الخبر وما وراء الخبر

جديد استراتيجية العدوان الأمريكي على اليمن

163

بقلم / محمد المنصور

اليوم وبعد فشل الحصار الظالم والإجراءات الاقتصادية العقابية الأمريكية السعودية التي فرضت على اليمن في مخالفة واضحة للقانون الدولي ، تأتي المبادرات الأمريكية المشبوهة لإنقاذ شرعية العدوان من السقوط والهزيمة بنتيجة الفشل في الجبهات العسكرية ، وبنتيجة ما يجري في الجنوب من فوضى وتصدعات بين مليشيات العدوان .

تحركات ولد الشيخ تأتي بدفع أمريكي واضح اعترف به السفير الأمريكي تولر تهدف أيضا إلى إنقاذ التحالف السعودي الإماراتي الذي أخذ بفقدان الكثير من أوراقه في الخلاف مع قطر على الواقع اليمني .

يخشى الأمريكي أن يكون للأزمة السعودية الإماراتية مع قطر انعكاساتها المباشرة على نسبة وحجم وجدية استمرار مشاركة عناصر حزب الإصلاح الإخواني في جبهات القتال ضد الجيش اليمني واللجان الشعبية .

ذهاب قطر بعيدا في صراعها مع السعودية والإمارات ومصر والبحرين له ولا شك تاثيراته على الاستراتيجية الأمريكية وحساباتها في اليمن والمنطقة حيث أن تلك الدول تنضوي جميعا في إطار التحالف الأمريكي العدواني على اليمن .

ما أعلنه السفير الأمريكي من تحركات يندرج أيضا في إطار محاولة صرف الأنظار عن ما تحققه اليمن من صمود ، ولامتصاص زخم انتصارات وانجازات الجيش واللجان الشعبية والقوة الصاروخية النوعية برا وبحرا كما في العمق السعودي المحتل .

من الواضح ان تصريحات السفير الامريكي تؤكد طبيعة العدوان الأمريكي المباشر على اليمن والتدخل في شؤونه الداخلية بأدوات إقليمية في مقدمتها السعودية والإمارات ، وأن الأمم المتحدة ومبعوثها اسماعيل ولد الشيخ مجرد عناوين يتم من خلالها إطالة أمد العدوان المجرم والحصار الظالم. على المستوى الوطني يجب التنبه إلى تصريحات السفير الأمريكي الذي يراهن على إيجاد انقسام داخلي يبني عليه تلك المخططات المشبوهة

التحرك الأمريكي الأممي بعناوين إنسانية ومعيشية يهدف كما هو واضح تمرير مؤامرة تسليم الحديدة التي سيترتب عليها انهيار داخلي ولا سمح الله يحقق ما عجز عنه العدوان في محافظات الشمال.

القوى السياسية الوطنية مطالبة اليوم بمزيد من الشفافية والوضوح لتعزيز وحدة الصف الوطني ونبذ الخونة والمغامرين بالوطن ومستقبله وتطبيق القانون دون استثناء.

التحرك الأمريكي التحالفي الجديد لم يعد يتحدث عن الحل السياسي للأزمة ولا عن مرجعيات الحل كالمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني ، ما يشير إلى دخول استراتيجية فصل المحافظات الجنوبية وتفتيت المحافظات الشمالية وشرذمتها بالغزو والاحتلال المباشر أو عبر ما سمي بالطرف الثالث الذي يراد تمريره بالنسبة للحديدة ، في سابقة لم تحدث في تاريخ الحروب والنزاعات حسب ما أعلم .