رسالةٌ مفتوحةٌ لرموز الجنوب
بقلم / فهمي اليوسفي
(الزبيدي، شلال، الخُبّجي، هيثم، أبو سند بن علي أحمد، القفيش، و… إلخ).
لأبناء الجنوب عامة.
لا شك أنني وحدويٌّ للنخاع ومن الخاصرة تعز المتسلحة بالفكر المدَني التي اليوم تُذبح من الغزاة ممَّن حولوها إلى خرابة مظلمة يسكنُها أشباحُ داعش ومصاصو الدماء.
فوق هذا وذاك أُحِبُّ اليمنَ من شمال الشمال لأقصى الجنوب.
وحُبّي الأَكْبَر للجنوب.
قد يقول البعض لماذا الجنوب؟.
فيكون ردي ببساطة: لِأَنَّ الجَنُـوْبَ جزء من وطني الجريح (اليمن).
لِأَنَّ الجَنُـوْبَ هو المدرسة الأولى للقيم الثورية التحررية والثقافة التنويرية التي جذرت فينا أن نضع كُلّ اعتبار لآدمية الإنْسَان كإنْسَان.
لِأَنَّ الجَنُـوْبَ تغنَّى بالوحدة اليمنية قبل الوحدة.
لِأَنَّ الجَنُـوْبَ تعلّمنا منه كُلّ ما هو جميل.
لِأَنَّ الجَنُـوْبَ عشتُ فيه جزءً من أيامي ومقتبل شبابي واحتضن ابي وأمي وكم من أهلي واحبتي.
لأن الجنوبَ أنجب عظماء الفكر من باذيب وفتاح والجاوي وثابت عبد وغيرهم وكان الحاضن لكل ثائر حر من الشمال أَوْ أي قطر عربي وأجنبي.
لِأَنَّ الجَنُـوْبَ تعلمنا منه الأخلاق اليسارية بطابعها الثوري والوطني المضاد للإمبريالية والرجعية والمبادئ التقدمية التي اعتنقتها؛ لأنها إنْسَانية بامتياز فأَصْبَحت ماركسيا للنخاع.. ثوريا.. وحدويا حتى العظم.
وها هو يزداد إيماني وحنيني لفكر ماركس العظيم وللتجربة الاشتراكية التي سوقتها الأدمغة الباذيبية والفتّاحية وتعلمنا منها عدم المتاجرة بالأوطان.
لِأَنَّ الجَنُـوْبَ لا ولم يتقبل الكيانات المؤمركة المتصهينة.
لِأَنَّ الجَنُـوْبَ تعلمنا منه طرد الإنجليز.
لِأَنَّ الجَنُـوْبَ أنجب القمندان التي سجعت لكلماته الشجر والحجر والبشر ورقصت له بنت نصيب فامتزجت كلماته القمندانية بريحة الفل والكاذي وفاحت ببستان الحسيني حتى اختلط بكيف القات الذي كان يأتي من ترانزيت المصلى إحدى ضواحي تعز الجميلة، أفضى إلى تحقيق عمل بديع بإحداث ثورة فنية جسّدت فينا فكرا ووعيا ثوريا نتج عنه ثورة تحررية بلونها الأكتوبري، وتأثر بها الكثير من الشمال وتحولت لحج إلى مدرسة فنية 100% في الزمن الجميل ولم تزُل تلك الأغنية اللحجية خُصُوصاً الراقصة الذي كان يستوردها الخليج في الماضي ليقوم بسرقتها في الحاضر.
تلك الاغنية التي يهمهم بها كُلّ عاشق ولا تفارق قلب كُلّ محب لحبيبته، لكن اليوم قوى الامبريالية والرجعية وأَدَوَاتها الرخيصة جعلت لحج الخضيرة تغزوها أشباح الداعشية لتردد بوحشية الثقافة الدموية فليس أمامنا سوى التحدي والتصدي لمن يقتل الجنوب ويشوّه هذا المربع حتى أعود للرقص مع لولا نصيب وانتصر لوصيتي القمندان وسبيت.
لأن قتلَ المدخر الأدبي والفني اللحجي هو جزء من القتل للجنوب.
لِأَنَّ الجَنُـوْبَ أغلى، لكن كم أتألم حين أرى اليوم الغازي الجديد يسرق ويصادر تلك المدخرات القمندانية ومن عائداتها وأرباحها يأتي ليحتل أرض القمندان ويغتصب أعمالَه الأدبية. ويقول خليجية.
ألم تدَّعِ وتشهد زوراً تلك الخليجية أحلام في عرب ايديل بعد أن شاهدها القاصي والداني تستهدف الأعمال الأدبية لمحمد سعيد عبدالله وتنسب أغنيته للخليج في ظل عدوان بلدانها على بلدي.
أليس هذا عدوانا واستهدَافا للجنوب؟!.
يا رموز الجنوب.. أحب الجنوب؛ لِأَنَّ الجَنُـوْبَ فيه حضرموت الدان والمحضار والصوفية والاستثمار حتى مرسال وبالفقيه.
لِأَنَّ الجَنُـوْبَ بها حضرموت السباقة في تأسيس مدارس الصوفية التي انجبت وتنجب كُلّ زاهد وتتبرّأ من البُقشانية واللادانّية الإرهابية.
لأن حضرموت يشهد لها الماضي والحاضر أنها متسلحة بثقافة الحب وليس العكس.
لأن حضرموت مثّلت مراسيل المحبة لكل قارات العالم ونقلت تجربتها لبلدان كثيرة ومن رحمها جاء مناضلو نفخر بهم.
لِأَنَّ الجَنُـوْبَ رغم المحن الراهنة، فيها ثوار وثورة ليست انفصالية أَوْ تمزيقية.
ليست مضادة لما أنا فيه بل بنفس الطابع الاكتوبري وحبلى ننتظر الوصول.
يكفي أن من يشاركوننا الوقوف ضد العدوان النهيوسعوديّ راهناً منهم كوكبة جنوبية كدكتورنا قاسم لبوزة ونجل حبتور والقنع وأحمد جريب وحسين زيد بن يحيى ومختار الضالعي وباقزقوز وصاحب القلم البديع أحمد الحبيشي وخالد باراس، والكثير فكلما انظر لمواقفهم ضد القصف والعدوان السعوديّ أفخر بهم.
أحب الجنوب لأنني ثائر وأحترم تجربة الثورة الاكتوبرية التي بدأت أولى شراراتها من ردفان كانت لبوزية. واليوم تلك الشرارة أوجدت معنا لبوزة جديدة ثائرًا جديدًا يقف صنديدا عنيدا ضد العدوان على اليمن.
من تلك الشرارة جاء اليوم د. قاسم لبوزة وطوابير جنوبية ضد الاحتلال الجديد ليس للجنوب فقط بل لليمن بشكل عام.
أحب الجنوب لِأَنَّ الجَنُـوْبَ هو المهد الأول لمدنية تعز.
لِأَنَّ الجَنُـوْبَ كان هو دار ومأوى التقدميين واليساريين.
لأنني أكره أي تمزيق لبلدي.
لهذا أغار على الجنوب.
أتألم على الفاتورة الكبيرة واليومية التي دفعها ويدفعها أبنائه من الماضي للحاضر.
أتألم عندما أشاهد قوافل من القتلى الذين يتم الزج بهم في الجبهات ضد إخوانهم لأجل قوى الاحتلال الجديد.
لأجل فطاحلة الفساد والاستعباد الوافدة من الشمال للجنوب (علي محسن والأحمر والزنداني وغيره)..
لم يبق لي في التخفيف من الألم سوى توجيه هذه الرسالة للجنوب أرضا وشعب.
أقوووووول:
أتمنى من أبناء هذا المربع أن يفهموا المؤامرة التي أشاهدها في هذه اللحظات بكأس عبلى وساعات النديم وتوثقها أناملي للتأريخ من خلال هذه السطور مخاطبا وناصحا محبا للجنوب لعلّ القدر يستجيب.
يا رموز الجنوب أتمنى منكم خُصُوصاً المشار إليها سلفًا، أن تدركوا أن الجنوب في ستينيات القرن المنصرم قال برّع يا استعمار. برّع، من أرض الأحرار برع.
ولم يقول حيا وسهلا بمن يحتل أرضي ويغتصب عرضي.. والثوابت تقول: من باع أرضه سيبيع عرضه.
فلا زلت أردد الكلمات الثورية للشاعر الراحل عبدالله هادي سبيت التي فاحت بثورة 14 أكتوبر ضد الاحتلال البريطاني للجنوب.
يا شاكي السلاح.. لاح الفجر لاح
حط يدك على المدفع. زمان الذل راح
الله والنبي.. وضد الأجنبي. ديني ومذهبي..
تذكّروا كلمات رجل عظيم في سقطرى ودوَّنتها ذاكرة الجنوب وهو سلطان جزيرة سقطرى عندما ساومه الطامعون على الجزيرة فكانت كلماته ترفض التفريط في الأرض.
تذكّروا أن الجنوب توحّدَ بكل شرائحه ضد الاحتلال الإنجليزي وها هو اليوم يعود عبر عملائه الذين كانوا بكندم خردته منهم الدنبوع.
توحد الجنوب بأناشيده الثورية والقتالية وَنحتت بوجداننا جَميعاً كما يرتلها المنشدون.
يا لحج يا ضالع.. يا عوذلي يا حر. يا أبين الأخضر.. هل اليوم أَصْبَح عكس ذلك؟؟
هل فترة الماضي كانت أَكْثَر وعياً من الحاضر؟!، أم أن القيم الوطنية قد ذابت وتحولت للعكس؟.
يا رموز المربع الجنوبي. ها أنتم تلمسون وتشاهدون اليوم أن الجنوب تفترسه القوى الاستعمارية السابقة واللاحقة، لكن عبر أَدَوَات إقليمية خليجية) (نهيوسعوديّة) وأَدَوَات داعشية داخلية وخارجية وبمشاركة من أطراف فاسدة متوحشة بالداخل، منهم هادي وعلي محسن والأحمر وكافة تيارات الوهابية الدموية حتى عفاش خلال الماضي، لكنني احترم مواقفه الأَخيرة المضادة للعدوان على قاعدة من تاب. تاب الله عليه وباب التوبة مفتوح، إن استمر.
يا رموز الجنوب.. مقابل ماذا تتركون اليمن عامة والجنوب خَاصَّة فريسة لأعداء اليمن والجنوب؟
مقابل بعض الكاش لقليل من المرتزقة.. الله المستعان أم لأجل خاطر الملكة الانجليزية.؟.
ها هم شهداء اكتوبر من لبوزة ومدرم وعبود يقولون لكم: الله المستعان ليس من أخلاقنا الثورية الترحيب للغازي المغتصب.. ولم يكن من أخلاقنا الوطنية أن نتاجر بالوطن.
كنت أتوقع من بعضهم أن تكون لهم خاتمة طيبة برفض الغازي الجديد ويكون لهم موقف وخاتمة وطنية وثورية مشرفة ضد أعداء اليمن، وضد أعداء الجنوب وبالذات ياسين سعود نعمان الذي في الأَخير بان أنه جربتشوف الاشتراكي ورجل الإم أي سكس البريطاني خُصُوصاً بعد أن أَصْبَح مسوقا للاحتلال وأداة للغازي الجديد.
ما يجري بالجنوب ليس تحرير يا أبناء الجنوب. بل احتلال لكن بطراز خليجي، ورائد ومهندس التسويق الخارجي. يا سينو.
أليس حراما أن يبقى الجنوب تنهش فيه هذه الوحوش دون إدراك أبنائه؟.
سيلعنكم التأريخ يا عملاء إذَا لم يكن لكم دور بطرد أعدائه والطامعين فيه من الخارج الذي يحتله اليوم ويهندس مشاريع توفر الفرصة لواشنطن من احتلال الجنوب بشكل مباشر.
أتمنى ممن أقصدهم أن لا يكونوا سببا لتمزيقه رغبة لشهية الخارج..
ان لا يكونوا سبباً لكل الجرائم التي تُرتكب بحقه كُلّ يوم.
لا يكونوا سببا في إحراق الجنوبيين بمعارك ضد اخوانهم من أبناء الشمال وكل يوم تحصد العشرات من أبنائه.
أتمنى أن تدركوا وتضعوا ببالكم أن الإمارات تستهلك أبناء الضالع وردفان والصبيحة باليمن خُصُوصاً من الجنوبيين في محافظة تعز وكلفت من الباطن السلفيين لرصدهم كمقدمة لاستهدَاف ما تبقى منهم وليس حباً فيهم والصاق الجرائم لأي طرف مجهول الهوية.
عليكم بنفس الوقت أن تدركوا أن السعوديّة تستهلك الجزء الآخر من أبناء أبين وشبوة وحضرموت في خوض حرب مع الخارج الطامع والمعتدي ضد الداخل من خلال الزج بهم بجبهات نجران وجيزان ومأرب والجوف، وقد كلفت أطرافا تتولى رصدهم وصيدهم بشتى الوسائل، منها حزب الإصلاح وتيارات تكفيرية أُخْرَى، إضَافَة لمراكز قوى الفساد والإرهاب المركزي علي محسن وهادي والأحمر. وأيضا تسخير بعضهم ضد حراكيي ردفان والضالع من خلال مشاريع الاغتيالات ورصد بعضهم وسط المعارك أَوْ من خلال إعَادَة إنتاج صراع 13 يناير 86م وتسويقه من جديد على قاعدة فرق تسد البريطانية؛ ليصبح أبناء الجنوب يقتل بعضهم البعض، كمقدمة لتقسيمه وفقا لبروفيل شرق أوسط جديد ليصل الخارج إلى أَهْدَافه بكل سهولة ويصبح الخاسر الأول والأَخير هو اليمن وأبناء الجنوب خَاصَّة، والمستفيد هو الخارج الطامع الذي يضخ لقليل من المرتزقة بالدرهم الإماراتي أَوْ الريال السعوديّ أَوْ الجنيه الاسترليني أَوْ الدولار الأمريكي.
لأن من يروج من الداخل لتدمير وقتل ما تبقى من نبض بجسد قضية الجنوب هم تجار الحروب وأعداء الحياة والإنْسَانية، هم ذاتهم من وقفوا ضد الجنوب صيف 94م منهم علي محسن، الأحمر، عفاش، العملاء من هادي وغيره وكافة التيارات التكفيرية الذين شوّهوا الوجه المشرق للجنوب.
يا رموز الجنوب..
كم أتألم على ما يجري اليوم بينكم وخُصُوصاً على الذين يذهبون دون إدراك أَوْ بدافع الحصول على لقمة عيش مع الاحتلال الخارجي الجديد ضد إخوانهم اليمنين ممن هم ضد العدوان الرجعي والإمبريالي، بل يزداد ألمي عندما اجدهم لم يفهموا المؤامرة التي تجري ضدهم وضد الجنوب برمته، وتشرف على التنفيذ الإمارات أَوْ السعوديّة وتدار من غرفة عمليات مشتركة أمريكية بريطانية..
أتمنى أن يفهموا ذلك ويقفوا ضد من أفتى بقتل واستباحة الجنوب ونهبه وسلبه وامتصاص ثروته والذين يقاتلون اليوم من الجنوبيين مع الأسف نجدهم دون خجل يرددون نشيد العمالة.
أمير النفط نحن يدك ونحن أحد أنياب.
ويسبحون بحمد كيان آل نهيان. هم أعداء الجنوب حتى وإن كنا انخدعنا بهم سابقا وَبجانبهم سماسرة وعملاء رخيص وهبوا أنفسهم للشيطان ضد الأوطان والإنْسَان ضد الجنوب بشكل عام.
يا رموز الجنوب ألم يشارك الدنبوع بقتل الجنوب مع قوى الفيد والفتوى؟
ألم يشاهدوا عبدالوهاب الآنسي ينهب أرضية البرتقالة بحضرموت؟.
ألم تشاهدوا بالجنوب نهب الأراضي وبيع النفط وجزء منه لجيوب علي محسن قائد العصابة العميقة؟.
أليست استثماراتهم غير المشروعة بدبي ومناطق السعوديّة على حساب نهب الجنوب؟.
الجنوب يا أبناء الجنوب يتعرض لمؤامرة بالغة الخطورة. ولم يدرك الكثير أن الصمت والغباء من فهم القضية جزء من القتل غير المقصود للقضية.
لهذا أتمنى منهم عامة، وردفان والصبيحة والضالع خَاصَّة، رفض المشاركة مع قوى الاحتلال الجديدة وأن ينتبهوا لخطورة التيارات التكفيرية التي بجانبهم.
أتمنى أن يقولوا لا والف لا لاستهدَاف الجنوب من الخارج وضد كُلّ من شارك باستهدَاف الجنوب صيف 94م أَوْ نهب ثرواته أَوْ أقصى أبنائه من الوظيفة العامة.
أتمنى من محمد على أحمد والقفيش وهيثم والخبجي والزبيدي وبقية القيادات الجنوبية أن يفهموا خطورة اللعبة الإماراتية والسعوديّة ويصحصحوا للقوى الداعشية التي حولت الجنوب إلى منتج ومصدر ومستورد لتجار السحل الدموي.
كما أتمنى أن تتحدوا ضد الغازي أبو عقال انتصاراً لصرخة الثائر العوذلي مدرم او لبوزة وعبود، ولا تتركوا فرصة لأَدَوَاته الرخيصة المطعونة بالوطنية وربما الشخصية. دنبوع.. رجل المخابرات البريطانية سابقاً والأمريكية حالياً أن يقدمهم فريسةً لأجل ثروة جلال غير الشرعية مقابل تقسيم الجنوب.
عليهم أن يفهموا أن عبده هادي ينفذ مُخَطّطاً ولا يمتلك أيَّ قرار ولا يحمل ذرة وطنية أَوْ إنْسَانية.
لهذا إنَّ توحُّدَ أبناء هذا المربَّع ضد الغزاة الوافدين من الخليج وطرد أذنابهم الدواعش والعملاء يشكل المدخل الحقيقي لإيجاد الحل العادل والشامل للقضية الجنوبية؛ لأن أعداء اليمن هم أعداء الجنوب، ومن يدعم ويغذي نشاط الداعشية فيه والمناطقية هو أعداء الجنوب، لكن طالما وهناك من أبنائه من يقفون اليوم ضد مشاريع الاحتلال والتمزيق لليمن بشكل عام ستتبخر المؤامرات التي تستهدف اليمن بشكل عام والجنوب بشكل خاص.