الخبر وما وراء الخبر

انتهاء مهلة الرد على المطالب.. قطر تواجه تصعيد الدول المقاطعة بعمق العلاقة مع واشنطن

140

تنتهي اليوم الأحد مهلة الـ10 أيام التي أمهلتها الدول المقاطعة لـقطر لتنفيذ المطالب الـ13 فيما أظهرت الدوحة وسط رفضها للمطالب عمق علاقتها بواشنطن.
ووفقا لوكالة الصحافة الفرنسية، فقد أعلنت الدوحة عن صفقات تجارية بقيمة مليارات الدولارات مع أميركا، كما أنها أضاءت برج إمباير ستايت بيلدينغ في منهاتن بألوانها الوطنية، للتأكيد على عمق العلاقة التي تربطها بواشنطن.

وعمدت قطر في سعيها لمقاومة التقلبات الدبلوماسية إلى تكتيك تطبقه الرياض منذ زمن طويل، وهو شراء حصص في الاقتصاد الأميركي.
وقبل أسبوعين، أثارت قطر مفاجأة في وسط الأزمة الدبلوماسية في الخليج، إذ أعلنت أن شركتها الجوية العامة تعتزم شراء 10% من رأس مال شركة “أميريكان إيرلاينز”، أكبر شركة طيران في العالم، كما وقعت قبل ذلك بقليل عقدا بقيمة 12 مليار دولار لشراء 36 مقاتلة “إف-15” من إنتاج شركة “بوينغ”. وإن كانت هذه الصفقة لا تمثل سوى قيمة يسيرة بالمقارنة مع عقود التسلح البالغة 110 مليار دولار التي أبرمت بين الولايات المتحدة والسعودية، إلا أنها كافية للفت انتباه رجال الأعمال الأميركيين.

وقالت الخبيرة في معهد “ميدل إيست إنستيتيوت” رندة سليم “لديهم أذرع في كل مكان، إنّه أمر مدهش”.
وتحتضن قطر قاعدة العديد، أكبر قاعدة جوية أميركية في الشرق الأوسط، تضم مقر القيادة الأميركية الوسطى التي تشرف على القوات الأميركية في المنطقة، كما تستضيف الدوحة فروعا لمراكز دراسات مرموقة من واشنطن، مثل معهد بروكينغز ومركز لجامعة جورج تاون.

في ظل هذه الظروف، فإن كان ترامب اتهم قطر في تغريدة في مطلع يونيو بتمويل الإرهاب، غير أن وزارة الدفاع (البانتاجون) أكدت للدوحة الدعم الأميركي، فيما سعت وزارة الخارجية إلى خفض حدة التوتر بين السعودية والإمارة الصغيرة.

وقالت رندة سليم “من المؤكد أن البيت الأبيض لا يبدو مؤيدا لهم، غير أن وكالات أخرى واسعة النفوذ تقف بجانبهم، أقله حتى الآن”.
وأضافت “إن قطر لا تحظى بالدعم مائة بالمائة، لكنها تحظى بأذن صاغية” في واشنطن.

غير أن السعودية، ثاني مصدري النفط إلى الولايات المتحدة والحليفة الكبرى لواشنطن، تحتفظ بموقع مميز.
ورأى روبرت بليشير من “مجموعة الأزمات الدولية” أنه “إذا ما قارنا حجمهما الديمقراطي والمالي”، فإن قطر “ستكون على الدوام الأضعف” بالنسبة إلى السعودية.

ولفت جيمس جيفري من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إلى أنه “حين يكون هناك مشكلة استراتيجية كهذه، فإن الموقف الأميركي التقليدي مفاده “لا يهمنا من الذي يشتري الحصص”.
لكنه أقر بأن الإدارة الأميركية الحالية بالذات قد تكون توجه رسائل مفادها أن علاقات العمل لها وزن كبير.