الخبر وما وراء الخبر

امريكا تتهرب من تبعات الفشل في اليمن من خلال تصريحات سفيرها “ماثيو تولر”

191

لا يبدو ان الولايات المتحدة الأمريكية مقتنعة بسير العمليات العسكرية لتحالف العدوان على اليمن، فلا شئ يفسر تصريحات السفير الأمريكي “ماثيو تولر” الذي يتخذ من الرياض مقراً لإقامته بشأن تطورات الأوضاع في اليمن والمنطقة سوى عملية التنصل واظهار بلاده كما لو أنها بعيدة عن هذه الحرب وجرياتها وتداعياتها.

السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر قال لراديو Public Radio International (PRI)، ، إن واشنطن لا تملك اي ادوات تمكنها من لعب دور لوقف لإطلاق النار، والذهاب الى مفاوضات بين المتقاتلين حسب وصفه.

ان هذا التصريح يتناقض كلياً مع ادعاء امريكا بدعم ما تسميه الشرعية ويتناقض تماماً وكلياً ايضاً مع القرار الدولي 2216 الذي ينص على ان المجتمع الدولي يدعم ما يسميها حكومة هادي وجناحها العسكري.

تولر بهذا التصريح اسقط تأييد بلاده لحلفائها وحلفاء السعودية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا في هذا التوقيت بالذات وبعد عامين ونصف من حرب الإبادة التي تقوم بها السعودية يدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وبأسلحتهما بما في ذلك المحرمة دولياً.؟

لا يمكن القول ان واشنطن قد تخلت عن هذا الطرف الذي اباح لها كل شئ واتخذت منه حصان طرواطة للتدخل على كل المستويات، وان هذا الدعم والتعاون ليس من تحت الطاولة بل معلن وفي اكثر من مناسبة.

لكن ما يريد قوله السفير الأمريكي بحسب مراقبون ان واشنطن لم تعد تتحمل تبعات ما تقدم عليه السعودية من جرائم ابادة كما لاتريد بلاده ان تتحمل هذا الفشل العسكري المتفاقم.

وفي كل الحالات عاد ليقول السفير الأمريكي ان بلاده تدعم السعودية وشريكة رئيسية في الحفاظ على امنها واستقرارها، واستطرد بأن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى للحفاظ على مصالحها في اليمن عبر العمل لأن تكون شريكة في اي حل سياسي قادم.

ان تصريحات السفير الأمريكي الأخيرة تأتي بعد وقت قصير من تقارير لصحف امريكية واوربية من بينها لوس انجلس الأمريكية اتهمت من خلالها الأدارة الأمريكية في مغالطت الرأي العام عن مشاركتها الرئيسية بإرتكاب مذابح في اليمن وتمويل السعودية بالأسلحة بما في ذلك غير القانونية والمحرمة.

والملفت الأكثر ان هذه التصريحات تأتي بالتزامن مع وصول قوات امريكية لمساعدة القوات الإماراتية للسيطرة على مناطق جديدة في شبوة وإحكام نفوذها على نفط بلحاف احد ابرز آبار النفط في اليمن، ما يكشف بوضوح ان مساحة المناورات الأمريكية والتهرب من مسؤليتها المباشرة في العدوان وتداعياته والهزيمة المباشرة وتبعاتها باتت ضيقة.

*النجم الثاقب