الخبر وما وراء الخبر

شُكراً جزيلاً.. للمؤتمريين الأحرار

192

بقلم / عبدالسلام المتميز

أَحْرَارُ المؤتمر الذين رأوا أُولئك الأنذالَ الذين قاموا بإحرَاق قيادات المؤتمر في مسجد النهدين، هم مَن صاروا اليوم يصفّقون ويطبّلون لحشد السبعين..

أَحْرَارُ المؤتمر الذين يؤلمُهم أن يرَوا صهوةَ (الحصان) وهي تتهيّأ ليمتطيَها عيالُ زايد، بعد أن كان أملَهم أن يرَوها مسرَجةً في جبهات المواجَهة والجهاد..

أَحْرَارُ المؤتمر الذين يعون ويفهمون أن مغازلةَ العدوان لهم لن يكونَ مقصدَ عيال مراقص دُبي منها إلّا انتهاك الحُرُمات وبيع الشرف..

أَحْرَارُ المؤتمر الذين حين اتضحت لهم الأُمُوْر لم يقبلوا لنفوسهم الكريمة أن يستغفلَهم دُعاةُ السبعين ليحشدوهم ويتخذوا باسمهم قراراتٍ مشبوهةً يرتاحُ لها العدوان..

أَحْرَارُ المؤتمر الذين حين رأوا صورةَ الخائن الفارّ هادي تُرفَعُ في السبعين عرفوا مَن المستفيد من حشد السبعين ومن وراءَه فقاطعوه..

أَحْرَارُ المؤتمر الذين حين عرفوا بعضَ الشعارات التي يُرادُ لها أن تُرفعَ باسمهم رأوها متناغمةً مع أَهْدَاف العدوان فاستنكروها..

أَحْرَارُ المؤتمر الذين فتحوا أعينَهم وعرفوا الحقيقةَ حين رأوا خوَنةَ الإصْلَاح وأذنابَ الرياض والفئرانَ المتعفنةَ في الفنادق يؤيدون الحشدَ للسبعين.. فأوقفوه.

أَحْرَارُ المؤتمر الذين علموا بالتصعيد في الجبهات ورأوا حزبَهم يحشُدُ في نفس الوقت للسبعين، في نشاط حزبي غير بريء يصرِفُ الناسَ عن الجبهات.. فعارضوه.

أَحْرَارُ المؤتمر الذين تذكّروا مبادَرةَ مجلس النواب فخافوا أن يكونَ السبعينُ حظيرةً لاتخاذ مواقف خيانة مشابهة لتلك الخيانة باسمهم..

أَحْرَارُ المؤتمر الذين يعلمون أن الشعبَ كان صادقاً ولم يكن يغالِطُ ولا يمزَحُ حين كان يقول دائماً بأنه صامدٌ شامخٌ يرفُضُ الذلةَ والاستسلام..

أَحْرَارُ المؤتمر الذين وجدوا أن الأبواقَ النشطة لحشد السبعين اليوم هم مَن كانوا من البداية يتهجّمون على الشعب وشهدائه وأبطاله المدافعين عنه..

أَحْرَارُ المؤتمر الذين لا يقبلون أن يستسلمَ شعبُنا في نهاية المطاف ويذلَّ نفسَه لأُولئك الأنذال الذين يريدون دَوْسَ رِقابِ هذا الشعب كُلّ الشعب..

أَحْرَارُ المؤتمر الذين رأوا مواقفَ حزبهم تتماهى مع أنشطة الطابور الخامس.. فرفضوا لأنهم أعزُّ من أن يتاجِرُ بهم أحد..

أَحْرَارُ المؤتمر الذين رأوا كُلَّ المؤشرات تشيرُ لمَن يحرّك نشاط السبعين من الأيدي الخارجية الملطخة بدماء شعبنا.. فلم يهن عليهم شعبُهم الصامدُ المضحّي في سبيل عزته وكرامته..

والذين علموا أنه لولا مَن سمّاهم البعض (مليشيا) ورجال (الملازم) لَكان مَن أحرقوه في النهدين قد فعلوا به أشنعَ مما حصل للقذافي..

أَحْرَارُ المؤتمر الذين استوعبوا خطورةَ هذا العمل على مصير البلد.. فتركوه.

وسيذكُرُ ويشكُرُ لهم التأريخُ والوطنُ هذا الوعيَ والإحساسَ بالمسؤولية.