السيد عبد الملك الحوثي من صنعاء يضع النقاط على حروف خطها وصاغها السيد نصر الله من بيروت ومفادها الأقصى ملتقانا وفلسطين تجمعنا
بقلم/ إسماعيل المحاقري
في زمن الصمت والذلة والمهانة تغيرت المفاهيم وانحرفت البوصلة وافتقدت الشعوب العربية لهويتها وثوابتها الوطنية وأولوياتها ومبادئها الأخلاقية والإنسانية والدينية في ظل مساع حثيثة من قبل أنظمة الهوان المستبدة والظالمة لسلب شعوبها كل معاني العزة والكرامة والحرية وإجبارها على قبول التعايش مع العدو الصهيوني بصفته عدو عاقل مقابل الإيراني الجاهل والمقصود به محور المقاومة، وهي مقولة يروج لها النظام السعودي عبر جنرالاته ومسؤوليه المعنيين بالدفع بعجلة التطبيع مع هذا الكيان والنفخ في نار الصراعات الداخلية في البلدان العربية لإضعافها وتفكيكها إما بحروب الوكالة كما في سوريا والعراق وليبيا عبر الجماعات التكفيرية أو بالتدخل المباشر كما في اليمن.
ومن منطلقات ومبادئ أساسية وفي الذكرى السنوية للصرخة الركيزة الأساسية والمناسبة الأهم لدى أنصار الله في التحفيز واستنهاض همم الشعوب ضد قوى الهيمنة والاستكبار أطل السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطاب لينسف هذه المقولة، واضعا النقاط على حروف صاغها وخطها سيد المقاومة الإسلامية الأمين العام لحزب الله مرعب الصهاينة وقاهرهم في يوم القدس العالمي ، خاصة تحذيره لإسرائيل فيما اذا شنت حربا على لبنان، أو قطاع غزة، أو سورية، فمن غير المعلوم أن يبقى القتال لبنانيا إسرائيليا أو سوريا إسرائيليا، وقد يتم فتح الأجواء لعشرات الآلاف، بل مئات الآلاف للمجاهدين والمقاتلين من كل انحاء العالم العربي والاسلامي من العراق واليمن، ومن إيران وأفغانستان وباكستان ومختلف أنحاء الدول العربية والاسلامية.
ومن تحت الركام ورغم الجراح والألام جاء الرد اليماني مزلزلا وصادما للعدو الصهيوني وزبانيته في منطقة الخليج على لسان قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي الذي توجّه برسالة إلى السيد حسن نصر الله قائلاً له: رهانك على الشعب اليمني رهان في محله هم أخوتك ونحن معكم كما كنتم معنا، وذلك في معرض حديثه عن استعداد الشعب اليمني للقتال في أي مواجهة عسكرية جديدة مع كيان العدو لمساندة الشعب الفلسطيني أو مساندة المقاومة اللبنانية بكل جد وصدق ومن منطلق ثقافي وإيماني شدد السيد عبدالملك أن على العدو الإسرائيلي أن يحسب حساب الشعب اليمني في أي مواجهة مستجدة له في لبنان أو فلسطين.
وعلى هذا النحو عبر السيد عبد الملك عن موقف الشعب اليمني التواق لحمل راية التحرير في فلسطين وحماية مقدسات الأمة في زمن التطبيع والهرولة إلى أحضان الكيان الصهيوني الغاصب تحت مسمى محور الاعتدال الذي ترعاه واشنطن وتقوده السعودية وتدفع باتجاه على أسس طائفية وعرقية ومناطقية تسهم بشكل أو بآخر في أن تجعل من محور الممانعة وفي قلبه حزب الله الوريث الشرعي للمشروع القومي العربي والحامل الحقيقي لكل الاستحقاقات العربية والاسلامية ضد مؤامرات تهويد القدس وقضم الأراضي المحتلة وابتلاعها ومخططات أمريكا التقسيمية والتدميرية.
وبالنظر إلى هذه المتغيرات والمعادلات الجديدة فثمة تحول في المنطقة العربية من شأنه إعادة صياغة إقليمية جديدة لخريطتها السياسية والجغرافية كما يرى مراقبون لصالح محور المقاومة المتكئ على الانتصارات المتسارعة في سوريا والعراق واستمرارية ثورة البحرين المتقدة فضلا عن مسارات التصعيد شرق المملكة السعودية وما يقابل ذلك من تصدع في حلف يضبط ايقاعه الأمريكي الذي أخطأ التقدير هذه المرة بوضعه مسألة التبرأ من حركات المقاومة الفلسطينية واتهامها بالإرهاب صفقة محصورة بين دويلات الخليج لكسب الرضا الأمريكي لتكون شرطيها في المنطقة وهنا خاب البائع وبئس من اشترى.
والواقع والمنطق والمعلوم أن واشنطن لن تفشل في هذا وحسب بل وفي مشروعها الطائفي الذي يصب في مصحلة كيان مجرم لا يرى في امتداد محور المقاومة من لبنان وسوريا إلى اليمن والعراق إلا بداية النهاية الوجودية له في منطقة الشرق أوسطية والتي تشهد من التغييرات الجيو سياسة ما قد يضعف إن لم ينهي الهيمنة الأمريكية ويصحح الخلل في موازين القوى لمصلحة القضية الفلسطينية والقوى التي تحمل هم تحريرها.
وبحضور الشعب اليمني في الميادين والساحات العامة بمئات الآلاف رغم العدوان والحصار الجائر المفروض عليه منذ ثلاث سنوات للتضامن مع فلسطين وانتصارا للقدس الشريف صارخا بالموت لأمريكا والموت لإسرائيل والنصر للإسلام لأكبر دليل على أن هذا الشعب يملك من الرصيد الثوري والقومي والصمود والتحدي ما لا يتصوره أو يتخيله الأعداء وأنى لأمريكا وأذنابها أن تنال منه ومن إرادته.