الخبر وما وراء الخبر

بثينة حكاية وطن جريح دامي

293

بقلم / وفـــــاء الكبســـي

بثينة الصغيرة جمعت كل أحزان والآم وجراح الوطن..
لاتبكي ياصغيرتي فدموعك ِتمزق أمعائي فلم أعد أدر ِهل أعزيك ِ، أم أعزي موت الضمير والإنسانية، أم أعزي العروبة التي ضاعت !!
عالم منافق غلبت فيه المصالح على الإنسانية..

فكل تعابير وجهها حيرة وتساؤلات
أين أمي ؟!
وأين أبي وإخوتي؟!
وأين بيتنا؟!
ولماذا أنا منهكة ومتعبة ؟!
حيرة لم يتحملها عقلها الصغير كما هي حال الآمها وجراحها التي لم يتحملها جسدها الصغير !
صغيرتي بثينة ولأنك ِمن بلد الإيمان والحكمة فلابواكي عليك ِ!

عيناك ِياصغيرتي تحكي قصة طفولة موؤدة، طفولة سُلبت منها الحرية، سُلب منها كل شيء !
بثينة عين الإنسانية التي غابت عن هذا العالم الصامت المتخاذل المجنون..

أيها العالم المنافق المأجور ليس لك َأن تنام أو تستريح وقد حرمت بثينة من أمها وأبيها وإخوتها، وهدمتم بيتها، وسرقتم أحلامها، فتبت أيديكم وألف تب..
أطفالنا غير أطفال العالم فهم لايشاهدون الأفلام الكرتونية وإنما يشاهدون أشلاء إخوتهم وأهاليهم الممزقة، ويسمعون صرخات من يصارعون الموت والحياة من تحت ركام بيوتهم..
أطفالنا جراح العالم فليس لهم أدنى حقوق كباقي أطفال العالم..

بثينة الصغيرة تختصر حكاية يمن ٌجريح ٌدامي..
أيها العرب هل تعرفون بأنه لاقيمة لكم ولا لعروبتكم التي ضاعت وماتت فصمتكم المطبق دليل موت ظمائركم، حتى وإن صحت ظمائركم من غيبوبتها فهي لن تفعل شيء غير أن تشجب، فتبا ًلكم ولعروبتكم الميتة، وتبا ًلهذا العالم المنافق المأجور.