العملية السياسية في اليمن والتدخل الامريكي الخليجي عبر الدول العشر
لم تقتصر تداعيات توقيع المبادرة الخليجية على اجهاض التغيير في اليمن بل تعدى ذلك الى اعادة رسم الخارطة السياسية القديمة مجدداً، فمن جلسوا في الرياض في الـ 23 من نوفمبر 2011 للتوقيع على المبادرة الخليجية هي ذاتها الأحزاب السياسية ومراكز النفوذ التي تتربع على عرش الحكم والمعارضة منذ ثلاثة عقود من الزمن.
احزاب ومكونات ثورية وسياسية وفكرية اقصيت من المشهد السياسي بعد ان تعرضت لمحاولة اقصاء من المشهد الثوري، وبقيت تعارض وترفض عملية الأنتقال السياسي عبر المبادرة الخليجية، كون هذه العملية جرت بتدخل امريكي واوربي وخليجي عبر الدول العشر الراعية لتلك المبادرة التي رفضت من قطاع واسع من الشارع اليمني.
وفي الوقت الذي كانت ماتزال القوى الثورية والأحزاب السياسية الرافضة للمبادرة الخليجية واختزال الأحزاب السياسية في الأحزاب والمكونات وقوى النفوذ القديمة تحرك الشارع تعبيراً عن رفضها لهذا الواقع السياسي كانت تلك الأحزاب مستمرة في التعامي واجرت انتخابات شكلية بمرشح واحد في شكل من اشكال المسرحية الهزلية، وازداد الأمر تعقيداً عندما واصلت هذه القوى بدعم امريكي وخليجي في تقاسم السلطة وتكوين حكومة تقاسم معظم اعضائها من القوى التقليدية وتخضع لقوى الهيمنة الداخلية فضلاً عن التدخل الخارجي وفرض سياسات معارضة للإرادة الشعبية.
وعلى الرغم من دعم المجتمع الدولي ورعاية الدول الخليجية وتسيير هذه الحكومة وانتهاج مسار الإنتقام من القوى الرافضة والمعارضة والتي استمرت بالمطالبة باكمال التغيير واسقاط قوى النفوذ الا ان هذه الحكومة فشلت في ادارة الدولة سياسياً واقتصادياً وامنياً وشهدت البلاد اضطرابات امنية غير مسبوقة فضلاً عن توغل القاعدة وتضاعف نشاطها.
اختلالات الحكومة وفسادها وعودة استشراء المحسوبية وتأثيرات القيادات الغارقة في العمالة وتصاعد اعمال القتل والتحضير لشن حروب مجدداً تحت عناوين مختلفة غير محسوبة وصمت الأحزاب المتقاسمة للسلطة اجج من ثورة الشارع التي تداعت تباعاً لإسقاط منظومة الفساد واستكمال التغيير الجذري لكنه هذه المرة ادرك ان القوى الخارجية وتدخلات السفارات يجب ان تتوقف.
ووسط ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وجدت عدد من الأحزاب السياسية التي تم اقصائها والأحزاب السياسية الناشئة نفسها في خضم الثورة جنباً الى جنب مع المكونات الثورية والقبلية والوطنية وبانتصار هذه الثورة تشكلت خارطة سياسية تشاركية ووطنية حملت شعارات جديدة نابعة من رحم ثورة الـ 21 من سبتمبر وخاضت مع الشعب اليمني الدفاع المشترك عن الثورة واهدافها والوقف ضد العدوان السعودي الأمريكي.
*النجم الثاقب