كربلاء دروس وعبر ( بها نستلهم ومنها ننطلق )
بقلم / عبدالله الدومري العامري
في الوقت الذي ستحيي فيه الأمة العربية والإسلامية ذكرى عاشوراء يعيش الشعب اليمني كربلاء مماثلة لكربلاء الحسين حتى أصبحت مظلومية الشعب اليمني تضاهي أي مظلومية أخرى ، يتعرض الشعب اليمني لعدوان غاشم وحصار جائر أبطالة ممن يدعون بأنهم مسلمين وأنهم يحملون راية الإسلام ويصفون أنفسهم بأنهم خدام الحرمين الشريفين وكل ذلك هو بسبب الإنحراف في واقع الأمة ، الحديث عن فاجعة كربلاء كثير ولكننا لن نجد أفضل حديث عن تلك الفاجعة مثلما وصفها الشهيد القائد السيد حسين الحوثي في ملزمة دروس من وحي عاشوراء أنه إذا ما فهمنا أن حادثة كربلاء هي نَتاج لذلك الإنحراف، حينئذٍ يمكننا أن نفهم أن تلك القضية هي محط دروس وعبر كثيرة لنا نحن، من نعيش في هذا العصر المليء بالعشرات من أمثال يزيد وأسوء من يزيد.
إن الحديث عن كربلاء هو حديث عن الحق والباطل، حديث عن النور والظلام، حديث عن الشر والخير، حديث عن السمو في أمثلته العليا، وعن الإنحطاط، إنه حديث عن ما يمكن أن تعتبره خيرًا، وما يمكن أن تعتبره شرًا، ولذا يقول البعض: إن حادثة كربلاء، إن ثورة الحسين (عليه السلام) حدث تستطيع أن تربطه بأي حدث في هذه الدنيا، تستطيع أن تستلهم منه العبر والدروس أمام أيٍّ من المتغيرات والأحداث في هذه الدنيا؛ لذا كان مدرسة، كان مدرسةً مليئة بالعبر، مليئةً بالدروس لمن يعتبرون، لمن يفقهون، لمن يعلمون.
تلك الفاجعة كانت كما قال السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه بأنه كان المفترض أن لا يقع مثلها إلا في تلك العصور المظلمة، في عصر الجاهلية، في عصر الشرك، في عصر الظلمات، كان الشيء المفترض والطبيعي لحادثةٍ مثل هذه أن لا تكون في عصر الإسلام، وفي ساحة الإسلام، وعلى يدي من يسمون، أو يحسبون على الإسلام، فما الذي حصل؟
لم نسمع في تاريخ الجاهلية بحادثة كهذه! ما الذي جعل الساحة الإسلامية مسرحًا لمثل هذه المآسي؟ لمثل هذه الأحداث المفجعة؟ ما الذي جعل من يسمون أنفسهم مسلمين، ويحسبون على الإسلام هم من ينفِّذون مثل هذه الكارثة!؟ مثل تلك العملية المرعبة المفجعة!
وضد من؟ ضد من؟! هل ضد شخص ظل طيلة عمره كافرًا يعبد الأصنام، ويصد عن الدين؟ هل ضد رجل عاش حياته نفاقًا ومكرًا وخداعًا وظلمًا وجبروتًا؟ كان هذا هو المفترض لأمة كهذه، أن يكون لها موقف كهذا أمام أشخاص على هذا النحو: كفر وشرك وطغيان وجبروت وظلم ونفاق.
لكنَّا نرى أن تلك الحادثة التي وقعت في الساحة الإسلامية، وعلى يد أبناء الإسلام، بل وتحت غطاء الإسلام وعناوين إسلامية، وخلافة تسمي نفسها خلافة إسلامية، نرى أن ذلك الذي كان الضحية هو من؟ واحد من سادة شباب أهل الجنة (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة). هو ابن سيد النبيين، هو ابن القرآن، هو ابن سيد الوصيين، وسيد العرب، على بن أبي طالب، هو ابن سيدة النساء فاطمة الزهراء، هو ابن سيد الشهداء حمزة.
ما الذي جعل الأمور تصل إلى أن يصبح الضحية في الساحة الإسلامية وتحت عنوان خلافة إسلامية وعلى يد أبناء هذه الأمة الإسلامية، أن يكون الضحية هو هذا الرجل العظيم؟ .
يجب أن نستلهم من كربلاء الدروس والعبر لنستطيع أن نعرف من هو يزيد عصرنا من هو الظالم والفاسد الذي أتخذ من الإسلام قناعاً ليمارس فية الظلم والفساد ويتصدى لأي وسيلة فيها توحد للمسلمين ويواجه أي شخص أو حركة أو جماعة تسعى إلى تصحيح الإنحراف في واقع الأمة ، ويتصدى لكل من يسعى إلى إقامة الحق والعدل ومحاربة الفساد ونجعل عاشوراء محطة نستلهم منها الدروس ونُعيد ثورة الحسين الثورة التي كانت ثورة في وجه طاغوت ذلك العصر يزيد بن معاوية ، لم تنتهي ثورة الحسين بن علي ، فقد أستكمل الشهيد القائد السيد حسين الحوثي مسار ثورة الإمام الحسين وتحرك في وجه طاغوت عصرنا هذا امريكا وإسرائيل والسعودية وأعوانهم وعملائهم أتباع يزيد ، فمثلما أنتصر الدم على السيف في كربلاء الحسين سينتصر الشعب اليمني بإذن الله على يزيد عصرنا .
#كربلاء_بين_الماضي_والحاضر
حفظ الله اليمن وأهله .
والنصر حليفنا بإذن الله.