الخبر وما وراء الخبر

بيعة أمريكية عربية اسلامية لـ إراقة الدماء في فلسطين واليمن

167

ذمار نيوز |النجم الثاقب 22 مايو، 2017

ان السعودية ملتزمة بعمليات السلام في كلا من فلسطين واليمن، لكن هذه العمليات تمت بـ قتل الفلسطينيين على ايدي الكيان الصهيوني وفي اليمن على ايادي التحالف العربي بقيادة الرياض.

حيث قال وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير في 18 مايو 2017م، إن السعودية على يقين بأن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب يعلم أن السعودية تريد حلا وصفه بالمبتكر للقضية الفلسطينية.

لكن السؤال هنا، اي حل مبتكر؟ ماذا يريد ان يقدم ترامب للفلسطينيين بعد ان اصبحت القيادات العربية والاسلامية، امريكية اسرائيلية؟ والاهم، ماذا قدموا العرب للقضية الفلسطينية في القمة بـ السعودية؟ …اسألة تربك العالم الاسلامي والعرب، والجواب خطير وغير مقبول وربما ستلاحق هذه الاجوبة اتهامات باطلة.

في الحقيقة، ان ما يجري في الاراضي المحتلة الفلسطينية لا تخفى عن انظار العالم العربي والاسلامي، لكن السيطرة الامريكية الاسرائيلية على القيادات العربية الخليجية اجبرتهم على الصمت والاطاعة.

حيث يرى المراقبون، ان زيارة ترامب ابتداء الى السعودية ومن ثم الى الاراضي المحتلة الفلسطينية، بمثابة حمل رسالة تجديد البيعة العربية الاسلامية للكيان الصهيوني وايضا اخذ وثيقة منهم للتحرك باتجاه الملف اليمني التي تبنى على اراقة المزيد من الدماء.

باعت العرب ضمائرهم خوفا على كراسيهم ومناصبهم بالنسبة للقضية الفلسطينية وايضا اليمنية، وان الملف الفلسطيني واليمني اليوم اصبح منسياً بين العرب والمسلمين، حيث قضية الارهاب المصنوعية أمريكيا هي التي الان باتت تتصدر قضايا المنطقة في قمة العربية الاسلامية الامريكية.

حيث يرى المراقبون ان استراتيجية صناعة الارهاب كان لها عدة اسباب، ومن اهمها:

-اداة لتهديد حلفاء امريكا واسرائيل في المنطقة

-قضية لنسي الملف الفلسطيني

– يد حديدية لضرب الخصوم وتصفية الحسابات

يعلم الجميع ان صناعة الارهاب تعتمد على عدة أمور في مقدمتها وجود فكر شاذ متطرف تكفيري كذلك وجود جهات داعمه وممولة ومجهزة لهذا الفكر أبالاضافة الى خلق بيئة مناسبة لنشوء وقبول هذا الفكر المتطرف كالظلم والفساد والفقر والطائفية .

حين واجهت الولايات المتحدة ضربات الحادي عشر من سبتمبر، تحرك القرار الأمريكي لمواجهة ما يسميه بالإرهاب ضمن مطالبة الدول بالتحالف مع الولايات المتحدة، دون أن تقدم الإدارة الأمريكية خطة تحدد مفهوم الإرهاب، وصور معالجاته , بل تمثلت الحركة الأمريكية في ترسيم ( العنف والعنف المضاد ) كخيار للعالم، ومن المؤكد أن الإدارة الأمريكية مع شمولية نظرتها في تصنيف الإرهاب، وأن كل من يعارضها سيكون ملاحقاً في هذه الحرب، التي قد تأخذ في البداية تجارباً على مجموعة من الضعفاء، كما أن هذه الحرب لن تقف – حسب طموح إدارة الصراع في الولايات المتحدة – حتى تنتهي كل أشكال الاستقلالية والطموح الذي يختار مساراً آخر قد لا تتذوقه الإدارة في الولايات المتحدة، وهنا فإن الاصطدام الأمريكي لن يكون بدول العالم الإسلامي فقط – التي حافظ الغرب على تخلفها التقني – بل سيكون الحياد ذاته شكلاً من أشكال الإرهاب في نظر الإدارة الأمريكية، حتى مع الدول الأكثر تقدماً وقدرة على تقرير مستقبلها الخاص، وهذا يعني: أن الخطة المعلنة ستصنع كارثة عالمية تتجه لتقويض الأمن المدني، وضرب جميع صور الاستقلال السياسي والثقافي في العالم .

اما المواقف العربية والاقليمية والدولية تجاه القضية الفلسطينية بشكل عام، جاء نتيجة لتصدر قضايا وأزمات المشهد السياسي وأجندة وجدول أعمال الدول العربية والإقليمية والدولية والتي جاءت على حساب القضية الفلسطينية، وأن تلك المواقف تدخل ضمن سباق التنافس على منطقة الشرق الأوسط بين كافة القوى الإقليمية والدولية، فالأزمة السورية واليمنية والليبية والعراقية والاتفاق النووي الإيراني والجماعات الإرهابية، أصبحت ساحة للتنافس بينهما.

وفي الختام، ان الحروب التي تشهدها المنطقة والتي اشعلتها امريكا لم تكن يوما لتحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، إنما لفرض الهيمنة والسيطرة علي اقتصاديات العالم من خلال الطاقة سواء بالنسبة للنفط أو لمصادر الطاقة البديلة، خاصة مع تراجع الاحتياطي العالمي للنفط، في محاولة للتعمق في قراءة خريطة العالم والسعي للتنبؤ باختيارات المستقبل للمنطقة العربية والعالم.