الخبر وما وراء الخبر

فلتكتب الأقلام وتنطق الأفواه !

163

بقلم / عبدالله الدومري العامري

التفاعل الشعبي مع فساد الحكومة بصرف أراضي لأعضائها أعاق ذلك فهل نتفاعل مع قضايا فساد النفط ؟

الجميع غضب وتفاعل وتحركت مشاعر غضبة على قرار الحكومة بصرف أراضي لأعضائها وبعد ذلك التفاعل قرر المجلس السياسي وقف ذلك القرار ووزراء في الحكومة أنفوا صحة ذلك القرار وأعلنوا تبرئتهم من ذلك القرار ، ليس ذلك إخلاصاً منهم وإنما خوفاً من محاسبة الشعب لهم ، كان الشعب يتوقع من هذه الحكومة أن تكون حكومة إستثنائية حكومة مبتكرة تستطيع تجاوز الوضع الاقتصادي ووضع الحلول والمعالجات التي تخفف من أعباء المواطنين ، ولكن للأسف فقد خيبت الحكومة ضنون الشعب .
لو نتفاعل جميعاً في قضايا فساد وزارة النفط وشركتي النفط والغاز لوقف ذلك الفساد ووقف الفاسدين عن نهب المال العام، لو نتفاعل جميعاً ونطالب الدولة بالضغط على الوزارات الإيرادية بتوريد الإيرادات إلى خزينة الدولة ،
أكثر من 7 مليار ريال تم نهبها من المال العام والبلد تتعرض لعدوان غاشم وحصار جائر ، تم نهبها في ضل الأوضاع الإقتصادية الصعبة التى يعيشها أبناء الشعب اليمني بسبب عدم صرف المرتبات ، سنوات ولوبي الفاسدين شركاء العدوان من الداخل يواصلون مسلسل فسادهم ونهبهم للمال العام ، طبعاً لا زالت هذة المليارات موجودة في جيوب وبدرومات وأرصدة الفاسدين في وزارة النفط وشركتي النفط والغاز ، فهل نستطيع أن نتفاعل مع قضية الفساد هذه مثلما تفاعلنا مع قضية فساد صرف أراضي لأعضاء حكومة الإنقاذ ؟ هل نستطيع أن نتفاعل وتتحرك أقلامنا وتنطق أفواهنا لتضغط على النيابة العامة بسرعة تحريك ملفات فساد النفط ومحاسبة الفاسدين وإعادة تلك المليارات المنهوبة إلى خزينة الدولة ؟ نعم جميعنا نستطيع أن نتفاعل ونكتب ونتكلم ونضغط إذا كنا نريد ذلك ، ألسنا جميعاً متضررين من ذلك الفساد ؟ ألسنا نشتري إسطوانة الغاز ب4500 ريال بينما سعرها الرسمي لا يتجاوز 1250 ريال ؟ ألسنا نشتري الدبة البترول ب5500 ريال ؟ من المستفيد من ذلك الفساد أوليس الفاسدين هم المستفيدين ! لماذا لا نقول لهم كفى فساداً لماذا لا نفضح أولئك الفاسدين الذين يتاجرون بمعاناة الشعب اليمني ؟ لماذا نسكت على فسادهم ونحن نعلم بأن سكوتنا هو سبب فسادهم ؟ من ماذا نخاف مالذي سيفعلونة بنا أكثر من ما أرتكب العدوان السعودي الأمريكي بحقنا ؟ لذلك لا خوف من الفاسدين الفاسد نفسه يخاف إذا تم فضح فسادة ، فلماذا نخاف نحن .
أخيراً فلنكن من أولئك الذين قال الله سبحانه وتعالى عنهم
( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) (104) (سورة آل عمران) وقوله تعالى: {فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا} (116) سورة هود، )صدق الله العظيم .

حفظ الله اليمن وأهله.
والنصر حليفنا بإذن الله.