الخبر وما وراء الخبر

العدو الصهيوني يبرر فشل مخابراته في العلم بزيارة السيد نصر الله لدمشق

117

أكدت الأجهزة الأمنيّة المُختلفة في كيان العدو الصهيوني في تقريرها الاستراتيجي الرسميّ على أنّ حزب الله هو العدّو رقم واحد، يليه الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، فيما احتلّت حركة حماس والجهاد المرتبة الثالثة.

وباعتراف المؤسستين السياسيّة والأمنيّة في كيان العدو، فإنّ المطلوب رقم واحد لأذرع الأمن، هو الأمين العّام لحزب الله، السيّد حسن نصر الله، الذي بمحض إرادته توارى عن الأنظار منذ أنْ وضعت حرب لبنان الثانيّة أوزارها في أغسطس من العام 2006، لعلمه ويقينه التامّين بأنّ العدو يبحث عن تصفيته.

اليوم، وبعد مرور 11 عامًا على الحرب المذكورة، والتي انتهت بفشلٍ مدّوٍ للعدو الصهيوني، باعتراف قادة “تل أبيب”، تُحاول الأجهزة الأمنيّة الصهيونية التستّر على فشلها في اغتيال نصر الله، زاعمةً أنّه لم يبقَ على رأس قائمة المطلوبين، وهو الادعاء، الذي على ما يبدو، طفا على السطح، بعد أنْ كشف نصر الله في خطابه الأخير بأنّه توجّه إلى دمشق والتقى بالرئيس السوريّ بشّار الأسد، للإجراء محادثات بشأن الاتفاق بين حزب الله وجماعة (داعش).

وما كشفه السيد نصر الله، ربمّا أحرج قادة الأجهزة الأمنيّة في “تل أبيب”، وفي مُقدّمتها جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة)، التي لم تتمكّن من رصد تحرّك نصر الله، الذي سافر بالسيارة لمدّة ساعةٍ ونصف الساعة حتى العاصمة السوريّة.

وبما أنّ الإعلام العبريّ بدون استثناء هو إعلام متطوّع لصالح ما يُطلق عليه الإجماع القوميّ “الصهيونيّ”، فإنّ المصادر الأمنيّة في “تل أبيب”، اختارت صحيفة (يديعوت أحرونوت)، وهي من أوسع الصحف “العبريّة” انتشارًا في كيان العدو لتبرير فشلها الذريع.

وفي هذا السياق زعمت المُستشرقة سمدار بيري، وهي مُحللة شؤون الشرق الأوسط في صحيفة يديعوت أمس الأحد، نقلاً عن مصادر أمنيّة وصفتها بأنّها رفيعة المُستوى، زعمت أنّ “إسرائيل” كانت على علمٍ وعلى درايةٍ بسفر السيّد نصر إلى دمشق، متسائلةً بخبثٍ معهودٍ: لماذا كانت هناك حاجة للسفر؟ ألم يتمكّن نصر الله في محادثة هاتفيّة مع الأسد من الحصول على موافقةٍ على الصفقة مع “داعش”؟.

وزعمت صحيفة “يديعوت” وفقاً للمستشرقة بيري، أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، تنكر في زي رجل أعمال أثناء قيامه بزيارة سرية غير معلنة مع حراسه الشخصيين إلى دمشق، لمقابلة رئيس النظام السوري بشار الأسد.

وما أثار سخرية المراقبين هو زعم الصحيفة أن “إسرائيل” كانت ترصد تحرك نصر الله وهي على علم به، إلا أنها لم تتخذ أي خطوة لضربه، وهو أمر أثار الكثير من التساؤلات.
وحاولت يديعوت رفع معنويات الشارع الصهيوني بزعمها أن هناك عيوناً تعمل لصالح “إسرائيل” تتابع حركة نصر الله، وتسعى لمعرفة تفاصيل تحركاته وتراقبها عن كثب، وبالفعل قامت بالإبلاغ عن تحركه الخارجي الأخير إلى سوريا، غير أن “إسرائيل” لم تستهدفه.

المصدر وكالة: فلسطين اليوم