الخبر وما وراء الخبر

(بثينة)…

448

كلمات الشاعر حسن المرتضى

من وحي الناجية الوحيدة من أسرتها  بثينة الريمي من  مجزرة تحالف العدوان السعودي الأمريكي على حي عطّان بصنعاء

لا ريمَ في الحيّ حتى تبعثَ الشكوى

إلا بثينةُ …لا  أهلٌ ولا مأوى

بثينةٌ بنتُ عطّانٍ ومنزِلُها

كسائرِ الحيّ…يسأل ما الذي دوّى؟

بثينةٌ لم تَكُنْ دبّابةً قصِفَتْ

فما الذي؟…كانَ صاروخاً أتى جوّا

بثينةٌ كانت الأنقاضُ تغمرُها

ومثلَ ضوءٍ طفيفٍ تبعثُ النّجوى:

ربّاهُ ماذا جرى؟ من ذا سينقذني؟

وأينَ أهلي؟وهل هذا الرّدى يُطوى؟

ربّااااااااااهُ

كادَ انقطاعُ الصّوتِ يُلْحِقُها

بأهلِها. …بعدهم في العيشِ هل تَقْوى؟

من يشتري الآنَ للمقصوفِ منزلُها

ملابساً…دفتراً….أو قطعةَ الحلوى؟

………………

قد أقبلَ العيدُ…أينَ أبي؟وقد سألتْ

فمن سيَشْري لها عيداً كما تَهْوى؟

وأين أمّي؟ صباحَ الخيرِ تُسمِعُنِي؟

أمّااااااهُ

أمّاااااااااااااااهُ

نادتْ دونما جدوى

أمّاااااااااااااااااااااااااااااهُ

وارْتَجّ مستشفى الجراحِ صدىً

لمنْ تنادينَ؟…شِلْواً قد طوى شِلْوا

وإخوتي الخمسة الباقونَ؟

قد رحلوا

سوّاهمُ القصفُ تحتَ رُكامِ ما سوّا

أبي وأمّي وإخواني وذاكرتي

وكلّ شيءٍ جميلٍ….كيفَ لي السّلوى؟!

……………………..

أنا هنا في سريرٍ دونما رئةٍ

ليبعثَ الصُّبحَ أو أتنفسَ اللهوا

مُذْ أفْلَتتْ طائراتٌ فوقَ منزِلِنا

صاروخَها. ..هل أعيشُ وحيدةَ البلوى

سهواً أُلاقي مناماً دونَ رائحةٍ

وكيف أنسى روائحَ أُسْرَتي تُشوى!

سهواً فمي كادَ يسعى للطّعامِ…فهل

هذا أعَدَّتْهُ أمّي؟

……لا

أنا…عفوا

لي ذكرياتي سأطهوها طعامَ غدي

وكفّ أمّي ستطعهما فمي سهوا

خُذيْ بكفّيّ يا أمّاهُ يا وطني

لآخذَ الثّارَ ممّنْ ضِدّنا استقوى

خذي بكفّيّ يا مأوى بُثينةَ كي

تحيا بعزٍّ كشعبٍ يرفضُ الغزوا

خذيْ بكفّيّ يا مأوى بثينةَ في

مَعِيْشَةٍ دونما أهلٍ ولا مأوى