الصمت المخزي والحصار الغاشم تعصف بـ الكارثة الانسانية في اليمن “تقرير”
فاتورة الحرب على اليمن يدفعها الشعب اليمني بروحه ودمه، وكلما طالت امد الحرب تكون كلفة هذه الفاتورة باهضة جداً، حيث ان الاوضاع الانسانية في اليمن تجاوزت الحدود العرفية في المنظمات الانسانية وبات يعرف اليوم، اليمن مهددة بـ “الكارثة الانسانية”.
استهداف السعودية للبنية التحتية اليمنية والمراكز الصحية بعد عامين من الحرب منذ مارس 2015م، مكن وباء الكوليرا من الانتشار بشكل سريع للغاية، وايضاً تحولت اليمن الى مجاعة يعاني منها الجميع.
حيث اعلنت منظمة الصحة العالمية واليونيسف وبرنامج الغذاء العالمي في بيان مشترك،
سجلت 400,000 حالة يشتبه بانها كوليرا وما يقرب من 1,900 حالة وفاة مرتبطة بتفشي هذا الوباء.
أصيبت مرافق الصحة والمياه الحيوية بالشلل نتيجة اكثر من عامين من الاقتتال، وهو ما خلق الظروف المثالية لانتشار الأمراض، هذا رغم ان العالم يعيش في القرن العشرين وبعدما شهدت العالم تطوراً نوعيا في علم الطب.
هناك أكثر من 99 في المائة من الأشخاص المشتبه بإصابتهم بمرض الكوليرا والذين يستطيعون الحصول على الخدمات الصحية هم الآن على قيد الحياة، وقد استقر عدد الأطفال الذين من المتوقع ان يعانوا من سوء التغذية الحاد المزمن على 385,000 طفل.
وكما تشير التقارير، لم يحصل اكثر من 30 الف عامل في مجال الصحّة على رواتبهم منذ اكثر من 10 اشهر، ومع ذلك لا يزال العديد منهم يؤدّون مهامهم.
وبحسب التقارير اليمن على حافة الوقوع في مجاعة، ويعيش أكثر من 60 في المائة من السكان غير متيقنيين على الحصول على وجبتهم القادمة، كما يعاني حوالي 2 مليون طفل من سوء التغذية الحاد ، سوء التغذية يجعلهم اكثر عرضة للاصابة بالكوليرا فيما تؤدي الأمراض لزيادة سوء التغذية.
مرارا، أعلنت منظمة الأمم المتحدة أن توقف الرواتب فاقم من انعدام الأمن الغذائي، إذ بات حوالي سبعة ملايين شخص (من أصل 27.4 مليون نسمة) عرضة للمجاعة، لكن المنظمة الدولية لم تفلح في تحقيق أي اختراق في جدار الأزمة.
لقد أدت الظروف المعيشية القاسية للنظام الصحي المشلول إلى آثار كارثية للمرضى اليمنيين، كان لأثر الحرب عواقب وخيمة بوجه الخصوص على الفئات الضعيفة كالنساء الحوامل والمواليد والأطفال الصغار، إن الأمراض التي كانت سهلة العلاج في اليمن يوماً ما أصبحت أشبه بحكم الإعدام اليوم، وكلها بسبب الحرب والحصار الغاشم.
وبالرغم من تزايد الإحتياج، ما يزال تأمين وصول المساعدات الإنسانية في اليمن صعباً للغاية بسبب العدوان والحصار وقصور الجهات المسؤولة والمعنية.
ويعتبر الحصار البري والجوي والبحري على اليمن مصدر قلق متزايد حيث أن اليمن تقوم باستيراد 90% من المواد الغذائية، ولا تدخل الواردات إلى البلاد بالمعدلات المطلوبة بسبب التأخير والقيود، مما يؤدي إلى إرتفاع الأسعار وحينها لا يتسنى للمواطن اليمني البسيط شراء المواد الغذائية المتوفرة، وليس بوسع المنظمات الإنسانية سوى تغطية جزء بسيط من هذه الإحتياجات.
*النجم الثاقب