الخبر وما وراء الخبر

الحرب المنسية في اليمن…كوارث انسانية بغطاء وتحركات دراماتيكية دون عقاب

195

التحالف العربي بقيادة الرياض والضوء الاخضر الامريكي البريطاني خلق كوارث انسانية في اليمن منذ 25 مارس 2015م ، ويوصف هذا العدوان بالحرب المنسية في اليمن.

وتأتي هذه الجرائم في ظل الصمت الدولي وتحركاتهم الدراماتيكية رغم ان الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا تعقد صفقات اسحلة كبيرة مع النظام السعودي لاستخدامها في استهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية في اليمن امام انظار العالم.

وانتقد الكاتب البريطاني “جوناثان فريدلاند” الاهتمام الغربي بالكارثة الإنسانية التي خلفها إعصار “هارفي” في تكساس الأميركية، وتجاهل ما وصفها بأكبر كارثة إنسانية، ألا وهي اليمن.

ويقول فريدلاند -في مقاله بصحيفة ذي غارديان تحت عنوان “هناك كارثة أسوأ من تكساس، ولكن لا أحد يتحدث عنها؟” إن إعصار هارفي قتل 44 شخصا وشرد 32 ألفا الأسبوع الماضي، وذلك كارثة بالنسبة لكل شخص منهم.

لكن تلك الأرقام -يتابع الكاتب- تبقى صغيرة بجانب الدمار الذي خلفه الفيضان في جنوب آسيا في نفس الفترة، حيث قتل خلال الأيام الماضية أكثر من 1200 شخص، وتحولت حياة أربعين مليون نسمة رأسا على عقب بسبب الأمطار الغزيرة في الهند ونيبال وبنغلاديش وباكستان.

وتابع جوناثان، حجم المعاناة في أفقر بلد بالعالم العربي (اليمن) واضح جدا، موضحا أنه منذ أن تحول ذلك البلد إلى ساحة لحرب بالوكالات عام 2015، قتل أكثر من عشرة آلاف شخص، وشرد سبعة ملايين، وتفشى مرض الكوليرا الذي فتك بحوالي ألفين وأصاب نحو نصف مليون.

ويرى المراقبون، ان السعودية تواصل جرائمها في اليمن تحت غطاء اممي، وبات العالمي العربي والغربي على يقين، ان السعودية في اليمن ترتكب جرائم حرب ويجب محاكمتها.

كما كشفت تقارير دولية أن منظمات إنسانية وحقوقية تجهز ملفا سرياً بجرائم السعودية في اليمن بغرض تقديمه للمحكمة الجنائية الدولية، وبحسب التقارير فإن ما تقوم به الرياض داخل الأراضي اليمنية يعد جرائم حرب لا تسقط بمرور الزمن، طبقًا للقانون الدولي والمعاهدات الدولية، وعلى رأسها اتفاقية جنيف 1949، حيث يؤكد نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية أن أخطر الجرائم التي تثير قلق المجتمع الدولي بأسره يجب ألا تمر دون عقاب وأنه يجب ضمان مقاضاة مرتكبيها على نحو فعال.

وفي وقت سابق، قادة منظمات دولية -مثل برنامج الغذاء العالمي التابع إلى الأمم المتحدة، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، ومنظمة الصحة العالمية- أعلنوا في بيان مشترك غير عادي أن اليمن على حافة المجاعة، وأن 60 % من اليمنيين جوعى، ولا يعرفون من أين تأتيهم الوجبة التالية، وتعتبر اليمن دولة فقيرة من الأصل، لكن مشكلته تفاقمت أكثر منذ الحرب التي ما انفك يشنها عليها التحالف السعودي منذ 25 مارس 2015.

وفي الختام…

أن السعودية تقصف المدنيين في اليمن بشكل منتظم، وأنها أغلقت مجالهم الجوي، وفرضت عليهم حصاراً لتجويع، و أن هذا يعني أن اليمنيين المدنيين العاديين -بمن فيهم الأطفال- يموتون جراء القصف أو الجوع، كما أن منظمة هيومن رايتس ووتش أوضحت مراراً وتكراراً أن العديد من الغارات الجوية السعودية على اليمنيين كانت ترقى إلى كونها جرائم حرب محتملة، وأن الولايات المتحدة تشترك في المسؤولية عن هذه الجرائم، لأنها توفر خاصية التزود بالوقود في الجو للطيران الحربي السعودي، وتقوم بتزويد السعوديين بالمعلومات الاستخبارية المستخدمة في قصف الأهداف، وبتزويدهم بالكثير من الأسلحة الأخرى.

*النجم الثاقب