لماذا نصدِّقُ الدعاياتِ المغرضةَ؟!
بقلم / أحمد ناصر الشريف
تداولت بعضُ المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتمَاعي وكذلك بعض الفضائيات التي تعوّدت الاصطيادَ في الماء العكر وإحداث الفتنة وتصديرها للشعوب مؤخرًا تقاريرَ إخبارية مفادها أن تحالُفَ دول العدوان ممثلة في أجهزتها الاستخباراتية تعكِفُ على وضع مبادرات تفرض من خلالها أَطْرَافًا معينة على الشعب اليمني وإيصالها إلى الحكم تحت وصايتها.. وقد وجدت هذه الدعايات المغرضة من يهلل لها ويرحّب بها في الداخل اليمني،
غير مدركين أن العدوانَ الذي تتعرض له اليمن للعام الثالث على التوالي قد تم شنه بسبب رفض الشعب اليمني للوصاية الخارجية والمطالبة ببناء دولة يمنية حديثة تكون هي سيدة قرارها، معتبرين هذه الدعايات بمثابةِ إنقاذ لمَن فقدوا شعبيتهم وصاروا يخافون من الاحتكام لصندوق الانتخابات، وهو ما يؤكّد أن الطرف السياسي الذي لا يعترف بالآخر ويعمل على محاربته وافتعال المشاكل له؛ بهدف إزاحته عن طريقه وتوجيه الاتهامات الباطلة إليه هو الطرف الفاشل والعاجز وغير الواثق من نفسه وصولًا إلى كسب ثقة الشعب لإيصاله إلى السلطة بإرَادَة شعبية وليس بإرَادَة الخارج حينما يحصحص الحق وتُجرى الانتخابات البرلمانية والرئاسية والمجالس المحلية؛
وذلك لسبب بسيط، وهو أنه لا يمتلك رؤية ولا برنامجاً سياسياً يعرضه على الشعب وينافس من خلاله على ثقته.. وأيضاً فإن هذا الطرف الذي يلجأ إلى مثل هذا الأسلوب أَوْ النهج لإلغاء الآخر لم يؤمن بعدُ بالديمقراطية ولا بحُرية تقبُّل الآخر مهما كان متعارضًا مع توجهه الفكري والسياسي.