عام على اغلاق مطار صنعاء وجحافل الغزاة والمرتزقة محلك سر !!!
عام على إغلاق مطار صنعاء الدولي وجحافل الغزاة والمرتزقة يراوحون مكانهم في أطراف نهم المحاذية لمحافظتي مارب والجوف من جهة الشرق والشمال الشرقي دون أي تقدم عسكري منذ أن برروا لهذه الخطوة الانتقامية والمخالفة لكل القيم والمبادئ والقوانين والمواثيق الدولية والإنسانية بزعمهم اقتراب المعارك من العاصمة صنعاء.
عام على حصار داخل حصار،، عام وأكثر من سبعة عشر مليون يمني يتجرعون ويلات الألم وشتى وسائل القتل وصنوف الموت البطيء.
عام وهم يشهدون أسوأ كارثة إنسانية في العالم بشهادة الأمم المتحدة حيث لا موارد غذائية أو إنسانية تكفي لمعالجة سوء التغذية التي جعلت قرابة ثلاثة مليون طفل مهددين بالموت.. عام لا مستشفيات فيه تعمل بكامل طاقاتها أو على الأقل في حدّها الأدنى.
عام لم يبق الطيران السعودي الإماراتي المدعوم أمريكيا على مصانع ومعامل ومشاريع خاصة وعامة ولا حتى موارد للمياه النقية يمكن الاعتماد عليها في تخفيف وطأة المجاعة الوشيكة التي تنتظر شعبا يموت بصمت نتيجة عدوان عربان اتخذوا من القومية العربية المزعومة قناعا للتغطية على جاهليتهم ووحشيتهم ،، ومبررا لجرائمهم وهمجيتهم وكل ذلك بتواطؤ أممي ودولي غير مسبوق.
عام يتساقط فيه كل يوم عشرات القتلى والجرحى من نساء وأطفال وشيوخ ومرضى وجرحى بلا ذنب ضحية هذا الحصار الذي يمنع الغذاء والدواء والخدمات الطبية والإنسانية، وكل ماله صله بأبسط مقومات الحياة.
عام وقد أطل وباء الكوليرا مسجلا أسوأ حالة تفش في العالم اذ انتشر في كل المحافظات بحسب منظمتي الصحة العالمية والأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) حيث أعلنتا أن عدد حالات الكوليرا التي سـجلت في اليمن ارتفع إلى مئتي ألف بمعدل خمسة آلاف حالة يوميا وذلك نهاية يونيو الماضي.
عام لم ينته إلا وقد أعلن المركز الوطني لنقل الدم في العاصمة صنعاء عن قربِ توقفِ شرياناتِ الحياةِ وعدمِ قدرةِ المركزِ على القيام ِبواجباتِه في توفيرِ مخزونٍ كاف ٍمن الدم ِالمركز لمرضى السرطان قبل الجرحى والمعوقين نظرا لشحة ِامكاناتِه والنقص الكبير في الإمدادات بما في ذلك المحاليل الطبية وأكياس الدم والمستلزمات الأخرى رغم نداءاته واستغاثاته المتكررة التي يصم العالم اذنيه عن سماعها ليجد الشعب اليمني نفسه يموت كل يوم دون أن يقترف لحاله أحد.
عام كشف فيه المتحدث باسم وزارة النقل والهيئة العامة للطيران والأرصاد في مؤتمر صحفي صباح الأربعاء التاسع من شهر اغسطس أن عدد حالات الوفيات الذين كانوا بحاجة للسفر للخارج لتلقي العلاج بلغ 13194 حالة وفاة و95 ألف من المرضى بحاجة للسفر في أسرع وقت إضافة إلى عشرات الألاف من المواطنين الذين تقطعت بهم السبل في الخارج وبات غالبيتهم غير قادرين على مواجهة النفقات المعيشية لعدم قدرتهم على العودة إلى البلد بسبب إغلاق مطار صنعاء.
عام من العدوان والحصار ومن لم يمت فيه من أبناء الشعب اليمني بالطائرات والغارات وجرائم المرتزقة على الأرض يراد له أن يموت إما جوعا أو على فراش المرض في دلالة على وحشية القاتل وقبح المجتمع الصامت.
عام يقول مدير المجلس النرويجي للاجئين في صنعاء معتصم حمدان في بيان أن أعداد القتلى جراء إغلاق مطار صنعاء فاق مجموع قتلى الضربات الجوية لافتا إلى أن الحرمان من إمكانية السفر قد أطلق حكماً بالموت على آلاف اليمنيين المصابين بأمراض يمكن النجاة منها وواصفاً العدوان على اليمن بالمدمر للحياة.
مآسٍ لا حدود لها ولا يتسع المجال لذكرها بسبب إمعان العدوان في تحويل مطار صنعاء إلى ورقة حرب ومساومة للضغط على الشعب اليمني كما هو حال المرتبات والتلويح بنقل المعارك إلى ميناء الحديدة آخر متنفس لغالبية الشعب اليمني.
اذن هو عام من الحصار المشدد تجاوزت آثاره وتداعياته كل الخطوط الحمراء ليس لشيء إلا لأن الشعب اليمني يناهض مخطط التقسيم الأمريكي ويرفض الوصاية السعودية النائمة على ثروات الأمة العربية ومقدراتها مع وضوح عجز العدوان في تحقيق أهدافه عسكريا.
الكاتب: طالب الحسني