الخبر وما وراء الخبر

عيد برائحة الدم

128

بقلم / عبدالفتاح البنوس

ها هو العيد يحل على بلادنا وشعبنا وما يزال الوجع اليمني يتردد صداه في الأرجاء ويتوزع ضرره على مختلف المناطق اليمنية في ظل العدوان الغاشم والحصار الجائر ، يحل علينا اليوم عيد الأضحى المبارك وحجاج بيت الله الحرام يستعدون لإكمال مناسكهم ونحر الهدي في الوقت الذي يتقرب فيه آل سلول إلى الله في هذا الشهر الحرام بقتل اليمنيين رجالا ونساء وأطفالا من خلال سلسلة الجرائم والمذابح الوحشية التي لن يكون وآخرها جريمة استهداف المسافرين والمواطنين بمنطقة المساجد ببني مطر والتي خلفت ما يقارب من 16شهيدا والتي تأتي بعد أيام قلائل على مذبحتي لوكندة أرحب والحي السكني بعطان وهي مجازر ومذابح صبغت أجواء العيد باللون الأحمر وجعلته بنكهة الدم .

كيف لا والحزن يعشعش داخل كل بيت يمني جراء المآسي التي أحدثها ويحدثها العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي، من الصعب تجاهل الجرائم المرتكبة في حق أبناء شعبنا ولا يمكن أن تتجاوز فرحة العيد حالة الحزن والأسى التي تختلج صدورنا من هول وبشاعة ما نشاهده من جرائم ضد الإنسانية، كيف لنا أن نفرح بالعيد وبثينة محمد منصور الطفلة الوحيدة الناجية من مجزرة الحي السكني بعطان وحيدة تصارع الآلام على سريرها في المشفى الذي نقلت إليه للعلاج بعد أن وجدت نفسها وحيدة بعد أن سلب العدوان منها أسرتها المكونة من الأب والأم والأربع الأخوات والأخ الوحيد باستهداف طائراته لمنزلهم ، مشاهد بثينة تدمي القلوب وصدمتها ستكون أكبر عندما تدرك بأن أسرتها فارقتها إلى غير رجعة وأن هذا العيد هو الأول الذي ستقضيه بلا أب وبلا أم وبلا إخوة وبلا أسرة.

عن أي عيد نتحدث والعدوان يصعد من عملياته العسكرية برا وبحرا وجوا ويواصل ممارسة القتل والتخريب والتدمير ويصر على المضي في مغامرته حتى النهاية التي يحاول جاهدا فرضها على الشعب اليمني بالقوة، العيد هناك في جبهات العزة والكرامة ،جبهات الصمود والبطولة والتضحية والفداء، العيد هناك عند من باعوا أنفسهم لله وللوطن وجندوا أنفسهم لمواجهة قوى العدوان ومرتزقتهم وفضلوا قضاء العيد في متارسهم ومواقعهم وكلهم ثقة وتوكل على الله ينشدون منه العون والمدد ويسألونه التوفيق والسداد وتحقيق النصر بإذن الله .

وفي هذا اليوم وفي ظل الظروف التي تمر بها البلاد ينبغي التأكيد على الحرص على التكافل والتراحم وتفقد وتلمس أوضاع الفقراء والمحتاجين ورعاية أسر الشهداء والمعتقلين والمرابطين ومشاركتهم فرحة العيد لكي لا يشعروا بغياب ذويهم وعدم مشاركتهم هذه المناسبة الدينية العظيمة.

بالمختصر المفيد أعيادنا يجب أن تكون في جبهاتنا ، سواء بالزيارة أو بالمرابطة أو بالقتال فالعدو الذي يسومنا سوء العذاب منذ أكثر من عامين ونصف يراهن على انكسارنا وتخاذلنا وتكاسلنا وفتورنا خلال إجازة العيد ولذلك نشاهده يكثف من قصف طائراته وزحوفات مرتزقته خلال إجازة العيد وهو ما يحتم على الجميع الحذر واليقظة والشعور بالمسؤولية والانطلاق نحو الجبهات لكي نفشل كافة المؤامرات ونسقط كل الرهانات ، لا نريد أن نفتح للأعداء أي ثغرة للتسلل منها والنفاذ عبرها لتحقيق أهدافه الشيطانية ، نريد أن نتحلى بالصحوة وأن تكون جبهاتنا في العيد أكثر زخماً وأكثر وجعاً وإيلاماً للأعداء ، نريد أن يسلموا بأنهم أدخلوا أنفسهم في محرقة من الصعب عليهم الخروج منها بسلام وبسهولة وستكون فرحتنا بالعيد مؤجلة إلى حين تحقيق الانتصار على فلول الغزو والاحتلال وقطيع الارتزاق والعمالة والخيانة الذين يقاتلون تحت أعلام الإمارات والسعودية وتحت قيادة الخليفة دونالد ترامب المفدى.

عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بألف ألف خير وفي صحة وسلامة وعافية حجاجاً زائرين فاتحين وعرساناً مقبعين ،.آمنين مطمئنين منتشين بالنصر المبين بإذن الله رب العالمين.

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.