الخبر وما وراء الخبر

قراءة في خطاب السيد القائد وما تضمنه من أبعاد قومية واخلاقية

113

بقلم /أحمد يحيى الديلمي

لقد كان خطاب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في مناسبة الذكرى السنوية للصرخة خطاباً قوياً في المضمون وصريحاً في الموقف ،ويعكس حقيقة المشروع القرآني وتجسيده على أرض الواقع لمواجهة مخطط عدائي أمريكي إسرائيلي يستهدف الأمة بكاملها ويضع قوى الاستكبار العالمي أمام معادلة جديدة ستغير قواعد اللعبة في المنطقة.

وليس بغريب ان تتناول بعض الصحف الصهيونية لخطاب السيد وتخصص له مساحات كبيرة باعتباره تهديدا جديا للكيان الصهيوني ،لاسيّما وأن من يقف خلف العدوان على اليمن هي أمريكا وإسرائيل والذي يأتي خوفاً على مصالحها في المنطقة من القوة الصاعدة في اليمن “أنصار الله” الذين أصبحوا بمشروعهم القرآني قوة ضاربه في وجه قوى الاستكبار العالمي.

ويحمل الموقف الصريح الذي اتخذه السيد القائد ابعاداً دينية وقومية واخلاقية تؤسس لصحوة عربية واسلامية حقيقية وجاّدة تشق طريقها صوب فلسطين المحتلة وتحريرها بعون من الله تعالي ، فعندما يُعلن السيد عبدالملك المواقف الواضح تجاه فلسطين المحتلة والمقاومة الفلسطينية واللبنانية ويقول: “اننا حاضرون للمشاركة العسكرية إلى جانب المقاومة الفلسطينية واللبنانية في أي مواجهة مع العدو الإسرائيلي، وبان على العدو الإسرائيلي أن يحسب حساب شعبنا اليمني في أي مواجهة مقبلة مع حزب الله أو مع الشعب الفلسطيني، واننا نؤكد للسيد حسن نصر الله أنه رهانه على الشعب اليمني رهان في محله” ، فان ذلك الموقف الصريح يؤكد جّدية الموقف ويحمل ابعاداً منها :

 البُعد الديني والذي يجسد الاستجابة للأوامر الإلهية للتحرك لمواجهة أعداء الله من اليهود والنصارى ووجوب معاداتهم وهو ما يعني التأكيد على مواجهة الوجود الإسرائيلي ومشروعة في المنطقة ، والسعي نحو تحرير فلسطين المحتلة وتطهير المسجد الاقصى من دنس اليهود.

 البُعد القومي والعربي الذي يتعلق بالهوية والانتماء ، والذي يجسد موقف الشعب اليمني وكافة الشعوب العربية والاسلامية تجاه القضية الفلسطينية ، لاسيّما وأن هذا يأتي متوافقاً مع الموقف الذي اعلنه السيد حسن نصر الله في خطابه بمناسبة يوم القدس العالمي في إن أي حرب قادمة من العدو الإسرائيلي لن تكون محصورة في ساحة واحدة ، كما يعكس المسؤولية الجماعية للشعوب العربية والاسلامية للمواجهة الشاملة مع كيان العدو الإسرائيلي الغاصب، والتحرك لمواجهة المخططات الأمريكية للفوضى الخلاقة ومشاريع التجزئة والتقسيم للدول العربية، بعد ان وصل تعاطي الأنظمة العربية تجاه القضية الفلسطينية الى منعطف خطير وصولاً الى التطبيع العلني مع كيان العدو الإسرائيلي بعد إن ارتمت اكثر الانظمة في احضان المشروع الامريكي الاسرائيلي ،كما يؤسس هذا الموقف الصريح لتحالف حر لمقاومة الهيمنة الصهيوامريكية ومخططاتها ومنها ما برز مؤخرا بما يعُرف بالتحالف السني الذي اعلنه الرئيس الأمريكي ترامب بزعم مواجهة ايران، ليكمل اليوم السيد عبد الملك صورة المشهد ويصدم الاعداء بتأكيد شمولية المعركة القادمة التي ستتجاوز الحدود الجغرافية لمواجهة المشروع الامريكي الإسرائيلي.

 البُعد الاخلاقي ويعكس قيّم تتعلق بمبادلة الوفاء بالوفاء لقائد المقاومة السيد حسن نصر الله الذي كان له مواقف مشرفة من العدوان الأمريكي الصهيوخليجي على اليمن ، وأن اليمنيين يبادلونه الوفاء بالوفاء مهما كانت قساوة الظروف والعدوان الوحشي المفروض عليهم، وأنهم رهان في محلة وحليف يُعتمد عليه في الشدائد ، من منطلق التحرك الجاد بجانب المقاومة اللبنانية حزب الله في اي مواجهة قادمة مع العدو الاسرائيلي والاستعداد التام لقديم كافة انواع الدعم بما في ذلك ارسال المقاتلين اليمنيين. واللافت في ذلك أن السيد القائد قد أطلق هذا العهد وفي هذه المرحلة، رغم إدراكه أن اليمن على اعتاب مرحلة تصعيد عسكري جديد ضد الشعب اليمني وأن ذلك يأتي بإيعاز من وزير الحرب الأمريكي عندما قدم إلى المنطقة الأسبوع الماضي حيث شدد على ضرورة التصعيد حتى نهاية العام.