَن يجب علينا أن نشكّل لجنة تحقيق للتأكد من وجودكم، ولجان استقصاء للبحث عن الجزء غير المُشترَى والمعروض للبيع من ضمائركم.