التركيز على تصحيح المفاهيم وأن مشكلة الأمة ثقافية وهي حرب المصطلحات ” في مشروع الشهيد القائد ” مقدمة
بقلم / عدنان الجنيد
مقدمة
لقد استطاع سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في فترة وجيزة من الزمن –لا تتجاوز الثلاثة والعشرين عامًا – أن يوحد الناس على اختلاف مشاربهم وتنوع أجناسهم وألوانهم إلى الدخول تحت راية الإسلام والانضواء إلى لواء القرآن الكريم، فكانوا مسلمين مؤمنين بمعنى الكلمة لأنهم تثقفوا بثقافة القرآن وساروا على نهج النبي العدنان – صلى الله عليه وآله وسلم – لكن بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وانتقاله إلى جوار ربه بفترة من الزمن بدأت الثقافات اليهودية تدخل إلى الإسلام عن طريق كعب الأحبار ووهب ابن منبه وهما حبران يهوديان أظهرا الإسلام من أجل أن يتسنى لهما ضربه بهذه الثقافة اليهودية، واغتر بهما بعض الصحابة ورووا عنهما أخبارًا هي في الحقيقة أخبار كاذبة وحكايات زائفة ثم أصبحت فيما بعد جزءًا من ديننا ومن ثقافتنا الإسلامية، ثم تفاقم الأمر عندما انتقلت الخلافة إلى ملك يتوارثه أُغيلمة من قريش، بدأ الإسلام بالانهيار بدءًا بملوك بني أمية وانتهاءً بملوك بني العباس وكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة لولا تلك الثورات العلوية التي كانت تقوم بين الحين والآخر والتي أعادت للإسلام روحه، لكن قواه انهارت بسبب المذهبية التي أوجدتها السياسة آنذاك وبسبب الثقافات المنحرفة والمفاهيم المغلوطة التي غذَّاها ملوك بني أمية وبني العباس ومن بعدهم من الحكام الظالمين والفاسدين والتي ما زالت تنخر جسد هذه الأمة إلى يومنا هذا …..
فأصبحت أمة مختلفة بمذاهبها، ومتعددة بفرقها ومتنازعة فيما بينها تراثها منهوب، وتأريخها مكذوب، وتفسيرها مقلوب، وعلمها مضروب وأبناؤها في تمزق وشقاق، واختلاف ونفاق، قد أعمتهم العصبية، وفرقتهم المذهبية، ودمرتهم الطائفية، يعبدون الأعجال، وينتظرون الدجال في شدة من النزاع والجدال، في معاطن الإبل، ومرابض الغنم، وفي مسائل الحدوث والقدم…. لقد استمرأوا مرعى التقليد الوخيم، وابتعدوا عن كتاب الله الكريم، وخيبوا ظن نبيهم العظيم – عليه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم – فكيف بعد هذا ستتحقق آمالهم وهم لا يزالون متخبطين في ظلام أهوالهم؟!
ولما كانوا كذلك أصبحنا – نحن أبناء هذه الأمة – محتلين بكل ما تعني كلمة احتلال.
قال الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي : ((أولسنا محتلين في اقتصادنا، في سياستنا، في كل شؤون حياتنا ؟ أوليس العرب مستعمرون الآن ؟ هم مستعمرون، أي زعيم يمكن أن يقول كلمة جريئة إلا ويسحبها بعد ساعة أو ساعتين؟ أليس هذا يعني استعمار ؟! استعمار في كل مجالات شؤوننا وحرب لديننا نراها ونشهدها وإفساد في أرضنا وإفساد لشبابنا، وإفساد لنسائنا وإفساد لكبارنا وصغارنا، أليس هذا هو مايحصل في البلاد العربية كلها …..))