امريكا تستطيع ايقاف العدوان على اليمن.. لكنها لا تريد ….
ذمار نيوز -متابعات 20-10-2015
اتهم الكاتب و المحلل الأمريكي غاريث بورتر الولايات المتحدة برفضها لاستخدام نفوذها الهائل على السعودية لإنهاء الحرب على اليمن وانه على الرغم من أن إدارة أوباما ليست راضية بالحرب السعودية على اليمن إلا انها أثبتت على مدى الأسابيع القليلة الماضية أنها غير مستعدة لاستخدام نفوذها لفرض نهاية للحرب.
و في التحليل الاخباري الذي نشره الموقع الامريكي المستقل تروث اوت الخميس الماضي, قال بورتر ان التحالف الذي تقوده السعودية مذنب بإرتكاب جرائم حرب منهجية في اليمن، والولايات المتحدة تتحمل المسؤولية القانونية بسبب استخدام الأسلحة التي تم شراءها من الولايات المتحدة في الحرب ضد اليمن.
ذكر التحليل انه في 6 اكتوبر قامت منظمة العفو الدولية بتوثيق انتهاكات السعودية لقوانين الحرب في اليمن و اعلنت صراحة استهداف متعمد للمدن و المدنيين في اليمن, ووثقت أيضا مسؤولية الولايات المتحدة في جرائم الحرب التي ارتكبت في الغارات الجوية على اليمن.
و أشار المحلل الامريكي الى إعلان المتحدث العسكري السعودي اللواء أحمد عسيري في 8 مايو الذي اعلن فيه ان المدن الشمالية صعدة و مران أهداف عسكرية، و لكن بعد زيارة منظمة العفو الدولية لهذه المناطق كشفت عن انتهاكات واضحة لقوانين الحرب الدولية التي تحظر استهداف المنشآت المدنية فضلا عن العقاب الجماعي للسكان المدنيين.
و نقل المحلل عن منظمة العفو الدولية ان الهجمات السعودية في الاشهر الاخيرة دمرت العديد من المنازل والأسواق و ان السعودية قد تجاهلت كل القوانين و ألحقت الإصابات في صفوف المدنيين و الأضرار بالمنشآت المدنية.
ووفقا لتقرير مشترك صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أنه نجم عن القصف الجوي في اليمن من أواخر شهر مارس وحتى نهاية يوليو 2015 (2682) قتيلا و جريحا بين المدنيين و هو اكبر عدد للضحايا من بين كل الحروب الدائرة في هذه الفترة.
و استنكر بورتر الحصار الذي فرضته السعودية على اليمن جوا و براَ و بحرا بحجة منع وصول الأسحلة و لكنها منعت ايضا الطعام والوقود والدواء من الوصول إلى الملايين من اليمنيين وخلق كارثة إنسانية, وأضاف ” السفن البحرية الأميركية تقوم بدوريات جنبا إلى جنب مع السفن السعودية لمنع الأسلحة من دخول اليمن وتتورط ايضا في الحصار الذي تقوده السعوديه لمنع الغذاء والوقود والإمدادات الطبية”.
ويشير تقرير منظمة العفو الدولية إلى أن الولايات المتحدة لديها التزام قانوني بموجب معاهدة لتجارة الأسلحة بعدم تقديم أسلحة تستخدم للقصف العشوائي كما حدث في اليمن, حيث أن المادة 6 من هذه المعاهدة و التي دخلت حيز التنفيذ في أكتوبر عام 2014 تنص على ان يحظر نقل الأسلحة والذخائر إلى اي طرف في نزاع مسلح إذا كان لديه المعرفة أن الأسلحة ستستخدم لهجمات موجهة ضد الأهداف المدنية أو المدنيين.
و قال غاريث بورتر أن الولايات المتحدة أيضا تقدم الدعم اللوجستي والاستخباراتي لقوات التحالف التي تقودها السعودية. و أضاف “هذه المساعدة اللوجستية ذات أهمية خاصة لأن السعودية وحلفائها في الخليج في حاجة إلى ذخائر من الولايات المتحدة للحفاظ على تشغيل طائراتها. هذه الحقيقة تعطي إدارة أوباما مصدرا رئيسيا للضغط على السياسة السعودية لإيقاف الحرب على اليمن. ونتيجة لذلك، فإن القرار السعودي لمواصلة الحرب يعتمد على قرار سياسي من واشنطن”.
و حذر بورتر الولايات المتحده من العواقب الخطيرة التي قد تؤثر على مصالحها بسبب الحرب السعودية المتهورة في اليمن.
و أكد المحلل الامريكي ان إدارة أوباما تعرف جيدا أن الحرب السعودية المتهورة في اليمن لها عواقب خطيرة على مصالح الولايات المتحدة السياسية والأمنية في الشرق الأوسط و ان الحرب ليست فقط تفكك المجتمع اليمني، ولكن أيضا خلق المزيد من الفرص لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية التي قد تنقلب لتجنيد وتدريب وتخطيط العمليات الجهادية ضد الولايات المتحدة نفسها.
و ذكر موقع تروث اوت ان ادارة اوباما رفضت التعليق عن كيفية التعامل مع تقرير منظمة العفو الدولية التي أكدت تورط السعودية في جرائم حرب.
و اضاف بورتر ” للآسف كبرى وسائل الإعلام الأمريكية دعمت تهرب الإدارة من التعليق في هذه القضية و عدم الإبلاغ عن تقرير منظمة العفو الدولية عن جرائم حرب”.