الخبر وما وراء الخبر

زمنُ كشف الحقائق

192

بقلم / عبدالله أحمد الجنيد

ها هو الحق تجلّى وأشرَقَ نورُه بأنصع صورة، وها هو الباطلُ قد كشف لنا عن زيفه ووجهه القبيح ولم يعد يُخفي من أهدافه ومشروعه الخبيث شيئاً.

وها نحن اليوم نشاهد الدول العربية التي تحالفت وشاركت وتآمرت ودعمت ومولت الحرب علي اليمن وسوريا والعراق تتمزق وتتفكك وتتصارع وتتراشق الاتهامات فيما بينها وها نحن نشاهد عجائب الله وقدرته تتجلى فيهم.

وسنشهد صراعاً بين قوى الاستكبار والإجرام العالمي التي رعت وسلّحت وحمت هذه الدول الداعمة لاقتصادهم والمنفذة لمشاريعهم الارهابية في المنطقة تتصارع لحماية ابقارها الحلوبة فترامب قد فتح شهيتهم اكثر للحليب.

يقول الله تعالى عنهم : ((بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لّا يَعْقِلُونَ. كَمَثَلِ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)) سوره الحشر الآية (14)

إنا أعداء هذه الأمة الإسلامية وأعداء الإنسانية إلى زوال فهذا الزمن ستنكشف فيه حقائق و تنجلي أقنعة وتتساقط الاوراق وينكشف المخفي والمستور ليرى العالم كله بمختلف دياناته السماوية نور الحقيقة ساطعة جلية فوعد الله حق لو عملوا ما عملوا يقول الله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) سورة النور/ الاية (55)

اليوم لا عذر للجميع امام الله ولا عذر للمستضعفين إذا لم يخرجوا لحقوقهم طلبا، اليوم نحن في معركة مصيرية معركة بين الحق والباطل فقد احتشد الكفر كله لمواجهة الايمان كله

اقول لجماعة الاخوان وجناحهم حزب الاصلاح في اليمن ماذا بقى لديكم بعد أن تم تصنيفكم في قائمة الارهاب فعليكم مراجعة أنفسكم والتوبة فالتوبة باب الله المفتوح الذي لا يغلق والله يحب التوابين ويحب المتطهرين فأنتم اليوم امام خيارين يقول الله تعالى: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا) سورة الكهف الآية (29)

اما آن الأوان أن تعودوا الى رشدكم ووطنيتكم وتكونوا بين أبناء شعبكم الوفي وتقفوا بحزم يدا بيد وليس متفرقين في مواجهة الظالمين والمستكبرين اما آن الأوان وانتم تشاهدون هذه الحقيقة المرة التي وقفتم معها ضد وطنكم وابناء شعبكم كيف تخلت عنكم ورمت بكم اما أن الأوان بأن تقولوا لهم لا وكفى قبل فوات الاوان قبل أن ينالكم غضب الله في الدنيا والاخرة ويلعنكم شعبكم ويلعنكم التأريخ.

يقول الله تعالى: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ).