هاجمت “توكل كرمان”.. كاتبة فلسطينية: العرب اتحدوا ضد سورية واليمن ولم ينصروا “بورما”
رأي اليوم | لطيفة اغبارية:
عندما تقشعر الأبدان لهول المصائب والمجازر، فلا يمكننا أن نقوم بتسمية المحارق وتلطيف مصطلح المجازر وتسميته بـ “الأزمة” كما حدث مع ضيفة برنامج “النقاش” على قناة “فرنسا 24″، والحاصلة على جائزة نوبل للسلام “توكل كرمان”، التي عبّرت عن رأيها حول ما يحدث من تطهير عرقي ضد مسلمي “ميانمار” التي تقشعر لها الأبدان. ونحن نوافقها على ما قالته بما يتعلق باستنكار العنف والمجازر ضد أي إنسان مهما كانت ديانته أو قوميته. لكنّها “نسفت” هذا التصريح عندما وصفت رئيسة وزراء بورما “أونغ سان سو تشي” بـ “الزميلة” التي يجب أن تتحرك ضد هذه الجرائم، ولا ندري إن كانت لا تعلم أنّ “زميلتها” هذه لم تستنكر هذه الجرائم ووصفت بكل عنجهية يحدث بأنّه للحفاظ على أمن بلادها وجيرانها.
كان بالحري بـ” توكل كرمان” بالتبرؤ من سكوت وزمالة رئيسة الوزراء هذه التي يقوم جيش بلادها بأبشع الجرائم ، بل كان بالحري أن تنضم للأحرار حول العالم والذين يطالبون بسحب الجائزة منها.
مذيع البرنامج استضاف أيضا المتحدثة الإعلامية باسم منظمة التعاون الإسلامي، السيدة السعودية ” مها عقيل” التي تحدثت بنبرة فاترة وهادئة ووصفت ما يحدث بالأعمال العنيفة. الأمر الذي استفزنا ولكن خفّف من حدّة استفزازنا ضيف الحلقة الآخر المحلل السياسي “توفيق المثلوثي” الذي انتقد دور منظمة التعاون الإسلامي الحدث، ودور العرب بشكل عام المقتصر على العويل والشجب بلا نتيجة، واصفا العرب بأنّهم لا يتحدون إلا ضد بعضهم البعض، فهم تآمروا واتحدوا ضد سورية الأبية واليمن السعيد!!. فيما نرى العالم المنافق لا يرجف له جفن، حتى يخرجوا له بالملايين.
ما يحدث في ماينمار لا يرمي إلى الترويج الإعلامي كما يؤكد مدير المركز الروهنجي لحقوق الإنسان، عزيز عبد المجيد، الذي أشار إلى أنّ العالم لا يشاهد كل ما يحدث هناك، فهناك مجازر تحدث في الأدغال والغابات ولا تصل إليها الكاميرات.
وفي هذا السياق لا نقول إلا البيت الشعريّ الرائع:
قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر … وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر