العد العكسي لنهاية التحكم السعودي في المنطقة وبدايتها اليمن…من هي الورقة البديلة؟
تبادل الادوار في اليمن اوقعت على القيادة السعودية ضربة كبيرة لم تتوقعها منذ بداية الحرب علي اليمن وكان التقدير هو الاستيلاء على اليمن ببضعة ايام، حيث أن الاماراتيين باتوا يوسعون مشاريعهم ونفوذهم اكثر مما كانت تتوقعها السعودية.
اليوم الملف اليمني اصبح خارج من ايادي السعودية والامارات، وباتت الولايات المتحدة الامريكية تتحكم بهذا الملف مباشرة، حيث يرى المراقبون ان التحرك الاماراتي في اليمن بهذا التوسع جاء بأمر أمريكي لعدة أسباب، ومن أهمها:
-التلقيص من الضغوطات الدولية حيال الجرائم التي ارتكبتها السعودية بسلاح أمريكي بريطاني بحق الشعب اليمني.
-الانخراط السعودي بالخلافات الداخلية ومنها العوامية
-الفشل العسكري في الحدود مع اليمن (جيزان ونجران وعسير)
الامارات اليوم اصبحت هي الورقة الوحيدة بيد امريكا، لكن المشكلة الوحيدة التي لم يدركها التحالف هو ان الامارات من خلال التظليل على الشعب الجنوبي كان يمتلك اكبر قاعدة شعبية بين دول التحالف، اما اليوم بعد ان تم الكشف عن وجهها الحقيقي من خلال انشاء السجون السرية وتعذيب الجنوبيين بابشع الاساليب وايجاد الخلخلة في الاقتصاد الجنوبي من خلال عدم وصول الاوراق النقدية الى بنك عدن، بات الجنوبيين يرون الاماراتيين بعين الاحتلال.
ان الولايات المتحدة الامريكية اصبحت تنظر أن السعودية احد اسباب فشل مشاريعها في المنطقة من خلال تهورهم في السياسات الخارجية والداخلية، مع ان الاماراتيين في سياساتهم خصوصا الخارجية لا تسبب لهم اي احراج امام المجتمع الدولي كما ان الاماراتيين يستطيعون من خلال هذه العلاقات الخارجية ان يتحفظوا على مصالحهم بخلاف السعودية واقل كلفة.
ويرى بعض الخبراء السياسيين، ان الخلاف لا يقتصر بين الامارات وهادي، بل هي سياسة أمريكية بريطانية تأتي في اطار تنفيذ مشاريع الاقاليم، كون هذا المشروع يعتبره الامريكي والبريطاني الحل الوحيد للسيطرة على ثاني أهم الممرات المائية في العالم وكذالك نهب ثروة اليمن وابقاء اليمنيين في تناحر وصراع مستمر.
وكما تشير المعلومات، الامارات العربية المتحدة اليوم توسع مشاريعها من الموانئ البحرية والجزر الى السيطرة على الموارد الحيوية والاقتصادية في قطاع الطاقة، وكان ابرزها المسرحية الاخيرة التي نفذتها بقواتها النخبة الشبوانية بمشاركة الولايات المتحدة الامريكية في شبوة.
وفي المقابل السعودية باتت تسترجع علاقاتها مع جارتها العراقية، كما من خلال العراق تبحث عن اعادة علاقاتها مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، وان هذا الامر يأتي بعد ان عرف محمد بن سلمان، ان السعودية باتت ورقة محروقة لدى الغرب واستحلت مكانتها الامارات، وربما في المستقبل الاماراتييون هم الذين ينفذون مطالب الولايات المتحدة واسرائيل وبريطانيا، ومن المعروف ان الامات تسمى بثعلب الغرب.
وفي الختام…
بعد ان كشف للرأي العام العربي والغربي ان الملف اليمني اصبح خارج من ايادي التحالف، الاماراتيين باتوا يستغلون هذه الفرصة لضرب السعودية لتوسيع مشاريعهم في اليمن وتقديم نفسها كـ الذراع الاقوى للحفاظ على مصالح الصهيو أمريكية في المنطقة، وايضا تسعى للتخلص من عدوها الدود وهم الاخوان المسلمين وداعميهم (قطر وتركيا). لكن في المقابل ان القوة الوطنية باكملها من الاعلام والسياسة والاقتصاد والجانب العسكري ترصد كل التحركات المشبوهة سواء من السعودية او الامارات او أمريكا، وسوف يأتي الرد في الوقت الذي يحدده قائد الثورة اليمنية لاخذ الثار من الدول المشاركة في العدوان وعلى رأسهم الكيانين السعودي والاماراتي وربيباتهم أمريكا واسرائيل.
*النجم الثاقب