صحيفة روسية: الولايات المتحدة تنوي عبر الأمم المتحدة شرعنة غزو الدول
نشرت صحيفة “إيزفيستيا” الروسية مقالا، كتبه أندريه أونتيكوف، عن إصرار واشنطن على توسيع قائمة المنظمات “الإرهابية”، الأمر الذي سيسمح لها بتنفيذ عمليات خاصة في الدول الأخرى.
صرحت مصادر دبلوماسية روسية لـ “إيزفيستيا” بأن واشنطن تدعو إلى إضافة الفروع الإقليمية لـ “القاعدة” و”داعش” إلى قائمة الأمم المتحدة للمنظمات “الإرهابية”. ويشير الخبراء من جانبهم إلى أنه في حال نيلها الموافقة على هذه الدعوة، فإن الولايات المتحدة ستتمكن بموجب التشريعات القانونية الأمريكية من القيام بعمليات خاصة في البلدان الأخرى. أي أن واشنطن سوف تستخدم توسيع قائمة المنظمات الإرهابية لإضفاء الشرعية على تدخلها في شؤون الدول الأخرى.
وأضافت هذه المصادر أن روسيا وعددا من الدول الأخرى، ومن بينها مصر، التي تحارب “القاعدة” في شبه جزيرة سيناء، تعارض بشدة المقترح الأمريكي خوفا من محاولات واشنطن التدخل في شؤونها الداخلية. وترى القاهرة أن إدراج الفروع الإقليمية لـ “القاعدة” في القائمة الدولية يعني الاعتراف بعجز السلطات المحلية منفردة عن محاربتها.
وأضاف أحد المتحدثين أن روسيا أيضا تنظر بعين الشك إلى هذا المقترح؛ لأن المجموعات الإرهابية التي تنسب إلى “القاعدة” و”داعش” ليست كثيرة، وتستطيع سلطات البلدان محاربتها بنفسها من دون مساعدة خارجية.
صحيح أن لـ “القاعدة” فروعا عديدة من بينها “القاعدة في بلدان المغرب الإسلامي” وفي شبه الجزيرة العربية، وأن عشرات المجموعات الإرهابية أعلنت مبايعتها لـ “داعش”، ومن بينها “ولاية القوقاز” في روسيا. بيد أن مسألة تصنيف المجموعات التي تخوض الصراع المسلح حساسة جدا، نظرا لإنشاء إدارة لمحاربة الإرهاب في الأمم المتحدة. كذلك، فإن من غير الواضح كيف ستتفق الدول على اعتبار أي من المجموعات إرهابية، وخاصة أن هذا يمس عددا من المجموعات والمنظمات التي تعدُّ في بعض الدول إرهابية وفي دول أخرى غير إرهابية.
ووفق رأي الخبير العسكري أنطون لافروف، فإن سعي الولايات المتحدة إلى توسيع القائمة الدولية للمنظمات الإرهابية تمليه رغبتها في إضفاء الشرعية على تدخلها في شؤون الدول الأخرى؛ لأنه “لا يحق للبنتاغون شكليا القيام بأي عملية على أراضي الدول الأخرى من دون إعلان الحرب. لكن حقوقيي البنتاغون عثروا في عام 2001 على ثغرة لتجاوز هذا الأمر. وأصبحت الوحدات الخاصة تستطيع القيام بعمليات على أراضي الدول التي تنشط فيها مجموعات إرهابية.
وقد أصبح معلوما أن البنتاغون وضع قائمة بأسماء هذه المجموعات ونفذ ضدها عمليات عسكرية.
لكن الوحدات الخاصة التابعة للبنتاغون تملك الحق في محاربة تلك المجموعات المدرجة في القائمة التي وضعتها الأمم المتحدة فقط، – كما أوضح الخبير.