الخبر وما وراء الخبر

الامتحَاناتُ العامة.. صفعةٌ جديدةٌ بوجه العدوان ومرتزقته

156

خصّصت الرقم (01252732) لاستقبال البلاغات الرسمية حول الاختبارات

وزارة التربية: هناك أَطْرَافٌ تسعى إلى تشويه الصورة المشرقة لطلاب اليمن عن طريق الأخبار الكاذبة والصور المفبركة

مطالبُ شعبيةٌ باجتثاث ظاهرة الغش وتوعية الطلاب وأولياء الأمور بمخاطر هذه الظاهرة السلبية المتكررة كُلّ سنة

استمرارُ التعليم وإجراء الاختبارات بموعدها للعام الثالث على التوالي في ظل العدوان والحصار والاقتصَادي

حكومة الإنقاذ تدينُ حملة التشويش المنظّمة التي تستهدفُ العملية الاختبارية الحالية للشهادتين الأَسَـاسية والثانوية

 

صدى المسيرة| خاص:

مع بدء عملية الامتحَانات نهايةَ كُلّ عام دراسي في اليمن، فإن الحديثَ عن ظاهرة الغش يصبح حديثَ الشارع، وسط مطالبات متكررة للقائمين على العملية التعليمية والتربوية بالوقوف إزاء هذه الظاهِرة السلبية التي من شأنها أن تهدد مستقبل الأجيال، والعمل بجدية في مواجهتها والحد منها ومحاصرتها وصولاً إلى إنهائها.

مع اقتراب موعد الانتهاء من تأدية امتحَانات الشهادتين العامة لطلاب وطالبات المرحلة الثانوية بقسميها العلمي والأدبي وكذا المرحلة الأَسَـاسية للعام الدراسي الحالي 2016 – 2017، التي بدأت الأسبوع الماضي، في تَحَـــدٍّ جديد لوزارة التربية والتعليم وفروعها في مختلف المحافظات والمديريات، حيث يعد العام الحالي هو الثالث الذي تجرى فيه الامتحَانات دون توقف في ظل العدوان والحصار الاقتصَادي الذي يسعى للنيل من كُلّ مقومات الحياة في بلادنا بما فيها قطاع التعليم، إلا أن صمود وصبر الشعب اليمني حال دون تحقيق أَهْدَاف العدو، معلنين استمرارَ أبنائهم وبناتهم في الدراسة بالرغم من كُلّ المعوقات والصعوبات التي يواجهونها، سواء المواطنين أَوْ المدرسين أَوْ الوزارة، بعد أن قام العدوان بنقل البنك المركزي إلى عدن، الأمر الذي أدى إلى حرمان موظفي الدولة من رواتبهم الشهرية ومصدر دخلهم الوحيد منذ ما يقارب العام.

وفيما يعد إجراء امتحَانات الشهادتين الثانوية العامة والأَسَـاسية هذا العام نجاحاً كبيراً وصفعةً قوية بوجه العدوان ومرتزقته، إلا أن ظهور حالات الغش بعدد من المراكز الامتحَانية في بعض المحافظات أظهرتها مقاطع الفيديو والصور التي تداولها الكثير من الناس في مواقع التواصل الاجْتمَاعي خلال الأَيّام الماضية، يجدد المطالبة من المسئولين في وزارة التربية والتعليم وكذا مدراء عموم مكاتب التربية بالمحافظات ومدراء المناطق التعليمية بالمديريات، سرعة العمل على إيجاد وسائل وخطوات تُنهي عمليات الغش في المراكز الامتحَانية وتفعيل مبدأ العقاب لكُلِّ مَن يساهم ويساعد الطلاب في الغش، بالإضَافَة إلى القيام بحملات إعلامية تهدف إلى توعية الطلاب وأولياء أمورهم بمخاطر هذه الظاهرة السلبية المتكررة كُلّ عام.

لقد أعاد إلى الأذهان الحديثُ عن تفشّي ظاهرة الغش في المراكز الامتحَانية هذا العام الدراسي، ذلك الجدل والاستنكار الشعبي الذي رافق امتحَانات الثانوية العامة والأَسَـاسية للعام الدراسي 2012 – 2013، بعد أن صارت حكومة باسندوة ووزير التربية فيها المحسوب على الإصلاح الدكتور عبدالرزاق الأشول، محطّ سُخرية الناس جراء اختلال العملية الامتحَانية آنذاك وتأجيل الامتحَانات في كُلّ مادة؛ بسبب تسرّب أوراق الأسئلة وتداولها قبل تأديتها، الأمر الذي دفع هذه الأخبار بأن تتصدر عناوين ومانشيتات الصحف اليومية كأكبر فضيحة لحكومة الإخوان التي عجزت عن ضبط العملية الامتحَانية رغم سيطرتها على كُلّ مفاصل وزارة التربية والتعليم ورغم الموازنة المالية الضخمة التي كانت ترصد لهذه العملية.

حكومة الإنقاذ تدينُ حملة التشويش للعملية الاختبارية

من جانبها أكدت حكومة الإنقاذ الوطني، عدم تهاونها مع أية محاولة لتعكير أجواء الاختبارات الجارية لطلاب وطالبات المرحلتين الثانوية والأَسَـاسية، مطالبةً المجتمع بالمشاركة المباشرة في الرقابة على هذه العملية والإبلاغ عن أي تصرف فردي أَوْ جماعي يسعى للتشويش على سير الامتحَانات.

وعبّر الدكتور عبدالعزيز بن حبتور- رئيسُ الوزراء، خلال الاجْتمَاع المنعقد أمس الأحد بصنعاء لمناقشة حملة التشويش المنظمة لقوى العدوان ومرتزقته التي تستهدفُ العمليةَ الاختبارية الحالية للشهادتين الأَسَـاسية والثانوية، بحضور مدير مكتب رئاسة الجمهورية محمود الجنيد، ونائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن اللواء جلال الرويشان، ووزير الدولة لشؤون مخرجات الحوار الوطني والمصالحة الوطنية أحمد القنع.. عبّر عن تقديره لوزارة التربية والتعليم وكوادرها على المستويين المركزي والمحلي على إدارتهم المسئولة والتأريخية للعملية الاختبارية الأَسَـاسية والثانوية، مشيراً إلى أن المسؤولية الأَخْلَاقية تحتم تجنيب الطلاب ومستقبلهم هذا النوع من المكايدات.

ولفت اجْتمَاعُ مجلس الوزراء، إلى أن بعض الصور والمقاطع التي تم تداولها عبر تلك الوسائل، هي لتصرفات محدودة جرت في سنوات سابقة وجرى توظيفُها في الوقت الراهن لأَهْدَاف واضحة، أبرزها التشويش على سير الاختبارات ومحاولة وصمها بالفشل؛ وذلك للفت الأنظار عن الانتصارات التي يحققها رجال الجيش واللجان الشعبية في الجبهات، مؤكدين على الحرص الكبير للمعلمين والمعلمات على القيام بهذه المسؤولية الوطنية وتحمل أعبائها رغم ظروفهم المعيشية الصعبة نتيجة عدم استلامهم مرتباتهم للأشهر الثمانية الماضية، مشيراً إلى أن ما تم الترويج له في مواقع التواصل الاجْتمَاعي وبعض الوسائل الإعلامية لا يمت بأية صلة للاختبارات الحالية.

 

منافقو العدوان يستهدفون طلاب اليمن

وحول هذا الموضوع أصدرت وزارة التربية والتعليم، بلاغاً أمس الأحد، أكدت من خلاله أنها ستتعامل بجدية مع أي بلاغ بوجود اختلالات في أي مركز اختباري سيصلها رسمياً، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية العقابية ضد مرتكبي تلك الاختلالات.

وأوضح البلاغ، أن الاختبارات هذا العام تتم بشكل منظم وينفذها فريقٌ متميز من التربويين والتربويات المتميزين والرائعين الذين تم اختيارهم وفق معاييرَ محددة، كما أن الوزارة لديها فريق إشراف محلي ومركَزي على كُلّ المراكز الاختبارية.

وأشار البلاغ -الذي حصلت “صدى المسيرة” على نسخة منه- إلى أن قيادة الوزارة تقوم بزيارات مفاجئة لمراكز اختبارية في كُلّ محافظات الجمهورية؛ للاطلاع عن قُرب على سلامة تنفيذ عملية الاختبار بالصورة الصحيحة، لافتاً إلى أن الاختبارات عمل وطني يجب أن يعمل الجميع لإنجاحه وإظهاره بالصورة المشرقة.

وكشفت قيادة التربية والتعليم، عن وجود أَطْرَاف تسعى إلى تشويه الصورة المشرقة لليمن وتشويه ما يبذله أبناؤنا وبناتنا الطلاب والطالبات من جد واجتهاد وهم يؤدون اختباراتهم النهائية، موضحةً أن تلك الأَطْرَاف عمدت، عن طريق الأخبار الكاذبة والصور المفبركة، إلى نشر الشائعات والأخبار الكاذبة التي تتحدث عن وجود اختلالات في العملية الاختبارية.

وأضافت الوزارة في بلاغها، أنه لو كانت تلك الأَطْرَاف صادقة كان الأولى بها إبلاغ وزارة التربية رسميًّا بتلك الاختلالات وتقديم الأدلة وسيتم التعامل مع بلاغاتهم بجدية ومحاسبة كُلّ مخالف، منوهة أن الهدف الأَسَـاسي لتلك الزوبعة في الإعلامية وفي مختلف وسائل التواصل الاجْتمَاعي هو تشويه صورة الطالب اليمني الذي عُرِفَ بالتفوق والإبداع في كُلّ الجامعات المحلية والدولية، مستغربةً من أولئك الأشخاص والجهات الذين يستهدفون وطنَهم ويضرون بمصلحته ومصلحة أبنائه وبناته، تنفيذاً لمُخَطّطات الأَعْدَاء الذين يسعون جاهدين إلى تدمير القطاع التعليمي عن طريق استهداف آلاف المدارس بالقصف المباشر من طيران العدو وتدميرها وقتل الكثير من التربويين والطلاب والطالبات ووصولاً إلى استهداف جُهد الطلاب والطالبات وتحصيلهم العلمي وشهاداتهم الدراسية، داعيةً الجميعَ إلى تحكيم عقولهم والى تغليب المصلحة الوطنية للبلد عن أية مصلحة أخرى وأن يعملوا لبناء الوطن لا لتشويهه وهدمه.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم في بيانها أمس، عن تخصيص الرقم 01252732 لاستقبال البلاغات الرسمية حول الاختبارات.

 

إجراءاتٌ ومراقبة المراكز مستمرة

وسعت وزارةُ التربية والتعليم منذ الوهلة الأولى لإجراء الامتحَانات هذا العام، بمواكبة هذه العملية ومراقبة سَيْرها في مختلف المراكز واتخاذ الإجراءات القانونية في حال وجود أيَّة اختلالات أَوْ مشاكلَ قد تؤدّي إلى عرقلة طلاب وطالبات المرحلتين الثانوية والأَسَـاسية من أداء امتحَاناتهم، وهذا ما كشفته الوزارةُ خلال الأّيَّـام الماضية عن طريق إعْلَانها بين الحين والآخر عن نقل مراكز امتحَانية من مكان إلى آخر، والتي كان آخرها هو إعْلَان الدكتور محمد السقاف وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع المناهج والتوجيه، يوم أمس الأحد عن نقل مركز أسماء الامتحَاني بمديرية عيال سريح إلى مركز أسامة بن زيد بمدينة عمران، مهيباً بطلاب وطالبات المركز الامتحَاني بمديرية عيال سريح الانتقالَ اليوم الاثنين لأداء الامتحَانات بدءً من امتحَان مادة الكيمياء في المركز الجديد.

كما قرّرت الوزارةُ يوم الخميس المنصرم 13 يوليو، نقل مركز الفلاح الامتحَاني بمديرية الرياشية إلى مركَز الخنساء للبنات بمدينة رداع، بالإضَافَة إلى نقل مركزين امتحَانيين بمديرية سنحان محافظة صنعاء، حيث أعلنت الوزارة يوم الثلاثاء الماضي 11 يوليو، بأنه تقرّر نقل مركَز محمد عبدالله صالح بالجرداء مديرية سنحان إلى مركَز عبداللطيف الحمد أمام مستشفى شهداء 48 بحزيز وَمركز 22 مايو ” القيم ” بحزيز إلى مركَز الهندوانة قبل معسكر السواد حزيز.