النظامان الإماراتي والسعودي بيدق للمحتل الأمريكي، ولا خيار سوى الصمود
نحن في هذا الشعب اليمني العظيم نحن في الحالة الراهنة ونحن نتصدى لهذا العدوان، من كل فئات هذا الشعب ومن كل مكونات هذا الشعب معنييون بحكم المسؤلية أمام الله، وبحكم المسؤلية أمام أنفسنا وأمام أجيالنا أن نتحرك بكل جد ونتصدى لهذا العدوان، الذي تشرف عليه أمريكا وتتحرك فيه بأدواتها الأقليمية، بالنظام السعودي المستكبر الخائن لله وللحرمين وللأمة الإسلامية وللإسلام، الخائن للجوار وحق الجوار، وللنظام الإماراتي المجرم الأرعن المستكبر الغشوم، الذي يلعب دورا خدوما فقط لصالح أمريكا وأسرائيل، أولئك ليسوا في مستوى أن يلعبوا هذا الدور بأنفسهم، الإماراتي بنفسه لا يحمي حتى قصوره إلا بإشراف خارجي من يدير حراستهم الخاصة، من يتولى إدارة حماية قصورهم هو الأجنبي، هل هؤلاء في مستوى أن يكون لأنفسهم دور أقليمي وأن يتحكموا هم بأنفسهم لأنفسهم في باب المندب وفي جزيرة ميون؟
لا، هو يريد أن يلعب دور المحتل لمحتل، يعني محتل لصالح الأمريكي الإماراتي يفعل ذلك والنظام السعودي يفعل ذلك، وأصبحوا مفضوحين وأصبحت المسألة واضحة، لاحظوا حينما يذهب الإماراتي لاحتلال سقطرى، وسقطرى هناك جزيرة نائية في البحر العربي، ليس هناك مشاكل حربية ولا قتال، ليس هناك أحد يقاتل باسم أنصارالله ولا باسم المؤتمر الشعبي العام ولا بسم أي مكون من المكونات الحرة في هذه البلد التي تتصدى لهذا العدوان يعني وضع طبيعي وعادي ومستقر نوعًا ما، ليس هناك أي حركة تحررية هناك، الإماراتي مع كل ذلك لايكتفي بوجود عملائه من البلد وجود جماعة عبدربه أو جماعة من القاعدة مثلا أو جماعة من داعش، أو أي طرف من أدواته في البلد لا يكتفي يذهب ليحتل جزيرة سقطرى، ويحرص على أن يمتلك وثيقة يوقع عليها عملائه من البلد عبدربه وغيرهم؛ لتكون صك تمليك لهذه الجزيرة جزيرة لاعليها مشكلة قتال ليس فيها جبهة عسكرية ليست المسألة إلا مسألة احتلال، تصرفاتهم اليوم في حضرموت كلها تصرفات احتلال، طريقتهم في السيطرة على الموانئ والمطارات والقواعد الاستراتيجية، كلها شغل احتلال، مع الأمريكي وللأمريكي، ما يفعله السعودي كذلك، هو كله شغل احتلال وشغل سيطرة وشغل تدخل للاستعمار لصالح الأمريكي، كلهم يفعل ذلك لصالح الأمريكي، كلهم ليس له أكثر من هذا الدور ولا مستوى أكبر لقيد أنملة، أبدا، في هذا فقط ، فإذا اليوم يا أخوة في هذا البلد أقول للجميع كل ما يحدث اليوم هذا العدوان بكل ما فيه، وما حدث قبله من تطورات وأحداث ومشاكل ومستوى التدخلات الخارجية والدور الأمريكي الرئيسي فيها شاهد على أننا معنيون كيمنيين أن نبني أنفسنا على أننا شعبٌ مستهدف ومن أمة مستهدفة، مستهدفة كل الأمة من حولنا ونحن جزء منها، مستهدفون كشعب يمني ومن أمة مستهدفة معنيون بكل ما يمكن أن نستفيد منه في بناء واقعنا لنواجه هذا الاستهداف وهذا التحدي وهذه الأخطار.
الكثير كانوا في الماضي يصيحون علينا ويصرخون في وجوهنا ويعادونا بأشد ما يكون من العِداء؛ حتى لا نتحدث أي حديث عن الخطر الأمريكي ولا عن الخطر الإسرائيلي، ولا نقول شيئا من ذلك والكثير كانت رهاناتهم على دور هنا أو دور هناك، إما ضمن دور العمالة والولاء، وإما ضمن دور أو اتجاه للاستسلام واتجاه الاستسلام والخنوع، لا هذا يفيد ولا ذاك يفيد، كلامها خيارات غير ناجحة غير مجدية غير مفيدة لا تدفع عنا خطراً ولا تقينا شره، الشر قادم لا محالة علينا في اليمن وعلى كل بلدان المنطقة، الأمريكي بشرِّه الإسرائيلي بشرِّه، أدواتهم الإجرامية، من أنظمة وجماعات وتيارات تشتغل إجراميا لصالحهم، وتشتغل لتنفيذ أجندتهم الخطيرة جدا التي هي كلها شر وكلها خطر، أمرٌ بات قائما، بات قائماً، لا التجاهل يدفعه، ولا التغاضي واللا مبالاة يقيه ولا!
المسؤولية والعمل والاستفادة من كل ما من شأنه أن يساعدنا في مواجهة هذا الخطر وهذا الشر وهذا التحدي، على المتسوى المعنوي، نحتاج إلى معنويات عالية، وأول عامل نحتاج إليه في هذه المعركة لمواجهة هذا الخطر، هو العامل المعنوي، نحتاج إلى الإيمان إلى الصبر إلى العزم إلى اليقين، نحتاج إلى المبدأ نحتاج إلى المبدأ.
إذا أنا أحمل إيمانا إيمانا بالله إيمانًا بملائكته إيمانًا بكتابه إيمانًا برسوله، إيمانا راسخا يحتّم عليّ هذا الإيمان ألاَ أقبل بالعبودية لأي طاغوت لأي مجرم لأي منافق لأي عميل، هذا المبدأ سيساعدني على أن أصمد مهما كانت التحديات مهما كانت الأخطار مهما كانت الظروف مهما كان مستوى التضحية ومهما كان مستوى الثمن، إذا أنا أتربّى تربية الإيمان في أن أكون عزيزا، والعزة هذه استوطنت قلبي وسكنت فؤادي، وأصبحت مزيجا في لحمي وعظمي ودمّي وجلدي وشعَري وبشري، فلا أقبل أبدًا أبدًا أبدًا بالهوان، حتى لو تحولتُ إلى ذرات في الهواء، إذا أنا أصبح الاستقلال لديّ جزءا من هويتي جزءا من قيمي جزءا من أخلاقي وحريتي جزءا من كرامتي وجزءا من ديني ويقيني وإيماني، هذا يساعدني على الصمود والثبات، صمود جبالنا هذه، صمود نقم وصمود عطان، صمود عطان حتى في مواجهة القنبلة الفراغية، صمود كل جبال اليمن وأكثر من ذلك وأكثر حتى من الجبال.
من كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في يوم ذكرى الشهيد القائد 23-04-2017