عودوا إلى العقل والمنطق
بقلم / محمد بن علي سالم طعيمان الجهمي
إلى الطرَف اليمني الآخر في الميدان.. إلى مَن استقبلوا أَنْصَــار الله بالعاصمة صنعاء بالنهار وخرجوا مُتَسللين بجنح الظلام بعد أن جلسوا على طاولة الحوار وقَبِلوا بالشراكة السياسيّة والاداريّة قبل أن تقررَ دولُ العدوان الحربَ.
إلى كُلّ المغرر بهم.. إلى كُلّ مَن جلب العدوان على وطنه وشعبه دون أي اعتبار للشرع والقانون والواجب والإنْسَــانيّة والقيم والإخاء.
إلى الجميع.. أبعَثُ إليكم بهذه الرسالة: التي أرجو فيها أن تعودوا إلى العقل والمنطق، خصوصاً بعد مرور ما يقارب من 3 أعوام من الحرب والدمار والقتل والحصار وبعد أن انشغل تحالُف ظهركم العدوان الداعم لكم بمشاكله الداخليّة والإقْليْمية وبدأ بالتصدُّع والتفكك؛ بسبب عدوانه الغاشم على اليمن وجرائمه البشعة المرتكبة بحق الشعب اليمني.
– نقولُ لكم تسلّلوا إلى الحلول بيننا وبينكم بدَلَ التسلُّل إلى الشعاب والجبال والالتفاف على الجبهات لتحقيق تقدم وهمي إعْلَامي تُرضون به حلفاءَكم الأجانب بكلفة من الدماء اليمنيّة المغرر بها في صفوفكم بعد عجزكم عن اختراق خطوط التماس المقابلة لكم من أبطال الشعب المدافعين عن الوطن وكرامة شعبه ضد العدوان وهيمنته الدولية وغير ذلك من قبيل المحاولات والمقاولات الماليّة هنا وهناك وغيرها من المناورات السياسية وعرقلة الحلول وعملية السلام.
– أَنْصَحُكم أن تبادروا بمَــدّ اليد إلى إخوانكم الصامدين في وجه التحدّي وقيادتهم وحكومتهم وحكماء اليمن قبل أن يتخلى عنكم ظهركم من الغزاة الذين جعلوا منكم سناناً لرمح أَهْدَافهم الإجْرَاميّة لاحتلال اليمن ونهب ثروته وتفتيت شعبه وفرض الوصايّة عليه.
– أَنْصَحُكم أن تعودوا إلى الطاولة التي جمعتكم بالحوار والشراكة.
– انظروا إلى الآثار التي خلّفتها نزوتُكم بجلب العدوان على بلدكم، ومنها احتلالُ الجنوب ومشروع ُالانفصال عن الوحدة!، وكيف ضيّعتم نصفَ اليمن الجنوب” وقدمتموه للاحتلال والانفصال على طبق من ذهب وبثمن نهرٍ من الدم اليمني وأطلال من الدمار على حساب شعبكم ووطنكم الغالي!
– انظروا إلى الأطماع التي تحقّقت على أيديكم لأَعْدَاء اليمن من انقسام البيت اليمني وإدخال البؤس والحرمان على مستوى الأسرة الواحدة وتقطيع شريان الحياة والأواصر وإلحاق الضرَر بالنسيج الاجتماعي.
– اتقوا اللهَ في الأنفس اليمنيّة والأرواح التي تزهق بسبب استعادة سُلطة ونفوذ وقرار ومصالح شخصيّة، علاوة على خسارة الشجعان والأبطال اليمنيين الذين كان بمقدورهم بمعية الله تقديم العون للقضايا الإسْلَاميّة والعربيّة وتحقيق سيادة اليمن وحماية مصادر الثروة خلال ربع فترة الحرب الداخليّة في ظل وحدة الصف ونبذ الفرقة والتناحُر.
– وبعد مُضي ما يقارب من 3 أعوام من الحرب انكشفت لُعبة الشمّاعة الإيرانيّة التي دمّرتم بها اليمن وأَصْبَحت إيران ملاذاً لإحْدَى دول الخليج وإحْدَى دول التحالف المعادي لبلدكم بعد انقلاب دول المقاطعة عليها، وها هم يختارون الحوارَ لتسوية نزاعاتهم بحضور إيران الفعلي إلى جانب دولة قطر، الأمر الذي يكذّب مزاعم العدوان على اليمن.
– هل استوعب عقلُكم سياسةَ الأمر الواقع ومستجدات الأحداث هل تكشفت لكم خيوطُ اللعبة؟!، ألا يكفيكم استلهامُ الدروس والعبر من قمة الرياض الأمريكيّة الخليجيّة وما تمخض عنها من رسائلَ؟.
– لا زالت الفرصة سانحة أمامكم فإننا ممثلين بقيادتنا والمجلس السياسي وحكومة الانقاذ نمُدُّ اليدَ بالعفو وللحوار وللشراكة والحل السلمي باستمرار رغم الجراح والألم، ويؤسفنا أنكم لم تلتفتوا إلى إقامة الحُجَج التي نتخذ منها شاهداً عليكم أَمَام الله والشعب وأحرار العالم وتقابلونها بالسخريّة وتصفونها بالضعف وتسوّقون ذلك إلى استنزاف حلفائكم الأجانب المعتدين علينا.
– خلاصة القول:
ندعوكم إلى الحل، ونُشهِدُ الله عليكم، ونحمِّلُكم كامِلَ المسئوليّة وتبعات التصعيد والأعراض وسفك المزيد من الدماء اليمنية.. واللهُ من وراء القصد.