دعشنة عدن المحتلة
بقلم / أحمد الحبيشي
في تاريخ 20 يونيو 1967 سقط حي كريتر تحت سيطرة ثوار 14 اكتوبر لمدة 16 يوما ، واضطرت الحكومة البريطانية الى إرسال قوة خاصة من قاعدة كيب تاون في جنوب افريقيا لاستعادة المدينة بقيادة الميجور Mad Mitch المعروف إعلاميا في الستينيات باسم (ميتش المجنون) !!
قام الفنان الخالد محمد سعد عبدالله بتخليد ذكرى تلك المعركة الإسطورية بأغنية من كلماته وألحانه جاء في مطلعها ( ولا بتنتسي يا يوم عشرين) فيما قام الفنان الكبير محمد مرشد ناجي بتخليد ذلك اليوم بأغنية من ألحان وكلمات محمد سعد عبدالله أيضا جاء في مطلعها ( قائد الجيش البريطاني المسيكين ارتبش .. يوم عشرين الأغر ضيع صوابه).
بعد الاستقلال قامت السلطة الجديدة بتخليد ذكرى تحرير حي كريتر باطلاق اسم عشرين يونيو على معسكر الشرطة العسكرية في كريتر.
وفي عهد الاحتلال السعودي الإماراتي ، تم تسليم معسكر عشرين يونيو في كريتر لتنظيم (القاعدة والجماعات السلفية المنخرطة في ما يُسمّى (الحزام الأمني) بقيادة الإرهابي هاني بن بريك بعلم ومعرفة محافظ عدن المعزول عيدروس الزبيدي .. حيث أصبح هذا المعسكر ثكنة عسكرية إرهابية يتم فيها تعذيب وتغييب عشرات الشباب من أبناء عدن بذريعة الكفر والشرك والإلحاد.
في هذا السياق قام مدير عام أوقاف عدن (السلفي البريكي) المُعيّن بقرار من عيدروس الزبيدي وسلطات الاحتلال ، في الأسبوع الماضي بتعميم خطبة ألقيت يوم أمس الجمعة في مساجد عدن ، تُجيز قتل الكفّار والملحدين خارج إطار سلطة القضاء.
الخطبة تقول إن الكافر والمشرك والملحد لا يجوز دفنه في مقابر المسلمين ، وإذا مات في بلده دون أن يُقتل ، فإن غضب الله سيعم أهل تلك البلدة !!
في ظلّ هذه الأجواء التي تسود عدن، أُثيرت في الأيام الماضية أنباءٌ عن تعذيب وانتهاكات تمارس بحق أسرى ومعتقلين في سجون سرية تديرها القوات الإماراتية في عدن.
وتداولت وسائل إعلامية للمرة الأولى معلومات عن انتهاكات جسيمة مرتكبة من قبل قوات أمنية ومجموعات مسلحة تتبع بشكل مباشر قيادة قوات الاحتلال في عدن .
وتكشف هذه المعلومات تورط عسكريين واستخباريين إماراتيين في عمليات تعذيب شديدة طالت مواطنين يمنيين في سجون سرية داخل بعض المعسكرات في عدن وحضرموت ، إضافة إلى استمرار عمليات الدهم والترحيل.
المصادر التي تحفظت على كشف هويتها خوفاً من عمليات الاعتقال، أكدت أن القوات الإماراتية في عدن متورطة بصورة مباشرة في انتهاكات حقوقية، بينها عمليات اختطاف وإخفاء قسري واعتقالات تعسفية، إضافة إلى عمليات تعذيب مورست داخل مقر القيادة العسكرية الإماراتية في عدن.
وقالت المصادر إن الانتهاكات تبدأ منذ اللحظات الأولى للاعتقال من دون مبرر، ومن خلال عمليات دهم المنازل عن طريق قوات أمنية إماراتية وميليشيات سلفية ، مؤكدة أنه يجري نقل المختطفين بتهمة الكفر والشرك والالحاد إلى السجون التابعة للسلطة المحلية قبيل نقلهم إلى السجن السري التابع للقوات الإماراتية.