الخبر وما وراء الخبر

نُبل السيد ولؤم الإخوان

203

بقلم/ صالح مقبل فارع

عندما تناقش وتحلل موقف السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي وموقف الإخوان المسلمين “حزب الإصلاح” تجاه قطر تجد النُّبل واللؤم في الموقفين.

قطر المعروفة التي أعلنت العداوة للسيد وقاتلت المسيرة واتهمته بالولاء لإيران والفرس, ووصمت أصحابه بالمليشيات والانقلابيين, وهي إحدى دول التحالف وعاصفة الحزم فقاتلته وشنت عليه الغارات ودمرت وحرضت وسخرت كل إعلامها “الجزيرة وغيرها” ضده على مدى أكثر من عامين.

وعندما وجدت قطر نفسها وحيدة هذه الأيام وتحالفت ضدها أخواتها من دول الخليج فحاصرتها وقطعت العلاقات معها..

في هذه اللحظات الحرجة لقطر كان من المفروض أن يفرح السيد ويعلن موقفه ضدها ويقاطعها كما فعل حزب المؤتمر كونه يتخلص من عدو لدود..

لكنه وضع الضغائن والأحقاد والعداوة وما فعلته به قطر على جنب وخاطب قطر كرجل ناصح فأظهر النُّبل والأخلاق الرفيعة وترفّع عن التشفّي, ومَثّل المكارم التي جُبِل عليها, فأظهر موقفًا مناصحا ومساندًا لقطر ولم يتخلّ عنها. بل وضع لها خيارين وطرح لها حلا لتخرج من أزمتها فقال إما تختار السِّلّة أو تختار الذلة..

وهذا غاية النُّبْل التي لا يشتمل عليها ويتحلّى بها إلا آل البيت عليهم السلام..

تماما كما فعل محمد بن زيد بن علي لمحمد بن هشام بن عبدالملك في الماضي..

من جانب آخر نجد الإخوان المسلمين “حزب الإصلاح” الذين دعمتهم قطر بالمال والسلاح فتبنّت موقفهم وذللت لهم كل الصعاب ودعمتهم ماليا ومعنويا ولوجستيا وسخرت إعلامها للدفاع عنهم ولصالحهم وقاتلت وخربت اليمن لأجلهم ومن أجل أن تعيدهم إلى اليمن ووالتهم ووالوها وقاطعت كل الدول الخليجية لأجلهم. وأصبحت منبرا لهم..

وعندما واجهتها الدول الخليجية وأمرتها بمقاطعة الإخوان والتخلي عنهم رفضت قطر فأصبحت وحيدة..

ففي هذه اللحظات وفي وقت الحاجة إليهم كان من المفروض أن يقف الإخوان إلى جانبها ولكنهم تخلّوا عنها فقاطعوها ووقفوا بجانب عدوها وأعلنوا الحرب عليها, فلم يجازوا الإحسان بالإحسان..

وهذا الموقف الذي تمثل به الإخوان هو قمة اللُّؤم والخساسة التي لا يتحلّى بها إلا كل لئيم..

وقد صدق الشاعر العربي حين قال:

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته * وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا.

فالإخوان ظهروا لئاماً.. والسيد ظهر نبيلاً. وشتّان ما بين الخُلُقَين.

لكم الله أهل البيت كم أنتم كريمو أخلاق..