الخبر وما وراء الخبر

ذكرى الهجرة … ووهج سبتمبر

50

بقلم / عبدالفتاح علي البنوس

يتواصل الزخم الثوري السبتمبري ومعه تتواصل الإحتفالات بالأعياد الوطنية التي كان لها الأثر البالغ في تغيير مسار العمل السياسي وفي صنع التحولات الوطنية المشهودة التي تمثل أحد أهم أهدافها ، فبعد أن إحتفلنا بالأمس بثورة 21سبتمبر في ذكراها الثالثة ، ها نحن نستعد للإحتفال بثورة ال 26من سبتمبر في ذكراها ال55 وتأتي هذه الإحتفالات الوطنية متزامنة مع الإحتفال بذكرى هجرة الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وحلول العام الهجري الجديد 1439، هذه المناسبة الدينية العظيمة والتي مثلت ثورة تحرر عالمية قادها الرسول الأعظم ضد قوى الشرك والضلال والتسلط والعنجهية ، حيث خرج عليه الصلاة والسلام مهاجرا من مكة إلى المدينة ليرسي دعائم الدين ، ويضع اللبنات الأساسية للدولة الإسلامية ، بعد أن أذن الخالق جل في علاه لرسوله بالهجرة بعد أن ناله وأصحابه من قريش الأذى والضرر البالغ ، فكان خيار الهجرة بمثابة نقطة التحول في مسار بناء الدولة الإسلامية ، وبها إنتصرت مظلومية المسلمين ، وإنكسر غرور وتسلط طواغيت قريش ومن تحالف معهم .

لقد كان للهجرة النبوية الأثر البالغ في تربية وصقل النفوس ، وحملت معها ميلاد الدولة ، والبداية الحقيقية لنشر رسالة الإسلام ، هذه الرسالة المحمدية التي يدعي آل سعود بأنهم يحملون لوائها ويواصلون نشر قيمها ومبادئها كذبا وزورا وبهتانا ، الرسالة المحمدية التي جاءت من أجل حقن الدماء وصون الأعراض وحماية الأنفس والممتلكات والتي نسفها آل سعود بعدوانهم على بلادنا وقتلهم للأبرياء وتدميرهم لكل المنشآت العامة والخاصة وفرضهم الحصار الجائر على ما يقارب ال 30مليون يمني لإشباع نزعة الحقد والغل التي تستوطن قلوبهم وللعمل بمقتضى وصية جدهم الهالك المؤسس لعصابتهم الإجرامية التي تنخر في جسد الأمة وتشوه قيم ومعالم الدين بتبنيها الفكر الوهابي البريطاني المتطرف الذي يشوه صورة الإسلام والمسلمين ويقدمهما للعالم على أنهما الإرهاب والإرهابيين .

في ذكرى هجرتك يا سيدي يا رسول الله ، يواصل أحفاد كفار قريش عدوانهم الهمجي على بلد الإيمان والحكمة ، يقتلون ، ويهدمون ويخربون ويتآمرون ، كما كان يفعل معك أجدادهم ، كل ذلك خدمة لأعداء الأمة وإرضاء للشيطان الأكبر (أمريكا ) ، قتلوا الأطفال والنساء ، وقصفوا حتى الموتى في مقابرهم ، وسخروا بيتك الحرام لشرعنة قتلنا وتدمير وطننا وإحتلال أرضنا ، وحيك المؤامرات ضدنا ، لقد بلغ بهم الحقد والصلف مبلغه ، ولا غرابة فهم أحفاد عبدالله بن أبي ، فماذا نتوقع منهم ، بالماضي البعيد تآمروا على ثورة 26سبتمبر ، وبالماضي القريب تآمروا على ثورة 21سبتمبر ، وتتواصل مؤامراتهم ، ويتواصل حقدهم وإجرامهم ، ولكن هيهات منا أن نذل أو نهون ، أو أن ننكسر أو نستسلم لهم ، فمنك يا سيدي يارسول الله نستلهم قيم الصبر والصمود والثبات وقوة الإيمان ولن نتراجع عن هذه القيم مهما أرعدوا وأزبدوا ، فيأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون .

بالمختصر المفيد سيتواصل الوهج السبتمبري وستتواصل إحتفالاتنا بأعياد الثورة المباركة ( سبتمبر وأكتوبر ) ونتطلع ونحن ندلف في رحاب العام الهجري الجديد بأن يكون عام النصر بإذن الله ، وينكسر فيه قرن الشيطان وتسقط فيه مؤامرة الصهاينة الأمريكان وآل نهيان وبعران الخليج ومرتزقة السودان ، ويكتب فيه الإنتصار والتمكين ليمن الحكمة والإيمان .

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .