رجُل المرحلة
بقلم /محسن الشامي
من أكثر ما لفت انتباهي في خطاب القائد الحكيم في محضر الحكماء قوله “لست رجل مواعظ أنا رجل قول وفعل”.. من هنا يجب أن يكون المدخل الحقيقي لمعرفة القول الفصل.
يختلف هذا الخطاب عن بقية الخطابات التصعيدية خطاب ناري يعيد إلى الذاكرة الثورية حذاري حذاري حذاري بل يعد حربا معلنة على الفساد والمحايدين وأصحاب المبادرات المطعمة بنكهة المبعوث الأممي ومثيري الفتن ومطابخ التشويه والمتصكعين على أبواب الخارج للمتاجرة بدماء أبناء هذا البلد. نعم خطاب تنوع في أساليبه بين الحدة واللين والصلابة والقوة والارتجالية والموقف الذي لا يقبل بأنصاف الحلول المذلة والمهينة.
خطابٌ كانت كل حركة فيه ذات اليمين وذات الشمال بالإيماء والإشارة مؤشر هداية وخارطة طريق ثمرتها وطن مستقل وإنسان بكرامة.
من أبرز ما لفت الانتباه ثقة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بخوض المعركة بكل أشكالها وعلى كل الأصعدة تحدث عن المرحلة أنها استثنائية وتاريخية ومصيرية كل ما فيها مصيري على هذا البلد وعلى هذا الشعب ومع كل خطاباته في كل المناسبات أكد على الحفاظ على وحدة الصف الداخلي، والحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، وتعزيز الموقف للتصدي للعدوان الغاشم الظالم على الشعب اليمني المسلم العزيز، طبعا يجب أن نفهم أن مخاوف قائد الثورة مبنية على معطيات مؤكدة خلف الكواليس وحبلى بالرسائل والمكالمات العابرة للحدود تسبق في نشاطها الطابور الخامس.
لكل شركائنا في حزب المؤتمر يجب أن تدركوا أن لدينا أكثر من 16 مناسبة مرورا بعيد الغدير وانتهاء بذكرى الصرخة في وجه المستكبرين وكل هذه المناسبات يكون البرنامج العام فيها تحشيد الناس نحو الصمود وتعزيز الجبهات والحرص على وحدة الجبهة الداخلية وإعطاء كل الأولويات لموجهة العدوان وهذا ما يؤكد عليه قائد الثورة في كل المناسبات ومن لم يعتمد هذه الاستراتيجية فهو خروج عن الثوابت كائنا من كان.
نعم تمتع هذا الخطاب بمذاق خاص وببعض العبارات العامية بلسان قومه ليبين لهم ((دقوا رأسه))((اخلسوا ظهره))التي لا تحتاج إلى تفسير وليست غامضة بل كانت بمثابة أحكام رادعة لكل من تسول له نفسه تحويل المؤسسات الحكومية إلى بوتقة يعشعش فيها الفساد .
الأسلوب الراقي في خطابات السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أنه استطاع أن يرسخ كثيرا من الأسس التي أصبحت وقودا لثقافة النفير العام فكل عبارة فيه تشعرك أنك تقف في معركة حليفك فيها هو الله وحينما يتحدث عن عزيمته وتوكله على الله جنبا إلى جنب مع الشرفاء في هذا البلد، الأحرار في هذا البلد، الصامدون في هذا البلد، الأوفياء في هذا البلد من كل مكونات هذا الشعب متوكلين على الله مراهنين على الله، معتمدين على الله، وواثقين بالله سبحانه وتعالى، وهو رهان في محله، رهان لا يخيب من حمله، ولا يخيب من بنى عليه واعتمد عليه، الرهان على الله، التوكل على الله سبحانه وتعالى هو أساس النجاح وأساس الثبات وأساس الفلاح، ثم طرح السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي تساؤلا ما الذي سبب فشل العدوان؟ ما الذي سبب إخفاقه إلى اليوم، سؤال ترجم إجابته في الميدان الشرفاء والأوفياء من أبناء هذا الوطن سؤال أجاب عنه الشهداء والجرحى من فيض دمائهم ونمير جراحهم سؤال ترجم إجابته في الميدان كل القبائل التي وهبت ودعمت من خصاصتها جبهات العزة والكرامة.
سؤال أجابت عليه دموع الثكالى وأمهات الجرحى من فيض زغاريدهن وحليهن في معركة كان عنوانها الصمود العظيم،
وفي ثنايا حديثة لخص المشهد القائم لقوى العدوان كنتيجة حتمية لكل الطواغيت والمعتدين، قوى العدوان قد تعبت، وقد كلّت وملّت وأُرهقت نتيجة فشلها وإخفاقها كل هذا الوقت منذ بداية العدوان وإلى اليوم، وما قد كلفها عدوانها على بلدنا العزيز ماديا وبشريا إلى غير ذلك، وأثر على سمعتها في الإقليم…أما بيت القصيد والشاهد الحقيقي للكلمة فقد كان الحديث عن آخر أوراق العدوان التي يعمل عليها من الداخل لتنشيط ما عجز عنه خلال عامين ونصف وبهذا يكون السيد القائد كشف الكثير من أوراق العدوان العسكرية التي يسعى العدو إلى التصعيد من خلالها في جبهة نهم إلى صرواح، وجبهات الساحل وجبهات تعز، وبعض الجبهات، لكن هذه على نحو رئيسي وفي نفس الوقت يتزامن مع المسار العسكري الذي يعدون للتصعيد فيه مسارات أخرى خطيرة جدا يعولون عليها في أن تمكن المسار العسكري من حسم المعركة.
وبهذا يكون السيد القائد أعطى توجيهات غير مباشرة بضرورة التصعيد ورفد الجبهات وتوجيه ضربة استباقية لنوايا الأعداء، أما عن طموح العدوان في تفكيك الجبهة الداخلية وإثارة النزاعات الداخلية والمشاكل الداخلية. فقد تطرق إليها مرارا للاهتمام وإغراق المجتمع في قضايا ثانوية واهتمامات هامشية حزبية وفئوية تطغى على المشهد الداخلي وتحتل الاهتمامات والأولويات وتبرز إلى الصدارة وتستحوذ على كل النشاط في الداخل، وفي خطابه كان لزاما على بعض المكونات السياسية والحزبية أن تحمي محيطها وتقوي نسيجها من الاختراق حتى لا تكون عرضة للاختراق الكبير لبعض المكونات السياسية، ولا تتحول إلى وسيط متفرج ومحايد فداخلها البعض من القيادات والناشطون إعلاميا، ومجتمعيا، ممن قد تمكن العدو من شرائهم، وأصبحوا يستلمون فلوسا من العدو ومبالغ مالية في سبيل أن يؤدوا دورا مرسوما لهم مع بقائهم في الداخل، للنيل من الشرفاء في هذا الوطن، نعم كان هذا الخطاب بمثابة خارطة طريق لكل حكماء اليمن دعا الجميع فيه إلى أن يتصدروا المشهد وينظروا عن كثب لكل شاردة وواردة وبهذا يكون الشعب بكله هيئة رقابية.
الذي يحاول إعاقة مؤسسات الدولة، أو تجميد دورها أو تعطيلها، والابتزاز السياسي والاستغلال السلبي لعملية التعطيل ما ترضوا له، “أنصار الله إن كان منهم دقوا رأسه، واخلسوا ظهره”، أو مؤتمر أو غير.