لماذا سقطت أبين تحت سيطرة القاعدة ؟! 15-10-2015
ذمار نيوز : حصاد اليوم : بينما لا تزال وسائل الإعلام التابعة للسعوديين والموالية لهم، تحتفي بما وصفته “تحرير عدن”، سقطت المحافظة الجنوبية الثانية- بعد حضرموت- في قبضة تنظيم القاعدة.
اليوم الأربعاء، وبالتزامن مع الاحتفال بذكرى ثورة الـ14 من أكتوبر، اقتحم مسلحو التنظيم الإرهابي المجمع الحكومي في مدينة زنجبار- عاصمة المحافظة، وسيطروا عليه. ولم يكن هذا التطور مفاجئا؛ فكل الأجهزة الأمنية على علم بانتشار مسلحي التنظيم في كل من زنجبار وجعار خلال الأيام الأخيرة!!
سيقول التاريخ إن رمز حضور الدولة في أبين سقط، تحت زخات الوعود الخليجية – والسعودية بالتحديد- التي زادت غزارتها مع انسحاب الجيش واللجان الشعبية من المحافظات الجنوبية.
والتوقيت، كما سيؤكد المراقبون، مهم. .
فالحراك الجنوبي في حضرموت أطلق بالأمس فقط إنذاره الأول للتنظيم، الذي قام بحملة مداهمات واعتقالات طالت ناشطين وإعلاميين في المكلا.
كما أن حبر قرار هادي الأخير بشأن “تشكيل لواء القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب في عدن” لم يجف بعد.
بينما فرّ بحاح من عدن، بعد ضربة داعشية مزدوجة، شم “الشرعيون” ورعاتهم دخان حرائقها في الرياض وأبوظبي وأسطنبول والدوحة.
أما حكومة بحاح ذاتها، فتشهد انقسامات “شللية”، وتنشغل بصراعات داخلية شرسة بين أعضائها؛ ما جعل ارتباكها وعجزها عن معالجة مشكلات المحافظات الجنوبية أكثر من واضح.
لا يمكن قراءة سقوط أبين تحت سيطرة القاعدة، خارج هذا السياق؛ فمتى ما غابت الدولة – أي دولة- أو ضعفت قبضتها، تكشر الجماعات المسلحة عن أنيابها، وتجد الفرصة سانحة للانقضاض على كل شيء!
لكن الإعلام السعودي، لن يعدم شماعة ليعلق عليها فشل الغزاة، ولن يعجز عن تغطية الحقائق الجلية، حول تواطؤ الرياض مع الإرهاب والإرهابيين.
سيقال إن (الرئيس صالح) هدد البارحة، وأطلق “خلاياه النائمة” اليوم..
هل فهمتم الآن، مغزى تصريحات رياض ياسين بالأمس، حين قال عن الرئيس صالح: “يبدو الآن أنه سيحرك المنظمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة”!!