ما هي أهداف أمريكا من إنشاء قاعدة عسكرية في اليمن؟!
تواردت أنباء خلال الـ 24 ساعة الماضية تتحدث عن قيام الولايات المتحدة الأمريكية بإنشاء قاعدة عسكرية جديدة على أكبر الجزر اليمنية في البحر الأحمر، وتسعى واشنطن للقيام بذلك بسرية تامة وبالسرعة القصوى، إلا أن صورا للأقمار الصناعية ومصادر من داخل اليمن كشفت ماذا يحدث هناك.
وليس غريب أو مستبعد عن الولايات المتحدة القيام بذلك فهي تسعى دائما وكلما سنحت لها الفرصة لزيادة نفوذها وقواعدها تحت أي ظرف حتى لو كان على حساب تجويع أو تهجير الشعب الذي تبني على أراضيه قواعدها.
تفاصيل العملية
تحدثت مصادر خاصة لصحيفة “الأخبار” اللبنانية عن تفاصيل العملية والآلية التي قامت بها القوات الأمريكية لإنشاء القاعدة على وجه السرعة، تقول المصادر أن طائرتان عسكريتان أميركيتان تحملان معدات مختلفة، منها المخصص للتنصّت والرصد الاستخباري، حطتا على إحدى أكبر جزر البحر الأحمر.
ومن خلال الصور تبين أن الموقع هو جزيرة حنيش الكبرى “130 كلم عن مدينة الحديدة و40 كلم عن المخا”، وذلك بعد أن تمكنت دول تحالف العدوان من السيطرة على جزر سقطرى في البحر العربي وميون في باب المندب وزقر في البحر الأحمر.
وفور وصول القوات الأمريكية إلى الجزيرة قام عدداً من الخبراء الأمريكيين بتركيب أجهزة الرادار، وللتذكير فإن جزيرة “حنيش” سبق أن تعرضت خلال العام الأول من الحرب لقصف جوي أدى إلى مغادرة الصيادين لها قبل أن تسيطر عليها قوات “التحالف” مطلع كانون الأول 2015، ومنذ ذلك الحين أصبحت حنيش منطقة عسكرية مغلقة.
أهمية الموقع
تأتي أهمية موقع الجزيرة من كونها تقع في منطقة حيوية ذات أهمية استراتيجية كبيرة في البحر الأحمر الذي بدوره يربط قارات العالم الثلاث، آسيا، أفريقيا، أوروبا، ولذلك فهو من أهم طرق الملاحة البحرية في العالم، ونظراً لوجود قوى عظمى متصارعة على النفوذ، ووقوع دول شرق أوسطية عربية وإسلامية إلى جانب الكيان الصهيوني على هذا البحر، فقد كان من الطبيعي أن يكون أحد أخطر وأكثر الساحات التي تشهد صراعاً دولياً كبيراً.
من ناحية أخرى تقول المصادر أن الجزيرة تحتوي على منشآت عسكرية بناها الجيش اليمني سابقاً مطلع التسعينيات مما جعلها هدفا لجميع الأطراف المتنازعة.
سرية تامة
ذكرت المصادر أن الطائرتين الأميركيتين هبطتا على مدرج ترابي تم توسعته مؤخرا ، في الوقت الذي بدأت فيه فرق أخرى تسوير مواقع في الجزيرة تتمتع بمرتفعاتها الصخرية، المصادر نفسها ذكرت أن الطائرتين الأميركيتين هبطتا على مدرج ترابي تم توسعته أخيراً، في الوقت الذي بدأت فيه فرق أخرى تسوير مواقع في الجزيرة تتمتع بمرتفعاتها الصخرية وتمهيد هذه المرتفعات من قبل الجنود الأمريكيين لإقامة القاعدة علما “أن أعلى مرتفع 430 متراً عن سطح البحر”.
ومع وصول هاتين الطائرتين إلى الجزيرة “الثلاثاء الماضي”، منعت قوات “التحالف” كافة قواتها العاملة في بقية الجزر، وكذلك الموجودة بالقرب من السواحل اليمنية، من الاقتراب من حنيش، من دون أن تكشف عن أسباب المنع، لكن من الواضح أن الهدف هو الحفاظ على سرية التحرك العسكري الأميركي الذي يأتي في ظل حديث وسائل الإعلام التابعة لـ”التحالف” عن اقتراب وشيك لعملية عسكرية كبيرة تهدف إلى السيطرة على ميناء الحديدة.
أطماع
بشكل أو بأخر فإن تعزيز الولايات المتحدة لتواجدها العسكري يصب بشكل مباشر في خدمة الكيان الاسرائيلي الذي عانى في حرب الـ73 عندما أغلقت اليمن مضيق باب المندب بالاتفاق مع مصر، وهنا أدركت واشنطن أن بقاء ربيبتها اسرائيل لن يستمر دون تجريد الأنظمة العربية من كل قدراتها الدفاعية والتسليحية لاسيما الدول الممانعة منها.
وبناء على ذلك تكالبت أمريكا عبر حلفائها للسيطرة على الجزر المنتشرة على البحر الأحمر، حيث سيطرت الإمارات على جزيرة سقطرى وهذا ما دفع السعودية إلى السعي للسيطرة على جزر أخرى في البحرين العربي والأحمر.
وهذا ما حدث حيث قامت السعودية ببناء قاعدة عسكرية لها على جزيرة ميون الاستراتيجية “المشرفة على باب المندب” وهذا ما اعتبره البرلمان اليمني انتهاكا صارخا للقانون الدولي وتعدي على السيادة الوطنية لليمن.
تجدر الإشارة إلى أنه وبالإضافة لأهمية جزيرة حنيش الإستراتيجية، هناك جزيرة أخرى تسمى “زقر” وتأتي أهميتها من كونها أقرب المواقع لباب المندب، وتشرف على ثلاثة من خطوط للملاحة البحرية. وسبق أن حاولت واشنطن بشأنها توسيع الخلاف اليمني ــ الإريتري منتصف التسعينيات، بهدف تدويل تلك الجزر ووضعها تحت إدارة الأمم المتحدة.
*الوقت التحليلي