الخبر وما وراء الخبر

الامارات تغامر على موانئها مقابل ازالة الحصار الخليجي العربي…والصواريخ الباليستية اليمنية بالمرصاد “تقرير”

174

استغلت الامارات العربية المتحدة فرصة فشل قيادة السعودية في اليمن وتسعى في توسيع مشاريعها من خلال النفوذ في المحافظات الجنوبية اليمنية وسواحل البحر الأحمر والمحيط الهندي .

حيث تشير المعلومات سيطرة الامارات على مديرية عزان في محافظة شبوة شرقي اليمن ووضعت يدها على حقول الغاز والأنابيب الواصلة إلى ميناء بلحاف المخصص لتصدير النفط والغاز بمساعدة أمريكية.

وهذه الخطوة أخذت طابعاً استعراضياً بعدما عقدت دولة الإمارات تسوية بواسطة داعية سلفي، يدعى محمد باعوظة، مع تنظيم “القاعدة “، وانسحب على إثرها التنظيم من مديرية عزان (مقابل مبلغ من المال) لتحلّ مكانه القوات الإماراتية.

كما ان الامارات تهتم في الاستحواذ على الموانئ في مناطق عديدة من العالم، بما فيها المناطق المطلة على سواحل البحر الأحمر والمحيط الهندي، ويمكن تفسيره في إطار تعزيز نفوذها الاقتصادي واستثماراتها الخارجية.

ومع حرب اليمن، تحوّلت عملية تأمين المنطقة (شرق أفريقيا) إلى مهمّة جديدة لدول الخليج منذ مارس 2015، ولكن بأهداف خفيّة تكشّفت مع الوقت بإنشاء قواعد عسكرية تابعة للامارات.

وبزوال الدولة الاسلامية في المنطقة، طرحت ايدلوجية حصار الدول العربية بما فيها السعودية والامارات والبحرين وقطر ومصر من قبل الامريكيين والبريطانيين، وتزامن هذا الامر مع فشل التحالف العربي في اليمن.

بسط نفوذها في شرق إفريقيا عن طريق إنشاء قواعد عسكرية لها في الصومال وإريتريا، وهو ما يثير حفيظة إثيوبيا باعتباره يشكل تهديدا مباشرا لها.

ويمكن معرفة أهمية منطقة القرن الإفريقي بالنسبة لدول الخليج بمجرد إلقاء نظرة على الخريطة، حيث يأتي ساحل البحر الأحمر على بعد 30 كيلومترًا من اليمن عند مضيق باب المندب مباشرة، وهو مكان هام لرحلات ناقلات النفط المتجهة من الخليج إلى أوروبا.

وكانت شواطئ شرق إفريقيا لسنوات مكانًا هامًّا للمهربين للوصول إلى اليمن، فضلاً عن ممارسة عمليات القرصنة، وقد حظيت عملية تأمين المنطقة بأهمية جديدة لدول الخليج منذ مارس 2015، حين شن التحالف الذي تقوده السعودية حربًا على اليمن.

وقدم الغرب حلاً لخروج هذه الدول من الحصار، وهو بسط نفوذ عربي في شرق إفريقيا عن طريق إنشاء قواعد عسكرية لها في الصومال وإريتريا وتكفلت الامارات بهذه المهمة، وفي تقرير أمريكي تضمن صوراً للأقمار الاصطناعية تبيّن توسّع الإمارات في القرن الأفريقي، وكشف التقرير الصور عن قاعدة عسكرية جوية وميناء بحري تستخدمهما القوات العسكرية الإماراتية باليمن، وهو الأمر الذي يمنحها أيضاً سيطرة على خليج عدن وشرق إفريقيا على المدى البعيد، كما أقامت أبو ظبي قاعدة عسكرية شمال ميناء عصب في إريتريا، ويتضح من صور الأقمار الاصطناعية مركز إريتري سابق للربط الجوي حُوّل بالكامل إلى قاعدة عسكرية إماراتية.

ووفق التقرير، تقوم أبو ظبي ببناء منشأة بحرية كي تستعيض عن ميناء عصب الذي أشار تقرير للجنة المتابعة والرصد لإريتريا التابعة للأمم المتحدة إلى استئجاره من قبل الإمارات والسعودية ثلاثة عقود مقابل نصف مليار دولار.

ولكن أسئلة عديدة تطل برأسها إزاء محاولاتها التمدد عسكريًا في منطقة القرن الإفريقي، وتذهب تلك الأسئلة إلى البحث عن مصلحة الإمارات في ذلك، وإن كانت تعمل لصالح أجندة لدول أخرى، مثل إسرائيل، التي سيكون تواجدها العسكري بهذه الكثافة والكيفية مثار استنكار ورفض من الحكومات الإقليمية والشعوب.

اما اطماع الدول الإقليمية المنفذة لأجندة الدول الاستعمارية اثارت قلق الكثيرين من متابعي الملف اليمني، حيث أن السعودية تعتبر اليمن حديقتها الخلفية وهي تنفذ أجندة أمريكا في اليمن وتحاول إقناع أمريكا بأن يكون ملف اليمن بيدها، والامارات ترى السيطرة على اليمن وشرق أفريقيا بوابة الخليج والطريق الوحيد للخروج من هذا الحصار.

وفي الختام…

تسعى الإمارات إلى إبقاء الحرب لمدى طويل بما يحقق أهدافها وأطماعها الاقتصادية والسياسية في اليمن لاسيَّما بعد خلافها مع الفار عبد ربه منصور هادي الذي أقال عدد من المسؤولين البارزين الذين أوكلت لهم الإمارات مهمات خاصة، رغم ان السعودية تسعى لانهاء الحرب لأن اراضيها مستهدفة من قبل القوة الصاروخية اليمنية، كما ان الاماراتيين تجاهلوا القوة الصاروخية بأنها تستطيع ان تستهدف المراكز العسكرية والاقتصادية الاماراتية، فلربما اذا تم اطلاق صاروخ باليستي على المونئ الاماراتية نشهد خلافات كبيرة في الحكومة الاماراتية بشأن تدخلها في اليمن.

*النجم الثاقب