صحيفة الغارديان البريطانية : دعوة غير مسبوقة إلى «التغيير ومنع انهيار المملكة» أطلقها أمير سعودي بارز
ذمار نيوز -متابعات 19-10-2015
أطلق أمير سعودي بارز، دعوة غير مسبوقة من أجل التغيير في قيادة البلاد، نظراً لكونها تواجه أكبر تحدٍ لها منذ سنوات، حيث تخوض حرباً في اليمن، في حين تتراجع أسعار النفط. كما تواجه انتقادات لإدارتها للأماكن المقدسة في مكة المكرمة التي كانت مسرحاً للأحداث الأسبوع الماضي، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية
وقال الأمير السعودي، أحد أحفاد مؤسس الدولة، عبد العزيز بن سعود، لصحيفة الغارديان: إن هناك قلقاً بين أفراد العائلة المالكة، وبين صفوف الشعب السعودي بشكل عام، بشأن قيادة الملك سلمان الذي صعد إلى العرش في يناير/ كانون الثاني الماضي
وأشارت الصحيفة، أن الأمير، الذي لم يرغب في ذكر اسمه لأسباب أمنية، كان قد كتب رسالتين، في وقت سابق من هذا الشهر، يدعو خلالهما للإطاحة بالملك سلمان.
وقال الأمير، إن الملك ليس في حالة مستقرة، وفي حقيقة الأمر فإن نجله محمد بن سلمان هو من يحكم المملكة. مضيفاً: هناك 4 وربما 5 من أعمامي سيجتمعون قريباً لوضع النقاط فوق الحروف. وسوف توضع خطة. العديد من أبناء الجيل الثاني قلقون للغاية.
وتابع: عموم الناس، أيضاً، يدفعون في هذا الاتجاه بشدة، الجميع بمن في ذلك زعماء القبائل، يقولون إن علينا القيام بذلك أو سيتحول الأمر إلى كارثة.
هناك مجموعة من العوامل التي تعصف بالملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان
وقد أثارت الكارثتان المتتابعتان في مكة: حادثة سقوط الرافعة التي راح ضحيتها أكثر من 100 قتيل، ثم حادث تدافع منى الذي أودى بحياة 700، تساؤلات ليس فقط حول القضايا الاجتماعية، ولكن حول قدرة العائلة المالكة على الإشراف على أقدس مواقع الإسلام.
وكالعادة، فقد تجاهلت السلطات السعودية المطالبات بمساءلة كبار الأعضاء في الحكومة الذين ربما يكونون مسؤولين عن الكارثة، في حين أن السكان المحليين، كما أوضحت وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، قد أكدوا أنهم لم يعودوا يصدقون مثل هذه المطالبات.
وقال ناشط يعيش في مكة -رفض الإفصاح عن اسمه خوفاً من العواقب – إن الناس داخل المملكة يعون ما يحدث جيداً، لكنهم لا يستطيعون الحديث، المشكلة تكمن في أن الفساد يستخدم موارد البلاد بشكل غير مناسب.
وأضاف: للأسف، فإن الحكومة غالباً ما توجه الاتهامات إلى المستويات الدنيا. على سبيل المثال: أين كانت سيارات الإسعاف وأين كان العاملون في الرعاية الصحية.. إنهم يحاولون الهرب من السبب الحقيقي لهذه الكارثة.
وأشارت الصحيفة البريطانية، أن الشرعية الدينية والسياسية لآل سعود تستند على ادعائهم بإدارة المواقع المقدسة بشكل صحيح وجعلها في متناول جميع المسلمين بأمان. ونظراً لأنه لا توجد ملكيات في أصل الإسلام والسعودية نفسها لم يتم ذكرها في القرآن الكريم، فإن مسألة الشرعية كانت مسألة رئيسية بالنسبة للسعوديين، والكوارث المتعلقة بالحج تضر بها للغاية.
ولفتت الغارديان البريطانية، أن العديد من السعوديين متذمرون لرؤية أغنى دولة في العالم العربي تقصف أفقر دولة فيه وجارتها. وحيث إن التكاليف المادية والبشرية تتزايد، فإن الانتقادات توجه صوب الأمير محمد بن سلمان، الذي صار يطلق عليه بشكل غير رسمي “المتهور”، لكونه سارع في توريط الجيش دون استراتيجية سليمة أو خطة للخروج.
ونقلت الغارديان عن الرقيب دخيل بن ناصر القحطاني، الرئيس السابق لعمليات القوات الجوية في قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية بالظهران، والذي انشق عن القوات المسلحة السعودية في العام الماضي قوله: “هذه حرب موجهة ضد الأمة اليمنية وضد استقلال اليمن”. وأضلف، أنه لا يوجد لها أساس سياسي شرعي وليس ما يريده الشعب، مؤكداً أن 90% في المائة من الناس في المملكة العربية السعودية لا تريد لهذا أن يحدث، تماماً عكس ما تظهر وسائل الإعلام.
وأوضح: جاءت الحرب نظراً لعدم وجود مؤسسة وطنية للمواطنين في المملكة العربية السعودية، ولأن آل سعود قد وضعوا مصالحهم الخاصة قبل المصلحة الوطنية.
وأضافت الصحيفة، أن مسألة النفط لا تقل إلحاحاً في الوقت الحالي، حيث انخفضت أسعار النفط بأكثر من 50% خلال العام الماضي. وفي يوم الاثنين قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” إن المملكة العربية السعودية قد سحبت بمقدار 70 مليار دولار من الاحتياطي النقدي لدعم مركزها المالي في مواجهة تراجع أسعار النفط.
ووفقاً لأليستر نيوتن، مدير مؤسسة علوان لاستشارات الأعمال، فإن الميزانية الموضوعة في المملكة العربية السعودية هذا عام تستند إلى أسعار للنفط تبلغ 90 دولاراً للبرميل. ولكن بسبب زيادة مخصصات الإنفاق بعد الأموال التي أنفقت بسخاء في أعقاب وصول الملك سلمان للعرش وتكلفة الحرب في اليمن والإنفاق على الأمن الداخلي في مواجهة تنظيم داعش، فإن سعر التوازن المطلوب سوف يبلغ 110 دولارات على الأقل.
ومع تداول النفط الآن عند سعر أقل من 50 دولاراً للبرميل، فإن الضعف المالي قد بدأ يلقي بظلاله. وانخفض المؤشر الرئيسي لتداول لجميع الأسهم السعودية بأكثر من 30٪ في الأشهر الـ12 الماضية.
وتنبأ صندوق النقد الدولي أن عجز الموازنة سوف يتفاقم في المملكة العربية السعودية هذا العام إلى 107 مليارات دولار مع ذلك، فإن الميزانية المعلنة في العام المقبل تمت زيادتها بنسبة هامشية.
الملك هو المسؤول عن السياسة النفطية في المملكة جنباً إلى جنب مع نجله محمد بن سلمان. محمد بن سلمان مسؤول، أيضاً، عن شركة النفط الحكومية (أرامكو). ويركز ولي العهد محمد بن نايف بشكل رئيس على مهام الأمن. وهؤلاء هم اللاعبون الرئيسيون الذين يقتسمون المسؤولية في المملكة العربية السعودية.
ورغم أن محمد بن سلمان هو أحد الصاعدين الجدد للصف القيادي في المملكة العربية السعودية، ولكنه أصبح بالفعل واحداً من أكثرهم إثارة للجدل. ورغم من أنه لا يزال صغيراً بالمقاييس السعودية، يبلغ عمره الرسمي 35 عاماً ويرجح أنه أصغر من ذلك بكثير، فإنه يجمع بين يديه العديد من المناصب من بينها وزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وهي لجنة السياسات الاقتصادية الرئيسية في البلاد، وهو ما يجعله مسؤولاً عن العديد من المشاكل في المملكة العربية السعودية، وفي مقدمتها الحرب في اليمن، حيث يتعرض للقصف من الطائرات السعودية إضافة إلى المواجهات البرية مؤخراً.